رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ساعدها على تعلم الوضوء والصلاة».. حكاية مريم فخر الدين مع «الشعراوي»

الشعراوي
الشعراوي

حتى سن 12 عاما كانت الفنانة الراحلة مريم فخر الدين مسيحية، وكان والدها مهندس الري مشغولا دائما ويتغيب عن البيت أثناء فيضان النيل، وكانت والدتها متفرغة لها، لذا قررت أن تكون على دينها دون علم والدها، والتحقت بمدرسة الراهبات الألمانية باسم ميري فخري المسيحية.

كانت مريم فخر الدين تمارس كل طقوس الدين المسيحي، تصلي في الكنيسة وتقرأ الإنجيل، وتحضر حصة الدين المسيحي بالمدرسة، بينما كانت زميلاتها المسلمات يأخذن حصة تطريز لأن الدين الإسلامي لم يكن يدرس في مدارس الراهبات، وظلت على هذا الوضع حتى دخل والدها يوما ما غرفتها، ووجدها تقرأ الإنجيل، وقال لها إنها مسلمة، وذهب إلى المدرسة وأصبحت تحضر حصة التطريز، وتركت الدين المسيحي، لكنها لم تدخل في الإسلام، وهذا ما أوضحته خلال حوارها بجريدة "القاهرة" في عام 2004: كل ما حدث أنني تركت الدين المسيحي بكل طقوسه، وعرفت أنني مسلمة أعرف كل شيء عن السيد المسيح وستنا مريم ولا كلمة عن الدين الإسلامي أو النبي محمد عليه الصلاة والسلام، لا أعرف كيف أصلي ولا أصوم عندما أشعر بضيق أكلم الله.. أشكو له حالي ـطلب منه أرجوك يا رب أنا أريد كذا، يستجيب الله لي، ربنا كبير وكريم أشكوه وأحبه من قلبي وأشعر أنه يملأ كياني.. مسلمة بالفطرة.

بعدما أخرج والد مريم فخر الدين ابنته من الدين المسيحي، لم يكلمها عن الإسلام، لكنه أعطاها المصحف يوم زواجها وقال لها أن هذا الكتاب هو دستور حياتك، وطالب منها أن تحافظ عليه، وتلجأ إليه عندما تواجه مشكلة أو تشعر بالحيرة، وأكد لها أنها ستجد بين آياته ما تبحث عنه، وسيظل القرآن سندك وكنزك الحقيقي حتى آخر العمر.

بعدما جاء لها سيناريو فيلم "الأرض الطيبة" كان عليها أن تقرأ الفاتحة لسيدي الدكروري ضمن أحداث الفيلم، قالت للمخرج إن الحوار ناقص لأن الفاتحة غير مكتوبة، فاندهش لأنها لا تعرفها، وكتبها لها لتحفظها ضمن حوار الفيلم، وحتى وصلت لسن الخمسين استيقظت فجأة من نوم عميق قوة خفية تدفعها لترك فراشها وتشدها للوقوف في اتجاه معين دون أن تعرف أنها تتجه ناحية القبلة تريد أن تصلي ولا تعرف، ظلت تؤدي كل حركات الصلاة وتقرأ الفاتحة نحو 20 مرة، فهي لا تعرف عن الإسلام سواها.

جاء الصباح واتصلت بالفنانة شادية، فأرسلت لها كتاب المسلم الصغير فلم تفهم منه شيئا، وتابعت خلال الحوار: اتصلت بشادية مرة أخرى سألتها ما معنى أن أغسل يدي 3 مرات، ولماذا أغسل وجهي، وأمسح على رأسي، وأفعل كذا وكذا قبل كل صلاة، بأمارة إيه؟! لقد أخذت حمامي اليومي ونظيفة فل.

وتابعت: بعد يومين اتصل بي الشيخ الشعراوي، واضح إن شادية كلمته عني قال لي "أنت يا ست مريم عايزة تصلي؟ قلت له يا ريت لأن أبي كان يصلي الفرض حاضر، لكن لم يقل لي أن أصلي.. أنا كنت عيلة قالوا لي أنت مسيحية قلت حاضر، قالوا لي صلي بالمسيحية صليت.. أعرف الصلاة المسيحية بالمجرية والألمانية ولا أعرفها باللغة العربية، ولا أعرف صلاة المسلمين.. أعمل إيه يا فضيلة الشيخ أنا عبد المأمور.

واستطردت: سألني الشيخ الشعراوي تحفظين الفاتحة، قلت نعن تعلمتها ضمن حوار فيلم هذا هو كل ما أعرفه عن الدين الإسلامي، قال ستجدين قصاري السور في آخر المصحف، قل هو الله أحد، قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس، وهكذا احفظيهم ثم ابدأي الصلاة، وبدأ يعلمني حتى وصل إلى التحيات سألته هل التحيات موجودة في المصحف، وهل في إحدى سور القرآن فقال لا، وحتى يسهل لي المهمة وحتى أصلي فورا، طلب مني أن أقرأ الفاتحة بدلا من التحيات كحل مؤقت حتى أحفظها.

ثم بدأ يعلمها الوضوء، وسألها الشيخ الشعراوي "فهمتي"، قالت له: الوضوء صعب جدا، قال إذن خدى "دش" بدلا من الوضوء، ولو حدث منك أي شيء ينقض الوضوء خدي "دش" مرة أخرى قبل كل صلاة، وأضافت: كنا في الصيف ولا مشكلة أن أستحم حتى ولو خمس مرات كل يوم، جاء الشتاء واتصل بي الشيخ الشعراوي وسألني عاملة إيه يا ست مريم.. قلت له يا فضيلة الشيخ: أنا خلاص اتبريت، فكيف أستحم خمس مرات يوميا في الشتاء، قال: قلت لك تعلمي الوضوء سهل جدا، ركزي معي، ركزت وفهمت، مستمرة في قراءة الفاتحة بدلا من التحيات حتى جاءت حماة ابنتي إيمان لزيارتي قصت علي سيناريو التحيات ضمن مشاهد الإسراء، عندما فهمت أصل الحكاية حفظتها بسهولة، وأصبحت أقولها في موضعها من الصلاة، من يومها وأنا لا يفوتني فرض.. أصلي في الطائرة والمطار، لا أصلي وأنا في الاستوديو بسبب المكياج، أعود لبيتي آخر الليل مهما كنت مرهقة أزيل المكياج ثم أتوضأ وأصلي كل الفروض التي فاتتني.