رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فاينانشيال تايمز: أمريكا نفذت أول عمل عسكري في عهد بايدن ضد جماعات مدعومة من إيران

جريدة الدستور

نفذت الولايات المتحدة، ليلة أمس، ضربات جوية ضد جماعات مسلحة مرتبطة بإيران في شرق سوريا؛ ردا على هجمات استهدفت مؤخرا أفرادا أمريكيين وقوات تابعة للتحالف الدولي في العراق، في أول عمل عسكري يأمر به الرئيس جو بايدن منذ توليه منصبه.

وأشارت الصحيفة (في تعليق لها نشرته على موقعها الإلكتروني) إلى أن السكرتير الصحفي للبنتاجون، جون كيربي، وصف العمل بأنه "رد متناسب"، وقال في بيان: بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأمريكية في وقت سابق ضربات جوية على البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في شرق سوريا".

وأضاف أن الضربات الأمريكية "دمرت عدة منشآت تقع عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران".

وقال مسئول آخر بوزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون إنه يعتقد أن "ما يصل إلى حفنة" قليلة من الأشخاص قتلوا في العملية، مشيرا إلى أن ميليشيات شيعية منتشرة في المنطقة أعلنت في السابق مسئوليتها عن هجمات مسلحة استهدفت منشآت أمريكية في العراق في الأسابيع الأخيرة.

وأسفر هجوم صاروخي، الأسبوع الماضي، في مدينة أربيل العراقية عن مقتل مقاول مدني وإصابة عدة أشخاص آخرين، بينهم أحد أفراد الجيش الأمريكي.

تعليقا على ذلك، قالت "فاينانشيال تايمز" إن الهجوم الأخير يُنظر إليه على أنه اختبار مبكر للسياسة الخارجية لبايدن؛ لاسيما وأنه يسعى إلى إعادة ضبط السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط بعد سنوات مضطربة اتسمت بها ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، كما تسعى إدارة بايدن إلى إعادة التواصل مع إيران بشأن الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية وتهدئة التوترات في المنطقة، لكنها أيضًا لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تتساهل مع طهران بأكثر من المطلوب، خاصة أن النظام الحاكم هناك متهم بارتكاب جرائم عديدة وإذكاء التوترات في المنطقة من خلال دعم مجموعات الميليشيات.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن واشنطن اتهمت مسلحي العراق المدعومين من إيران بشن هجمات منتظمة ضد أفراد وأصول أمريكية في البلاد، حيث يتمركز حوالي 2500 جندي أمريكي لدعم القتال ضد تنظيم داعش وتدريب القوات العراقية.

ويقول بعض المحللين، المختصين في هذا الشأن، إن الهجوم على أربيل كان دلالة على استخدام إيران لوكلائها لاختبار ما ستكون عليه "الخطوط الحمراء" مع إدارة بايدن والضغط على واشنطن قبل أي تحركات نحو استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي.

واعتبر كيربي: "إن عملية أربيل ترسل رسالة لا لبس فيها، لذلك، سيتصرف الرئيس بايدن من أجل حماية أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف"، مضيفًا أن الولايات المتحدة تصرفت "بطريقة متعمدة تهدف إلى تهدئة الوضع العام في كل من شرق سوريا والعراق".

أما في موسكو، فقد أدانت وزارة الخارجية الروسية الضربات الأمريكية الأخيرة، وقالت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية للصحفيين: "إننا ندعو إلى الاحترام غير المشروط لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.. ونؤكد رفضنا أية محاولات لتحويل الأراضي السورية إلى ساحة تصفية حسابات جيوسياسية"، فيما اعترف سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أن الولايات المتحدة حذرت روسيا من الضربات قبل أربع إلى خمس دقائق من وقوعها.

من جانبه، قال فيليب سميث، الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وهو مركز أبحاث له اتصالات مع الميليشيات في المنطقة، إن الجماعات المستهدفة كانت "مدعومة بشكل لا لبس فيه من قبل القوات الإيرانية".

وأضاف أن إدارة بايدن استهدفت الميليشيات الشيعية في سوريا وليس العراق لتجنب أضرار جانبية كبيرة أو تأجيج الغضب القومي في العراق، الذي صوت في السابق على طرد القوات الأمريكية من البلاد، مشيرا إلى أن الميليشيات الإيرانية تركزت بشكل كبير في المنطقة، مما شكل "نقطة ضعف لطهران وليس العكس".