رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البطريرك الماروني: دعوة المؤتمر الدولي تستهدف منع سقوط لبنان في الفوضى

بشاره بطرس الراعي
بشاره بطرس الراعي

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي: إن دعوته لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية من الأمم المتحدة جاءت في ضوء انعدام الحلول للأزمات السياسية ودخول البلاد دائرة الخطر الشديد على نحو ينذر بسقوط لبنان في الفوضى ومن ثم انهيار الدولة.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها بطريرك الموارنة اليوم في التجمع الشعبي الحاشد الذي حضر إلى ساحة البطريركية في منطقة بكركي (بمحافظة جبل لبنان) لإعلان تأييد طرح البطريرك الراعي بوجوب اعتماد مبدأ حياد لبنان في مواجهة الصراعات الإقليمية، وعقد مؤتمر دولي برعاية أممية لإنقاذ لبنان.

وأشار إلى أن التجارب التاريخية أثبتت أن انحياز لبنان إلى أي محور إقليمي أو دولي تسبب في انقسام الشعب واندلاع الصراعات، مشددًا على أن اختيار نظام الحياد يستهدف المحافظة على كيان الدولة اللبنانية الذي أساسه الانتماء بالمواطنة لا بالدين وميزته التعددية الثقافية والدينية والانفتاح على كل الدولة وعدم الانحياز.

ولفت إلى أن السياسيين اللبنانيين لم يتمكنوا من الجلوس على طاولة واحدة للاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي يدفع بالبلاد نحو الانهيار والفوضى، قائلًا: "نحن نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة على مختلف ميادين الحياة العامة وعلى المجتمع اللبناني، ولو تمكنت القوى السياسية عندنا من إجراء حوار مسئول لتحصين وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) لما طالبنا بتاتًا بمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لمساعدتنا على حل العقد التي تشل المؤسسات الدستورية".

وأوضح البطريرك الماروني أن الهدف من الدعوة لانعقاد المؤتمر الدولي تثبيت الكيان اللبناني المعرض بصورة جدية للخطر، وتجديد الدعم للنظام الديمقراطي، وإعلان حياد لبنان حتى لا يصبح ضحية الصراعات والحروب، وتنفيذ القرارات الدولية المعنية بلبنان بما يسمح للدولة أن تبسط سلطتها الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية من دون شراكة أو منافسة.

وأضاف: "نريد من المؤتمر الدولي أن يوفر الدعم للجيش اللبناني، ليكون المدافع الوحيد عن لبنان، والقادر على استيعاب القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب اللبناني من خلال نظام دفاعي شرعي يُمسك بقرار الحرب والسلم"، مشددًا على أنه لا يريد من المؤتمر الدولي جيوشًا ومعسكرات أو المساس بكيان لبنان وشراكته المسيحية – الإسلامية.

وأكد أن اللبنانيين يستحقون العيش في سلام وليس في ساحات القتال الدائم، مشيرًا إلى أن جميع مشاكل الشعوب أصبحت قابلة للحل بالحوار والتفاوض والعلاقات السلمية.

وقال متوجهًا إلى عموم اللبنانيين: "لا تسكتوا عن الفساد، لا تسكتوا عن فشل الطبقة السياسية، لا تسكتوا عن الخيارات الخاطئة والانحياز، لا تسكتوا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني، لا تسكتوا عن مصادرة القرار الوطني، لا تسكتوا عن الانقلاب على الدولة والنظام، ولا تسكتوا عن عدم تشكيل حكومة وعدم إجراء الإصلاحات".