رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طائران أزرقان.. للكاتب ديفيد هربرت لورانس قصة عن غيرة المرأة

 ديفيد هربرت لورانس
ديفيد هربرت لورانس

تغار المرأة من المرأة أكثر من غيرة الرجل من الرجل، ويغار الرجل على المرأة أكثر من غيرة المرأة على الرجل. أما النصف الأول فيتحقق في قصة طائران أزرقان للكاتب الإنجليزي ديفيد هربرت لورانس، أما الشق الثاني وهو الذى يخص غيرة الرجل على المرأة فلم يتحقق في القصة نفسها فالبطل هنا لم يشعر بالغيرة على زوجته التي كانت تتركه لممارسة الغواية وتعود إليه بعد شهور دون أن يغضب، بل كان يحبز ذلك بحجة أن كلاهما كان قد أصابه الملل من الآخر.

وتحكى القصة عن روائي يستأجر شابة لتعمل معه فتقوم بكتابة مؤلفاته على الآلة الكاتبة. بمقابل ضئيل لا يتناسب ومجهودها اليومي، بالإضافة إلى أنها جلبت أمها واختها ليخدمن الكاتب دون أجر. فتهبط عليهم زوجة الكاتب التي تندهش بسبب عمل الثلاثة دون أجر تقريبًا، وتتقبل الوضع في البداية لكنها تصاب بالغيرة من الفتاة رغم العلاقة الباردة بينها وبين زوجها. وتتحجج بأن زوجها أصبح يكتب كلامًا عاديًا أو كلامًا فارغًا، وأنه أضحى يوكل مهمة الكتابة في بعض الأحيان للسكرتيرة.

وأثناء احتساءهم الشاي في الحديقة بينما طائران أزرقان ينفش كل واحد منهما ريش الآخر، بدأت الزوجة تسأل السكرتيرة عن قبولها لتلك المهنة الشاقة دون أجر تقريبًا، وكيف ترضى بهذا الاستغلال خاصة وأنها لا تقيم علاقة مع زوجها الذى يرفض الإقتراب من أى إمرأة، إلا أن السكرتيرة اعتبرت سؤالها مهينًا، وأنها تعمل بأجر كما أنها سعيدة بما تفعله. لم يعقب الكاتب رغم غيظه من زوجته التي ترك لها حرية البقاء أو الرحيل. وكان في هذه الساعة يود لو أنها رحلت. بالفعل رحلت الزوجة وهي تحمل غيرتها في قلبها الذي امتلأ حقدًا على تلك الفتاة التي تجلس مع زوجها طوال اليوم. وهنا قالت السكرتيرة هل لإمرأة مثلها أن تغار من إمرأة مثلي فيقول الزوج بالضبط. وهنا يخالف الكاتب الإنجليزى لورانس ما هو متعارف عليه من قواعد أخلاقية. لذا كانوا يلقبونه بالكاتب غير الأخلاقي خاصة بعد روايته الأشهر عشيق السيدة تشارترلى.