رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بارقة أمل».. مصر تقترب من إنتاج لقاح مضاد لـ«كورونا» محليًا

لقاح فيروس كورونا
لقاح فيروس كورونا

تتلقى مصر كل فترة شحنة من لقاح فيروس كورونا تارة قادمة من الإمارات ومرة آخرى من الصين، وثالثة تأتي قريبًا من أمريكا، وربما يوحي ذلك بأن الدولة سوف تعتمد في تطعيم المواطنين على اللقاحات الخارجية فقط، بيد أن الواقع غير ذلك.

ورغم أن مصر استطاعت تأمين نصيبها من اللقاحات التي يتم تجهزيها الآن، في أغلب دول العالم، إلا إنها لم تتوان عن محاولة إنتاج لقاح مصري خالص بإمكانه تغطية الاحتياجات كافة وليس فئات معينة فقط، وبالفعل وصل اللقاح إلى مراحل حالية متقدمة.

وكشف رئيس الفريق البحثي لإنتاج لقاح كورونا المصري، محمد أحمد علي، عن توجه المركز القومي للبحوث في مصر، لإجراء تجارب سريرية على اللقاح الجديد في غضون أسبوعين، حيث يعمل الفريق البحثي منذ نحو 6 أشهر، على إنتاج لقاح كورونا محليًا.

وأوضح أن الفريق البحثي بصدد التحضير للدفعة الأولى من جرعات اللقاح، بعد تصنيعه للدخول في التجارب السريرية على عدد كبير من المتطوعين، يتراوح بين 10 إلى 15 ألف شخص، وحاليًا في انتظار موافقة هيئة الدواء المصرية على إنتاج الجرعات الأولى، والبدء في التجارب السريرية.

وأشار إلى أن التجارب التي أجريت على الحيوانات خلال الفترة الماضية كانت مبُشرة للغاية، ولم يتم تسجيل أي آثار جانبية، ومن ثم فاللقاح المصري يتميز بدرجة كبيرة من الفعالية والأمان، وفي انتظار التحقق بشكل نهائي من ذلك، بعد انتهاء التجارب السريرية على البشر.

وإنتاج لقاح مصري محلي لم يكن وليد اللحظة، فبدأت مصر محاولات الإنتاج منذ ظهور أول حالة في الصين خلال مطلع العام الماضي، ولا زالت مستمرة في الخطوات، وإلى أين وصل الفريق البحثي في إنتاج لقاح ضد كورونا؟.. «الدستور» ترصد الخطوات، حيث كانت مصر هي أول دولة عربية تعلن خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا بدء إنتاج لقاح محلي، خلال ديسمبر من العام قبل الماضي، وتحديدًا مع إعلان الصين ظهور فيروس غريب لديها وتنبؤ منظمة الصحة العالمية بأنه سيكون وباء عالمي من المؤكد أن يصيب أغلب دول العالم إن لم يكن كلها.

تعكف الشركة الوطنية لإنتاج الدواء واللقاح والمركز القومي للبحوث على إنتاج اللقاح المصري المضاد لفيروس كورونا، ويقفان الآن أمام التجارب السريرية على البشر والتي من المفترض أن تستمر 6 أشهر حتى يُعتمد اللقاح وهو معيار عالمي حددته الصحة العالمية، وذلك بعد الحصول على موافقة هيئة الدواء.

ويمر اللقاح بخمسة مراحل معترف بيهم دوليًا من بينهم مرحلة التجارب السريرية، حيث أعلنت مصر منذ فترة احتياجها لعدد من المتطوعين، وبالفعل هناك 100 شخص سجلوا أنفسهم كمتطوعين للمرحلة الأولى، تم تقسيمهم لخمس مجموعات بموجب 20 متطوع في كل مجموعة.

ومن المقرر أن تكون المجموعة الأولى بلا أي تطعيمات، والثانية والثالثة سيتم حقنها بالفاكسين والجرعات، والرابعة ستحصل على فاكسين «بلاسيبوا» الوهمي، والمجموعة الأخيرة ستحصل على جرعات تنشيطية، وسيتم متابعتهم على مدار 14 يومًا لفحص الأجسام المضادة الناتجة.

وبحسب خطة المركز القومي للبحوث، من المقرر أن يكون هناك جرعة أخرى بعد 14 يومًا من الجرعة الأولى، بموجب تلك التجربة يتوقع المركز القومي للبحوث امتلاك مصر لقاح كورونا مع نهاية 2021 بتجريب 5 آلاف جرعة.

ووصل معدل نجاح التجريب الأولي للقاح على الحيوانات إلى نسبة 95%، مجتازًا المراحل قبل السريرية، بينما هناك 4 أنواع لقاحات لفيروس كورونا يتم العمل عليهم داخل المعامل وفقًا للمركز القومي للبحوث، ثلاثة منهم قيد البحث والرابع هو من تم تجريبه على بعض الحيوانات.

ويتشابه اللقاح المصري مع نظيره الصيني بشدة، حيث إن مصر تطبق كل توصيات الصين والصحة العالمية في إنتاج اللقاح المحلي الخاص بها، واستخدام كل البروتينات الأربعة للفيروس ما يعطي فرصة للجهاز المناعي في استخراج أجسام مضادة بنسبة أعلى.

بينما تنقسم دول العالم إلى ثلاث فئات، دول تعكف على إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، ودول تشارك بالأبحاث العلمية والتجارب السريرية، ودول تنتظر إنتاج اللقاح من أجل الحصول عليه، وتندرج مصر ضمن فئتي الإنتاج والمشاركة بالأبحاث.