رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر بتبنى.. قرى «حياة كريمة»: المبادرة حوّلت مدارسنا من «خرابات» إلى أماكن نموذجية

مصر بتبنى
مصر بتبنى

لا يترك الرئيس عبدالفتاح السيسى مناسبة إلا ويتحدث فيها عن التعليم، إيمانًا منه بأن هذا الملف ينبغى أن يتصدر أولويات الجميع، فلا تنمية أو تقدم بدون جيل تعلم بأفضل طريقة، وبشكل يواكب التطورات المتلاحقة فى العالم، لذا لم يكن غريبًا أن يعلن الرئيس عام ٢٠١٩ عامًا للنهوض بالتعليم، ويتخذ مجموعة من الخطوات العملية والكبيرة فى هذا الإطار. وتتعاظم أهمية هذه الخطوات فى ظل تراجع أداء العملية التعليمية بشكل كبير خلال العقود الماضية، بسبب التجاهل الحكومى الكبير لهذا الملف المهم جدًا، وعدم وضعها إياه على رأس أولوياتها، ما تسبب فى تراجع ترتيب مصر فى المؤشرات العالمية التى تقيس جودة التعليم. وكجزء من تطوير التعليم كان لا بد من تطوير المدارس التى طالها الإهمال لسنوات طويلة، وتكدس الطلاب فى فصولها، خاصة فى القرى، وهنا جاء دور المشروع القومى لتطوير الريف المصرى والمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، الذى وضع تأهيل وبناء المدارس على رأس «التدخلات» التى ينفذها لتحسين حياة المصريين. «الدستور» تعرض فى السطور التالية جزءًا من مساهمة «حياة كريمة» فى تطوير وبناء المدارس داخل القرى المستهدفة.


الأقصر: إعادة تأهيل 4 مدارس فى «النجوع قبلى».. وتخصيص أرض لبناء 2 بـ«كومير»

نفذت «حياة كريمة» أعمال تطوير موسعة فى قرية «النجوع قبلى» التابعة لمركز إسنا فى محافظة الأقصر، لتوفير حياة أفضل لسكانها، وتم تخصيص جزء كبير من عملية التطوير لتجديد وبناء مدارس جديدة، بعد الانتهاء من تطوير البنية التحتية للقرية.
وقال صالح عبدالفتاح، رئيس قرية «النجوع قبلى»، إن «حياة كريمة» تعمل على تطوير ٤ مدارس للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، كانت متهالكة، وبلاط الأرضية الخاص بها مهدم، والشبابيك والأبواب محطمة، والإضاءة ضعيفة جدًا ومُخربة، مع عدم وجود حمامات أو أى خدمات للطلاب أو المدرسين، لكن خلال ٨ أشهر على الأكثر ستتحول هذه «الخرابات» إلى «مدارس نموذجية».
وأضاف: «مدارس القرية مبنية منذ سنوات طويلة، وآخر عملية تطوير لها كانت منذ ١٠ سنوات، وتقدم العاملون فيها بشكاوى كثيرة عن ذلك لكن دون فائدة، حتى جاءت مبادرة حياة كريمة، التى غيّرت طبيعة الحياة فى القرية، عبر ترميم البيوت وتوفير صرف صحى وكهرباء، ثم الاتجاه إلى المدارس لتجديدها وتسليمها قبل بداية العام الدراسى المقبل».
وكشف عن أن عملية التطوير بدأت منذ شهر، وخلال هذه الفترة تم وضع أساس بناء «ملحق» للمدرسة الإعدادية، ثم بناء الدور الأول فوق الأساس، حتى تستوعب أعدادًا أكبر من الطلاب، وتقلل كثافة الطلبة فى الفصل الواحد، والتى زادت كثيرًا مع الزيادة السكانية، كما تمت أعمال تكسير الأرضية لوضع السيراميك الجديد، وتركيب الكهرباء والنجارة الجديدة، بعد الانتهاء من أعمال المحارة.
وواصل: «الأهالى والمدرسون يشعرون بالسعادة والاطمئنان على الطلاب، عندما رأوا عملية التطوير التى تحدث فى كل مدارس القرية، خاصة أن توفير مدرسة نموذجية للطلاب يساعد فى تحسين عملية الاستيعاب والفهم للدروس، ويسهم فى زيادة رغبة الطلاب فى الذهاب للمدرسة، ما يقضى مستقبلًا على ظاهرة التسرب من التعليم فى القرى».
وقال عبدالنعيم مدنى، رئيس قرية «كومير» التابعة لمركز إسنا أيضًا، إنه تم تخصيص ٢٦ فدانًا لبناء مدرستين «ابتدائية وإعدادية»، لخدمة أهل القرية والقرى المجاورة، إلى جانب بناء مركز شباب ووحدات صحية وبيطرية، ومكتب للبريد، ومناطق خدمية، ومدينة صناعية حرفية تضم مصنعًا للتمور، مشيرًا إلى أن مجلس المدينة هو الذى حدد أماكن بناء المدرستين.
وأضاف: «القرية تحتاج إلى مدرستين ابتدائية وإعدادية، لأن الأهالى يخشون من إرسال أبنائهم إلى المدارس الموجودة فى المركز، لأنها بعيدة جدًا عن القرية، وجاءت مبادرة حياة كريمة لتحل هذه المشكلة، بما يساعد فى تشجيع الأسر على تعليم الأبناء، ويبعث الطمأنينة فى نفوسهم، ويخفف تكاليف المواصلات عنهم». واختتم بأن «كل قرية من القرى التابعة لمركز إسنا بها مدرسة أو مدرستان، وهناك قرى بها مدرسة تشمل التعليم الأساسى من الصف الأول الابتدائى وحتى الثالث الإعدادى، لكن أعداد الأطفال بها كبيرة جدًا، إذ يضم الفصل الواحد نحو ٦٠ تلميذًا، لذا ستتولى (حياة كريمة) تطوير عدد من المدارس الأخرى، بسبب تهالك المبانى بشكل كامل».

قنا.. «السمطا»: استغلال المبانى الحكومية فى إقامة فصول للصفوف الابتدائية
قال محمد الأمين، عمدة قرية «السمطا بحرى» التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا، إنه تم بناء مدرسة ابتدائى مكونة من ٣ طوابق فى «نجع الفجيرة»، ضمن مبادرة «حياة كريمة»، واصفًا ذلك بأنه إنجاز عظيم قدمته المبادرة الرئاسية لأهالى القرية.
وأضاف: «تم بناء جناح كامل فى مجلس قرية السمطا لطلاب الصفوف الابتدائية، وهو عبارة عن منطقة واسعة محيطة بمنطقة أو منشأة حكومية، تضاف لها فصول، بحيث يكون بكل دور فصلان للابتدائى، فضلًا عن تطوير مدرسة فى قرية نجع سالم للصفوف الابتدائية كذلك».
وأشار إلى أنه مع قدوم لجنة من المبادرة للاستفسار عن طلبات قريته، بصفته عمدة لها، كان جوابه أن القرية تحتاج إلى مجمع معاهد أزهرية من صفوف الحضانة حتى الصفوف الثانوية، لأن أقرب حضانة توجد بمركز دشنا، الذى يبعد عن القرية بمسافة ٨ كم، فوعده مسئولو المبادرة بتلبية هذا الطلب.
وأضاف «الأمين»: «عدد من أهالى القرية تبرعوا بقطع الأراضى التى يمكن بناء الحضانات والمعاهد والمدارس عليها، بعدما أكد القائمون على مبادرة حياة كريمة ورئيس المدينة بناء هذه المدارس المطلوبة طالما تواجدت الأرض، وتسليمها كاملة من الألف للياء».
وواصل: «المدارس الجديدة التى سيتم إنشاؤها هى للصفوف الثانوية، لأن قرية السمطا بحرى بها مدرسة واحدة فقط لأهالى القرية كلهم، ولا تكفى لاستيعاب عدد الطلاب، وكذلك القرية فى حاجة إلى مدارس إعدادى، لأن أقل فصل فيها يضم ٧٠ طالبًا، ومع أزمة فيروس كورونا سيكون من الصعب وجودهم معًا بهذا العدد».
وقال «الأمين» أما بالنسبة لقرية السمطا قبلى فتضم ٧ نجوع، وبها مدرسة واحدة فقط ابتدائية ومدرسة واحدة إعدادية وليست بها مدارس ثانوية، لذا سيكون لهذه المبادرة الدور الأكبر فى زيادة عدد المدارس وهو ما بدأ فعلًا فى قرية السمطا بحرى.
وأكد أن هذه المبادرة واهتمامها بالمدارس وتطويرها ستوفر الراحة والأمان للطالب، فبدلًا من تكدس ٧٠ و٨٠ طالبًا فى الفصل الواحد وتصبح نسبة التعليم والفهم قليلة، مع إنشاء المدارس الجديدة سيكون كل فصل يضم من ٢٠ إلى ٣٠ طالبًا فقط، ما يساعدهم على الفهم الجيد والتحصيل الجيد.
وتابع: «حاجة مكناش نحلم بيها وفجأة تنزل عدالة السماء بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى (حياة كريمة)، والنتيجة فى فرحة الأهالى الذين ينتظرون تطوير القرية ليس فقط فى المدارس بل فى كل شىء تسعى الحكومة لتطويره من مرافق وصرف صحى وطرق ومنازل».
وأضاف «الأمين»: «بمجرد طلبنا من الأهالى التبرع بالأراضى لبناء المدارس والمعاهد الأزهرية لبى كثيرون بالفعل، وتم التبرع بثلاث قطع من الأراضى، ويتسابقون من يتبرع بهذه الأرض لبناء المدارس».

المنوفية.. «الفرعونية»: بناء ملحق لـ«الابتدائية» ورفع كفاءة «الإعدادية»
كشف عبدالفتاح هاشم، من أهالى قرية «الفرعونية» التابعة لمركز أشمون فى المنوفية، عن أن المبادرة ستبدأ فى بناء ملحق للمدرسة الابتدائية فى القرية، لتقليل كثافة الفصول، ورفع كفاءة المدرسة الإعدادية، خلال أيام.
وقال «هاشم» إن المبادرة اختارت مركز أشمون لتبدأ به خطة التطوير، فتطوع لمساعدة المبادرة سواء فى المركز أو القرية، ثم اجتمع مسئولو المبادرة بوفد من شباب القرية، لرصد احتياجاتهم، وكانت الأولوية لملف تطوير المدارس وتحسين جودة التعليم بشكل عام.
وأوضح أن المدرسة الابتدائية تضم نحو ٧٠ تلميذًا فى كل فصل، ما جعل الأولوية لبناء ملحق لها لاستيعاب عدد التلاميذ، ما يسهم فى تحسين الخدمة التعليمية، وتوفير راحة للمعلم وتواصل أفضل بينه وبين الطلاب، فيما تحتاج المدرسة الإعدادية إلى تطوير وصيانة.
وأضاف: «معدات الحفر ستصل القرية قريبًا استعدادًا لبدء أعمال التطوير خلال النصف الأول من شهر مارس المقبل»، لافتًا إلى أن «حياة كريمة» ستتولى تطوير قرية «الفرعونية» بالتوازى مع تطوير كل قرى مركز أشمون.