رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كبار كتاب الصحف يناقشون قضية الزيادة السكانية وأزمة كورونا

كورونا
كورونا

تناول عدد من كبار كتاب الرأي في صحف القاهرة، الصادرة اليوم الخميس، عددا من الموضوعات المهمة، حيث تناول الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق مشكلة الزيادة السكانية الهائلة وخطرها على التنمية، بينما تحدث الكاتب محمد بركات عن بعض الأزمات التي تواجه المجتمع، وعلى رأسها حالة التربص العام التي تسود المجتمع الآن، وتحكم تصرفات الكثير من أفراده وتتحكم في ردود أفعالهم تجاه الأحداث والوقائع الجارية، وتناول الدكتور محمود محي الدين ثالوث الأزمات التي تجتاح العالم حاليًا، المُشكل من وباء كورونا والركود الاقتصادي وتزايد أعباء الديون.

ففي عموده "طاب صباحكم" بجريدة الجمهورية، وتحت عنوان "استراتيجية واقعية لمواجهة الزيادة السكانية"، قال الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة إن الزيادة السكانية الهائلة خطر كبير على التنمية.. وعلى واقعنا الذي نعيشه ونتطلع إلى أن يكون أفضل، ونلمس التحسن والتغير.. وأيضًا خطر داهم على مستقبل أبنائنا من الأجيال القادمة.
وأضاف توفيق أن الزيادة السكانية "المنفلتة" تأكل وتلتهم حصاد ما نبنى ونبذل من جهود لبناء المستقبل، وحصد عوائد التنمية والنمو فهي تضعف وتستنزف كل الجهود وتشكل عبئًا على جهود وموارد الدولة نحو تخفيف المعاناة عن المواطنين، وتوفير الخدمات الأفضل والحياة الكريمة.
وشدد الكاتب على أننا في حاجة إلى عمل جماعي تتضافر فيه كافة الجهود وتشارك فيه كافة المؤسسات الحكومية والخاصة والمدنية.. للوصول إلى تشكيل وبناء وعى حقيقي وواقعي لدى جموع الناس والمواطنين.. وإيضاح الفارق بين أسرة ذات عدد قليل.. وأسرة ذات عدد كبير.. وتوزيع الدخل الشهرى على عدد الأسرتين.. هل نحن نريد جلب السعادة والحياة الكريمة للأبناء.. أم التعاسة والبلاء والشقاء لهم؟.. هل نتطلع لتوفير رغد الحياة من الرفاهية وتعليم وسكن لائق، وصحة.. أم نتركهم للظروف القاسية.
ولفت الكاتب إلى أننا لدينا فترة ذهبية نستطيع أن نستغلها وهى شهر رمضان، خاصة في ظل ارتفاع نسب المشاهدة.. والإقبال على متابعة القنوات التليفزيونية.. لذلك لابد أن نكون جاهزين بحملات مدروسة ومستندة على ما توصلنا إليه من الاستطلاع الميداني ومعرفة الواقع.. هذه الحملات لابد أن تشمل رسائل سريعة بعناوين خاطفة، وأيضًا أفلامًا قصيرة لا تزيد على دقيقة، تتضمن الفارق بين الأسرة قليلة العدد.. والأسرة كثيرة العدد.. ومن المهم أن نختار بعض الرسائل والعناوين التي تتضمن حقائق دينية واقتصادية تعمل على تصحيح الأفكار، ولا ينساها المواطن أو المشاهد، وربما تحمل بعض الفكاهة التي تعيش مع الناس ولا ينسونها، بل تظل عالقة على ألسنتهم.


وفي عموده "صندوق الأفكار، وتحت عنوان "فيسبوك بين فرنسا واستراليا"، قال الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام إن معركة حامية الوطيس تدور، الآن، بين أستراليا وفرنسا من جانب، وشركة "فيسبوك" من جانب آخر.
وأضاف الكاتب أن أستراليا تسير قُدما في سن تشريع يفرض على شبكة التواصل الاجتماعي دفع أموال للوسائل الإعلامية، ومنها الصحافة، مقابل "مضامينها"، في وقت ترفض فيه إدارة "فيسبوك" ذلك حتى الآن، وتهدد بحجب "مضامين" الأخبار في أستراليا.
وأشار إلى أن فرنسا تسير في هذا الاتجاه، أيضا، وتعمل على إجبار المنصات الإلكترونية، مثل جوجل وفيسبوك، على تسديد مبالغ مالية للصحف الفرنسية، في مقابل استخدامها المواد الإخبارية المتاحة.
وأوضح أن المحادثات لا تزال مستمرة بين الأطراف المعنية حتى الآن، ولا نعرف إلى أي مدى يمكن أن تكون هناك نتائج إيجابية في هذا الإطار.
وقال إن المشكلة أن فيسبوك وجوجل يتمتعان بحماية أمريكية، وتساند الحكومة الأمريكية موقف الشركتين في مواجهة الحكومتين الأسترالية والفرنسية، خشية أن يمتد ذلك إلى بقية دول العالم، مما يؤثر على الأرباح الرهيبة التي تحققها الشركتان العملاقتان.
وفي نهاية مقاله، أعرب الكاتب أن أمله في نجاح أستراليا وفرنسا في مسعاهما في "فرض رسوم على المضامين الإخبارية" لدعم وسائل الإعلام "المكتوبة، والمرئية، والسمعية، والإلكترونية،" حتى لا تنهار تلك الوسائل تحت ضغط الأزمات الاقتصادية.
واختتم سلامة أن الحفاظ على هذه الوسائل يعنى، ببساطة، وجود "مضامين" إخبارية موضوعية وهادفة، لأن "فيسبوك"، بحسب تصريحات سابقة لمارك زوكربرج، رئيس مجلس الإدارة، لا يصلح أن يكون وسيلة إخبارية - في حد ذاته.


وفي مقاله بصحيفة (الأخبار)، وتحت عنوان "التربص.. وأشياء أخرى!!"، قال الكاتب الصحفي محمد بركات إن المتأمل لأحوال المجتمع السائدة الآن ومنذ فترة ليست بالوجيزة، يلمس عدة ظواهر سلبية طارئة عليه أصبحت طافية على السطح ولافتة للانتباه ومستحقة للرصد، لما لها من دلالات وما يمكن أن ينجم عنها من آثار غير إيجابية، لو تركت دون مواجهة جادة ودون علاج شاف.
وأضاف الكاتب أن في مقدمة هذه الظواهر، تلك الحالة من التربص العام التي تسود المجتمع الآن، وتحكم تصرفات الكثير من أفراده وتتحكم في ردود أفعالهم تجاه الأحداث والوقائع الجارية والواقعة بصورة منتظمة أو طارئة.
وأشار إلى أن حالة التربص هذه أصبحت أكثر وضوحا وعلانية خلال التعاملات اليومية، التي تجرى وتدور بين الناس أفرادا وجماعات، على اختلاف وتنوع مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية أيضا، والتي باتت للأسف مقترنة بالتشنج الحاد، والرفض المطلق لأي رأى يخالف رأيهم.
وتابع الكاتب: "ولعلنا لا نخالف الواقع أو نتجاوز الحقيقة، إذا ما قلنا إن الأكثر مدعاة للأسف في هذه الظاهرة السلبية، هو اقترانها بموجة عاتية من عدم التسامح الإنساني، ورفض أي محاولة أو دعوة للتفكير في قيمة العفو عن المخطئ، حتى ولو اعترف بخطئه وطالب الصفح والتسامح.
وأكد الكاتب أن الأكثر من ذلك، هو وجود رغبة عارمة لدى الكثيرين للتصعيد بالغ الحدة والقسوة، ضد أي شخص يسوقه حظه السيئ أو العاثر، للانزلاق دون قصد والوقوع دون تدبر مسبق، في خطأ التعبير غير الموفق وغير المناسب عما يريد قوله، بما يوقعه في خطيئة الإساءة غير المقصودة وغير المقبولة للبعض من أهلنا، الذين نحبهم ونقدرهم ونحترمهم أيضا.


وفي عموده "نظرة أخرى" بصحيفة المصري اليوم، وتحت عنوان "عصر اللقاحات المفتوحة"، قال الكاتب عبد اللطيف المناوي، رئيس تحرير الصحيفة، إن الحروب ليست كلها دمارًا وبارودًا ودماءً تميل على الأرض لتأتي على الأخضر واليابس ليست كلها قذائف تهدم البيوت، ورصاصات تخترق جدرانها.
وأضاف أن الحروب ليست، أيضا، كلها "باردة" كالتي حدثت بين المعسكرين الكبيرين في العالم، أمريكا والاتحاد السوفيتي سابقا، أو "مكتومة" مثل الحرب الدائرة الآن بين المعسكرين العربي والإسرائيلي، فالحروب أحيانا تكون مفيدة للبشرية، مثل تلك الحروب التي نراها بين شركات إنتاج لقاحات كورونا على مستوى العالم، ومن ورائها تقف دول كبرى الآن، وبعد الاقتراب من مرور سنة على الإغلاق التام، الذي لجأت إليه معظم بلدان اقتصادية كبيرة، صارت حرب إنتاج اللقاحات أكثر ضراوة، ليس فقط للفوز المادي والمالي، أو المعنوي السياسي، بل لفوز إنساني، فالعالم فعلا يحتاج إلى إيقاف شراسة وضراوة هذا الفيروس حتى يتسنى للبشرية أن تستأنف نشاطها بشكل اعتيادي، وأن تتم عملية المعايشة معه بشكل طبيعي، كمعايشة الإنسان مع غيره من الفيروسات العادية.
وأعرب الكاتب عن أمله أن يصدق العالم ومؤسساته بما وعدوا به من توزيع عادل للقاحات للبلاد الأكثر فقرًا واحتياجًا.
كما أعرب الكاتب عن أمله أن تحقق التجربة المصرية في توزيع اللقاح نجاحا مقبولا.. لقد أعلنت وزيرة الصحة أن باب التسجيل سيفتح من يوم الأحد المقبل، على أن كون الأولوية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. لذا أتمنى أن تسير أمور على ما يرام، وأن يصل اللقاح إلى مستحقيه أولًا، ثم إلى بقية الأفراد مع توالي وصول اللقاحات من الخارج.


وتحت عنوان "ثالوث الأزمات العالمية والمثلث الأوروبي الجديد"، تناول الدكتور محمود محي الدين في مقاله بجريدة الشروق، ما أسماه ثالوث الأزمات العالمية، المشكل من وباء كورونا وحدة الركود الاقتصادي وتزايد أعباء الديون.
وأضاف محي الدين أن الساحتين الأمريكية والأوروبية شهدتا تغييرات في قياداتها. وزفت البشائر بعود أمريكي، نحسبه حتى الآن حميدا، إلى المسارات الدولية متعددة الأطراف؛ فأعلن عن عودة الولايات المتحدة لاتفاقية باريس لتغيرات المناخ بعد غياب طال، ونشرت كلمات عن مساندة منظمة الصحة العالمية ومساعدتها ماليا بعد انقطاع، ومهد الطريق لتولية قيادة أفريقية مرموقة إدارة منظمة التجارة العمالية بعد فترة من الجمود دون قرار.
وأشار إلى الإجراءات التي اتخذتها الدول المتقدمة والغنية لمواجهة كورونا، حيث رصدت في المتوسط ما يتجاوز 10 في المائة من دخولها القومية لدعم اقتصاداتها والمضارين من مواطنيها من تداعيات الجائحة.
وأوضح محي الدين أن الدول المتقدمة سيتعين عليها اتخاذ إجراءات عاجلة قبل منتصف هذا العام لحل معضلات ثالوث الأزمات العالمية، حيث يتمثل الإجراء الأول في تيسير الحصول على اللقاح بشكل عادل فقد تعاقدت هذه الدول مع شركات إنتاج اللقاح مباشرة غير مبالية باحتياجات آلية الكوفاكس التي تديرها منظمة الصحة العالمية لصالح الدول الأقفر وقام بعض هذه الدول بحجز ما يتجاوز أعداد سكانها مجتمعين عدة مرات.
وتابع: "الإجراء العاجل الثاني هو منع تفاقم مشكلات المديونية للدول النامية ومنع تحولها لأزمة عالمية... الإجراء الثالث يتمثل في المراجعة العاجلة لإطار تمويل التنمية المستدامة بداية من الاستثمارات في التعافي الاقتصادي والإفلات من فخ الركود".
واختتم أن هذه الإجراءات المحددة للتصدي لثالوث الأزمات العالمية الراهنة تتطلب حتما تمويلا وإرادة سياسية في الدول المتقدمة لتوفيره. من السهل سرد كلمات تدمج في محبة التعاون الدولي ونشدان الرخاء للبشرية والحفاظ على السلم والاستقرار فما لم تترجم هذا الكلمات لبنود مخصصة في الموازنات المالية فهي فاقده المعنى عديم الأثر.