رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل تزود موريتانيا بلقاح كورونا.. هل التطبيع قادم؟

موريتانيا بلقاح كورونا
موريتانيا بلقاح كورونا

أفادت تقارير عبرية قبل أيام أن إسرائيل ستزود موريتانيا - التي لا ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية- بلقاحات مضادة لفيروس كورونا، وبهذا يرتفع عدد الدول التي تخطط إسرائيل لتزويدها بلقاحات كورونا إلى 20 دولة. فيما ربط المراقبون بين تزويد إسرائيل هذه الدول باللقاح كطريقة للتقدم في العلاقات الدبلوماسية معها.

كما صرح مسئولون أمريكيون لموقع "تايمز أوف إسرائيل" الشهر الماضي بأن موريتانيا كانت على وشك تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما يجعل "صفقة اللقاح" ترتبط بشكل أو بآخر مع تطبيع محتمل بين الدولتين.

تربط بين إسرائيل وموريتانيا علاقات تاريخية، في عام 1999 أصبحت موريتانيا ثالث دولة عضو في الجامعة العربية (إلى جانب مصر والأردن) تعترف بإسرائيل كدولة ذات سيادة، ثم تم تجميد العلاقات رداً على الحرب على غزة في 2009.

كشفت تقارير أن واشنطن تضغط على موريتانيا من أجل التطبيع مع إسرائيل، وفيما يخص موقفها من التطبيع، أعلنت موريتانيا دعمها دولة الإمارات في المواقف التي تتخذها وفق مصالحها ومصالح العرب والمسلمين وقضاياها العادلة.

كما تربط موريتانيا والإمارات علاقات قوية وروابط اقتصادية كبيرة، وهو ما قد يسهم في تسريع عملية التطبيع، خاصة مع وجود علاقات بينهما لمواجهة التحديات الأمنية في فضاء الساحل الناتجة عن الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب، إلى جانب الهشاشة الاقتصادية وضغوط التصحر والجفاف.

ولكن في الوقت نفسه فإن هناك تيارات سياسية داخل موريتانيا رافضة بشدة للتطبيع مع إسرائيل وصلت إلى حد مطالب بسن قانون لتجريم التطبيع مع إسرائيل.

لكن بدا أن موريتانيا تتخذ خطوات بطيئة تحسباً لغضب الرأي العام، فيمكن اعتبار التعديل الوزاري الأخير الذي قام به الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، بإدخال كل من سفير نواكشوط السابق في تل أبيب أحمد ولد تكدي، والمحاسب السابق للسفارة الإسرائيلية "جا مختار ملل"، إلى حكومة الوزير مولاي ولد محمد الأغظف، إشارة إلى عودة العلاقات الموريتانية الإسرائيلية، كما تم تعيين رجل إسرائيل القوي أحمد ولد تكدي سفيراً في واشنطن، في ظل المخاوف التي تنتاب الرئيس الموريتاني من أى نشاط قد يسعى لتقويض حكمه.

كما لا تزال العلاقات الموريتانية الإسرائيلية قائمة في المجال الأمني بين الدولتين، والعمل ضمن منظومة أمنية مشتركة لمواجهة خطر الإرهاب بالمنطقة.

وسبق لموريتانيا أن أقامت علاقات مع إسرائيل تحت ضغوط أمريكية عام 1999 في عهد الرئيس معاوية ولد الطايع، وظلت هذه العلاقات مرفوضة من كل أطياف الشعب الموريتاني، ومحل انتقادات من جانب السياسيين الذين ظلوا يطالبون بوقف التطبيع مع إسرائيل، معتبرين أنه أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الانقلاب على حكم ولد الطايع، وهو ما يجعلها قد لا تتسرع في عملية التطبيع. لكنها لا تزال ضمن دائرة الاحتمالات.