رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة لحماية مصالحها.. تفاصيل أول ضربة خارجية لواشنطن في عهد بايدن

بايدن
بايدن

شنت الولايات المتحدة الأمريكية، ضربة جوية استهدفت ميلشيات مدعومة من إيران في سوريا، وذلك في أول عملية عسكرية خارجية في عهد الرئيس جو بايدن، مما يعد إشارة لانخراط واشنطن مجددا في مناطق الصراع بالشرق الأوسط بعد انسحابات متتالية قام بها سلفه دونالد ترامب، فضلا عن كونها إشارة أخرى تفيد بأن واشنطن ستحفظ مصالحها ومصالح الحلفاء وأيضا لتهدئة المخاوف الخليجية إزاء تعاطي الولايات المتحدة مع الملف الإيراني بالمنطقة.

- بقرار من بايدن.. أمريكا تقصف فصائل إيرانية في سوريا

وكشف مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز، الجمعة، أن الرئيس جو بايدن، أعطى موافقته لشن غارة على كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء الموالية لإيران في سوريا، وتأتي الضربة الأمريكية عقب سلسلة هجمات صاروخية على أهداف أمريكية في العراق، وأفادت المصادر بأن استهداف الفصيل الإيراني في سوريا مرتبط بالهجمات على أهداف أمريكية في العراق.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الغارة رسالة واضحة بأن بايدن سيتحرك لحماية الأمريكيين والتحالف، موضحة في بيان لها أن الغارة دمرت عدة مواقع تستخدمها ميليشيا كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.

وأكد البيان أن الغارة تأتي بمثابة رد على استهداف التحالف والأمريكيين في العراق، وقال المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، إنه "بناء على توجيهات الرئيس بايدن، نفذت القوات العسكرية الأمريكية مساء الخميس ضربات جوية استهدفت بنية تحتية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران في شرق سوريا".

وتابع المتحدث "سيعمل الرئيس بايدن على حماية الجنود الأمريكيين وقوات التحالف، كما أننا تحركنا على نحو محسوب يهدف لعدم تصعيد الوضع في كل من شرق سوريا والعراق"، وفقًا لرويترز.

- الغارة الأمريكية توقع 22 قتيلا وإصابة آخرين

من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوقوع استهداف جوي طال الميليشيات الموالية لإيران في منطقة غربي الفرات.

واستهدف الطيران الحربي الأمريكي شحنة أسلحة للميلشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية، لحظة دخولها إلى سوريا قادمة من العراق، قرب معبر القائم الرئيسي ضمن منطقة البو كمال بريف دير الزور الشرقي.

وأسفر القصف عن خسائر بشرية ومادية فادحة، إذ قتل 22 من الميلشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية، كما تم تدمير 3 شاحنات للذخيرة بشكل كامل.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.

كما أسفر القصف عن تدمير 3 شاحنات للذخيرة بشكل كامل، وعمدت القوات الإيرانية والميلشيات الموالية لها بعد الضربة مباشرة إلى إخلاء مواقع ومقرات عدة في البوكمال، وإعادة التموضع بمواقع ونقاط أخرى خوفا من استهدافات متتالية.

- رد سريع من روسيا.. انتهاك غير مقبول

وفي رد فعل سريع، أدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة الهجوم الأمريكي على منطقة الحدود السورية العراقية، مؤكدة أنه انتهاك غير مقبول للقانون الدولي.

وأفادت وكالة "نوفوستي" نقلا عن مصدر في الخارجية الروسية، الجمعة، بأن القصف الأمريكي غير مقبول وانتهاك للقانون الدولي.

وندد رئيس لجنة الشؤون الدولية لمجلس الاتحاد الروسي السيناتور قسطنطين كوساتشيوف، والنائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس فلاديمير جاباروف، بالاعتداء الأمريكي، وفقا لما نقلته وكالة سانا السورية.

وشدد "كوساتشيوف" على أن الولايات المتحدة تنتهك قواعد ومبادئ القانون الدولي وتصعد الأوضاع في الشرق الأوسط بدون مسوغات واضحة، مشددا على أن واشنطن تعمد إلى استخدام القوة العسكرية بصورة غير مبررة وتصدر أحكاما وتنفذها دون مراعاة قواعد ومبادئ القانون الدولي، ما يؤدي إلى تفاقم الأمر إلى الخطر العلني منبها إلى أن تصرفاتها بهذا الصدد تشكل تصعيدا واضحا.

كما أكد السيناتور جاباروف، على أن الاعتداء الأمريكي غير قانوني واستهداف لأراضي دولة ذات سيادة قائلا "هذا القصف الأمريكي غير قانوني لأننا نتحدث عن قصف أراضي دولة ذات سيادة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تشكل تصعيدا خطيرا يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الأوضاع في المنطقة بأسرها ومحذرا من أن مثل هذه الأعمال قد تؤدي إلى صراع ضخم.

-العراق يؤيد: دعونا الجانب الأمريكي لمساعدتنا

وفى السياق، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن العراق دولة ديمقراطية ولا توجد فيها مقاومة، مشددا على أن من يطلق الصواريخ هم إرهابيون ويعملون ضد الحكومة والشعب العراقي.

وأضاف وزير الخارجية العراقي في مقابلة مع قناة "السومرية نيوز"، أن الحكومة العراقية دعت الأمريكيين لمساعدتها.

وشهد العراق خلال الأيام الماضية هجمات صاروخية عدة طالت المنطقة الخضراء وقبلها قاعدة بلد العسكرية، ومطار أربيل، ما طرح العديد من الأسئلة حول الأهداف.

من جانبه، قال مسؤول عسكري أمريكي كبير في العراق، عقب إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في بغداد "يبدو أننا عدنا إلى أحداث العام الماضي".

وأضاف المسؤول في تصريحاته لوكالة فرانس برس، أن الحوادث الأخيرة تشبه الهجمات التي وقعت العام الماضي، واستخدمت فيها عشرات الصواريخ من طراز 107 ملم التي تطلق من مركبات صغيرة.


- باحث دولي: واشنطن تهدف إلى حفظ مصالحها ومصالح الحلفاء بالمنطقة

ومن جهته، رأى الدكتور طارق عبود، الباحث اللبناني في في السياسات الدولية، أنّ هناك تبادل رسائل نارية بين الطرفين الأمريكي والإيراني، إذ يتهم الأمريكيون الإيرانيين أنهم وراء الهجوم الأخير بالعراق، وبالتالي أرادت واشنطن أن ترد أيضًا عبر رسائل صاروخية من الحدود السورية العراقية على فصائل موالية لإيران.

وأضاف "عبود" في تصريح لـ"الدستور"، أن معركة عض الأصابع وشد الحبال القائمة اليوم بين طهران وواشنطن، تهدف إلى رسم الخطوط العريضة في النفوذ الإقليمي في مطلع ولاية جو بايدن.

وتابع أن الأمريكيين غير راغبين في إعادة الانخراط في صراعات الشرق الأوسط بشكل واسع، ولكنهم أيضا يسعون إلى أن يثبّتوا قواعد اللعبة، ولا يريدون الخروج نهائيًا من المشهد السياسي والعسكري والأمني في المنطقة، ولكنهم يريدون أن يحفظوا مصالحهم ومصالح حلفائهم في المنطقة، مشيرا إلى أن واشنطن تريد ان تقول إنّ مصالح الولايات المتحدة هي التي ستتقدم على أي اعتبارات أخرى.