رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صفقات مشبوهة».. فتيات يتعرضن لـ«الاستغلال جنسي» داخل جروبات «التوظيف»

جريدة الدستور

في الفترة الأخيرة، ارتفعت حالات الاستغلال الجنسي للفتيات بشكل كبير، فالأمر لم يعد مقتصرًا على الاتفاقات السرية داخل الأماكن المشبوهة فقط، بل امتد ليشمل اختراق خصوصيات الضحايا عبر حساباتهم الشخصي على «فيس بوك» و«انستجرام»، من خلال تجنيد مجموعة من الفتيات المحرضات لاصطيادهن داخل المجموعات العامة، وبالأخص التي تحتوي على فرص عمل.

«الدستور» تتبعت تلك الكيانات المشبوهة، لكشف خباياهم وطرق اصطيادهم للضحايا، كما تواصلنا أيضًا مع حالات كانت تبحث عن وظيفة شريفة، ولكن خُدعت بطرق ملتوية حين تواصل معهم سمسارة الدعارة الإلكترونية.

قبل أيام قليلة، استقبلت مها يسري، فتاة عشرينية، رسالة عبر «فيس بوك»، من حساب خاص بفتاه تدعى هبة محمود، لتعرض عليها فرصة عمل من المنزل مقابل راتب شهري كبير، وبدون أي شروط، وبالفعل كانت الرسالة محفزة للفتاة فهي كانت تنتظر فرصة جديدة تعود إليها بالمال، بجانب عملها الجزئي في مكتبة للأدوات المدرسية بميدان الجيزة.

في البداية، فرحت مها بفكرة العمل من المنزل، وسألتها عن تفاصيله لتبدأ سريعًا حتى صدمتها الأخرى بردها: «تشغيل دماغ»، ثم دار في عقلها أكثر من فكرة، وبدأت في الشك حول هذه المحادثة، فسألت عن طبيعة العمل وكان الرد صادمًا للغاية.

«محادثات جنسية» مقابل مرتب ثابت يبدأ من 4 آلاف جنيه وتصل إلى 7 آلاف جنيه، هذا هو رد صاحبة العرض، موضحة أنه كلما زادت التنازلات، زاد المرتب، مطالبة الفتاة بوضع صور لها في المحادثة أو مقطع صوتي ليكون حافز لدخول المتابعين، ويكون الراتب الأكبر في حالة المحادثة بالفيديو.

لم يكن بيد مها حيلة سوا حظر الحساب الذى يراسلها، والاحتفاظ صورة للمحادثة لفضح أمرها على العلن، واتضح أنها لم تكن الفتاة الأولى التى تتعرض لعمل بمثل هذه الأخلاق البذيئة.

ندى أحمد، معلمة لغة عربية بمدرسة شبرا الخيمة، كشفت عن الموقف المنافي للآداب الذي تعرضت له مؤخرًا، بعد رحلة بحث طويلة خاضتها للحصول على فرصة عمل جانبية تكون بالتنواب مع عملها في المدرسة، حتى تستطيع تغطية مصاريفها وتجهيزاتها، كونها مقبلة على الزواج.

القصة بدأت حين كتبت ندى على إحدى الجروبات الخاصة بطلبات عمل، إنها بحاجة شديدة إلى عمل، كما يمكنها توفير وقتها حتى الثامنة مساءً، وبعد دقائق عدة، استقبلت الفتاة رسالة من حساب يحمل اسم «نيرة»، وبدأت المحادثة معها بشكل طبيعي، ولكن اشترطت حسن المظهر.

ولفتت: إلى أن «المحادثة كانت فيها عن طبيعة العمل، وكيفية البدء فيه، فبدأت الأخرى بالتهرب من الحديث حتى أُرسل لها صورة كشرط مبدئي، إلا بعد التعرف على جميع تفاصيل العمل».

ونوه بأن العمل تابع لشركة سكرتارية تختص بعمل الفتيات فقط، وتكون بشرط المرونة فى التعامل مع العملاء تصل إلى عمل تدليك خاص له على مكتبه، والشرط الأخر هو جمال مظهرها، وفي حالة موافقتها سيصل راتبها إلى 10 آلأف جنية أو أكثر، كما ستتقاضى أجر شهر مقدمًا إذ قابلت المدير مقابلة خاصة في السيارة للتعارف.

وبعد الانتهاء من الحديث مع الضحايا، خضنا تجربة الاتفاق مع إحدى الوسيطات في تلك التجارة المشبوهة، واستعلمنا من خلالها عن جميع التفاصيل التي تتم في سرية تامة، استخدمنا حينها حساب وهمي وأدعينا من خلاله البحث عن فرصة عمل مقابل أجر كبير في أقرب فرصة ممكنة، بسبب ظروف قهرية تمر علينا.

في البداية، تواصلنا مع إحدى الفتيات اللاتي عرضن فرص عمل عدة داخل هذه المجموعات، مقابل أجر شهري كبير، وسرعان ما وجدنا استجابة فورية من إحداهم، بل عرضت علينا وظيفة متاحة في الحال مقابل 1000 جنيه في اليوم الواحد، لكننا أظهرنا تعجبنا الشديد من الأمر، وكيفية الحصول على هذا المبلغ في يوم واحد فقط.

طلبت الفتاة التي تواصلنا معها إرسال صورة شخصية، لكن بشرط التعري تمامًا، حتى نستطيع الحصول على الوظيفة في أقرب وقت، وحين سألناها عن السبب، قالت: «إنتي أكيد فاهمة أنا هشغلك إيه، ابعتي الصور بسرعة عشان نلحق الزباين».

حاولنا استدراج الفتاة للحصول على معلومات أكثر دون إرسال الصورة، لكنها رفضت الحديث في أي تفاصيل تخص العمل قبل تنفيذ طلبها، وأنهينا الحديث عند ذلك الحد، لكنها عادت مجددًا بعد دقائق معدودة لتجدد عرضها مرة أخرى، كما أرسلت لنا صورة من محادثة لها مع شخص آخر يتفق على صفقة مشبوهة لتأجير فتيات بالساعة مقابل آلاف الدولارات.

وبعد الحصول على المعلومات المطلوبة، تهربنا من الحديث معها حتى لا نلبي طلبها في إرسال صور عارية مقابل إتمام الصفقة، وكشفنا سوق تجاري لاستغلال الفتيات جنسيًا، واصطيادهم من داخل مجموعات البحث عن وظيفة.