رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تنساقوا للشائعات.. خبراء ينصحون بالتسجيل للحصول على اللقاح الصيني

لقاح كورونا
لقاح كورونا

سُجلت نحو ستة ملايين حالة إصابة بفيروس كورونا في الدول العربية، لكن الأرقام الحقيقة بحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية قد تكون أكثر من المعلنة نظرا لوجود حالات غير مسجلة أو لعدم توفر آليات كافية للرصد والتتبع، وهناك عدد كبير من الحالات بات لا يتوجه لتلقي العلاج في المستشفيات والوحدات الصحية نظرًا لاصابته بأعراض طفيفة ويكتفي بمتابعة هاتفية مع مختصون.

ونظرًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية يُعد العراق والمغرب ثم السعودية من الدول الأسوأ عربيا من حيث عدد الحالات المسجلة.

ومع بداية العام الجاري، بدأت الدول إقليميًا وعالميًا تجهيز حصة شعوبها من اللقاحات، وعلى غرار ذلك قامت الدول العربية بطرح خطتها لتطعيم وتحصين سكانها ضد كوفيد 19، لكنها انقسمت مابين اللقاحين الأكثر انتشارا الان اللقاح الأمريكي الألماني فايزر بيونتيك واللقاح الصيني سينوفارم.

فمصر، الإمارات اللاتي شاركنّ في التجارب السريرية للقاحات صينية - بدأت في استقبال دفعات من لقاح سينوفارم، وأضيف لهم المغرب مؤخرًا، لكن أثير بعد الجدل في الأوساط العلمية خاصة ان تجارب اللقاح السريرية لم تُنشر بعد في الدوريات.

لكن هناك دول كالسعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والأردن ولبنان وتونس أعلنت نيتها استخدام لقاح فايزر بيونتيك (الذي اعتمدته في الآونة الأخيرة هيئتا الدواء البريطانية والأمريكية).

في المقابل عقد بعض الدول اتفاقات للحصول على لقاحين أو أكثر، فالبحرين مثلا شاركت في التجارب السريرية للقاح الصيني لتحصين ما يقرب من ستة الاف شخص لكنها بعد ذلك كانت الدولة الثانية على مستوى العالم التي تعتمد لقاح فايزر بيونتيك بعد بريطانيا، بينما تعهدت بلدان أخرى كالعراق والجزائر بتوزيع اللقاح قريبا لكن لم تحدد أي نوع بعد.

بحسب منظمة الصحة العالمية، اعتمد لقاح سينوفارم على طريقة تقليدية تتمثل في حقن فيروس غير نشط (يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة تُخلق في المختبر قبل أن تقتل وهي غير معدية) بينما اعتمد لقاح فايزر بيونتيك على تقنية أحدث تعتمد على استخدام الشفرة النووية للفيروس حتى تحفز الجسم لإنتاج أجسام مضادة.

وتعقيبًا على ذلك، ذكر الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، أن الفارق في تقنية لا تؤثر في النتيجة أو نسب الوقاية، حيث تصل نسبة فاعلية لقاح فايزر بيونتيك إلى 95 في المائة بحسب تصريحات الشركة المصنعة بينما تصل نسبة فاعلية لقاح سينوفارم إلى 86 في المائة بحسب تصريحات وزارة الصحة الإماراتية بعد انتهاء التجارب السريرية فيها.

لكن هناك عنصر قد يفسد اللقاح الأمريكي نهائيًا وهو درجة الحفظ والتي تكلف مصر والدول العربية لطبيعتها الحارة تكلفة تضاهي شراء الجرعات، فيجب أن يُحفظ فايزر بيونتيك في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر بينما يمكن حفظ لقاح سينوفارم في ثلاجات عادي.

استشاري أوبئة ينصح بسرعة التسجيل للحصول على سينوفارم

وأيد ذلك الدكتور أمجد الخولي، استشار أوبئة بمنظمة الصحة العالمية، الذي يرى أن اختيار الدول يعتمد على أكثر من عامل من بينها العامل الاقتصادي وتوفر المنتج وهو منطقي جدًا، فلن يستطيع منتج واحد تغطية احتياجات العالم كله، وبالتالي يمكن أن تلجأ الدول لأكثر من مورد طالما أن النتائج الأولية مبشرة وتؤكد سلامة اللقاح، والعدالة الوبائية تمنع شراء عدد من جرعات لقاح ذات تكلفة عالية في الحين أنه يمكن شراء عدد الضعف، مما يحمي الملايين وتدعيم مناعتهم.

وأضاف أن تفضيل سينوفارم لا يتوقف على فارق السعر بينه وبين نظيره، فالمتطلبات لوجستية عنصر نجحت الحكومة المصرية في رؤيته مبكرًا وراعته، فلقاح فايزر يتطلب أن يُحفظ في درجة حرارة شديدة وهو ما يحتاج إلى إجراءات وبنية تحتية مختلفة نسبيا، ولن تلجأ بعض الدول إليه من أجل الجدوى اللوجيستية.

ونبه "حداد" إلى أن انسياق البعض ورفضه للتسجيل في موقع وزارة الصحة لمجرد أن وسائل الإعلام الأمريكية تروج إلى أن "فايزر" له الأفضلية، لكن منظمة الصحة العالمية تعلم جيدًا أن ذلك يتعلق بسلوكيات الدول الأغنى التي سارع بعضها لاعتماد وشراء كميات كبيرة من اللقاح الأمريكي الألماني لكسب شعبية لدى شعوبهم.

وكانت دول كبريطانيا أول من اعتمد لقاح "فايزر بيونتيك" وطلبت من المنتجين 40 مليون جرعة تكفي لتطعيم 20 مليون شخص، بينما طلبت الولايات المتحدة 100 مليون جرعة من اللقاح تكفي لـ 50 مليون شخص، كما طلبت واشنطن 200 مليون جرعة من لقاح مودرنا الأمريكية تحصل عليها في شهر يونيو المقبل على الرغم من أن اللقاح لم يحصل على التراخيص اللازمة بعد.

المباردة المصرية للحقوق الشخصية: على منظمة الصحة العالمية تحقيق العدل في توزيع الجرعات

ويرى الباحث في ملف الصحة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أحمد عزب، أن بعض الدول النامية قد تكون "مجبرة على اللجوء للقاح الصيني من باب قلة الحيلة، لأن دولا عدة -لديها القدرة الشرائية- تعاقدت بالفعل منذ أشهر مع الشركات المنتجة للقاحات مثل فايزر بيونتيك للحصول على اللقاح بسرعة بكميات تفي احتياجاتها وبالتالي الكميات التي لم تنتج بعد هي بالفعل محجوزة لتلك الدول".

وأكمل أنه من الجيد أن وقعت 189 دولة على مبادرة كوفاكس -المشتركة بين منظمة الصحة العالمة وتحالف اللقاحات "جافي" والتحالف من أجل ابتكارات الاستعداد للأوبئة - والتي تهدف إلى شراء ما يكفي من اللقاحات لتوفير ملياري جرعة من اللقاح (أو اللقاحات المعتمدة) تكفي لتحصين 20 في المائة من سكان البلدان المشاركة قبل نهاية العام المقبل، فهو سيمنح بعض العدالة في التوزيع، خاصة في دولة كمصر لانها ستمنع كم جرعات مجانًا وكم آخر مدعوم جزئيًا.