رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هُددت أمي بالسجن بسبب الديون».. كفيفان وأمهما يواجهون مصاعب الحياة ويطلبون العون

جريدة الدستور

لم تمنعهما إعاقتهما البصرية، وترك والدهما لهما بسببها، والحصول على مبلغ ألف جنيه من والدتهما لكى يتركهم ويطلقها، بل وشرطه للطلاق أن تقوم الزوجة بدفع مصاريف المأذون، من العمل لمساعدة والدتهما في تدبير نفقات المعيشة.

واستطاع الطفلان الحصول على وظيفة مندوب مبيعات يتجولان داخل البلاد يطرقان الأبواب ويحسان الأهالي على شراء بضاعتهما من العطور وبعض المنتجات الأخرى، بعدما أصيبا بالعمى لكى يصرفا على نفسهما ومساعدة والدتهما في مصاريف المعيشة بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم ومتابعة دروسهم المدرسية.

محمد ومحمود طفلان توأم في الثالث عشرة من العمر يكسو وجههما الفرحة، انتقلت "الدستور" لقرية المسين التابعة لدائرة مركز شرطة الدلنجات بمحافظة البحيرة محل سكنهم بإحدى العمارات السكنية بالدور السادس، لعرض قصتهم.

في البداية تقول والدتهم أم محمود: "تزوجت من 14 عاما بوالد الطفلين بإحدى قرى محافظه المنوفية وبعد فترة من الزواج اكتشف سلوك والدهم المشين فقررت الانفصال عنه ولكن انتظرت حتى اوضع وأثناء الكشف عند دكتورة النساء قالت لي إنني سوف أضع طفلان توأم، فانتظرت حتى أضعهم، وبعد الوضع نظرا للإهمال الذى كنت أعانيه طلبت الطلاق".

وتضيف، أن زوجها والد الطفلين طلب مبلغ ألف جنيه لكى يقوم بالموافقة على الطلاق وكذلك دفعها مصاريف المأذون، وبالفعل قمت بتدبير المبلغ لكى يقوم بالطلاق.

وتابعت لـ"الدستور"، أنها أخذت طفليها التوأم وذهبت عند أهلها بمركز بدر بمحافظة البحيرة، وهنا اكتشفت أن الطفلان مصابان بضمور في عصب العين وأنهما مكفوفين، وكان هذا الخبر كالصاعقة عليها، ولكنها استطاعت بالعمل في المنازل أن تقوم بتدبير المصاريف الخاصة بهما وقدمت لهما في مدرسة المكفوفين بمدينة دمنهور حيث تقوم بمرافقتهما والانتظار أمام المدرسة حتى الانتهاء من الدراسة والرجوع بهما إلى المنزل.

وطالبت أم محمود أهل الخير بالمساعدة، في إيجاد منزل لها ولطفليها حيث تسكن في شقة بالدور السادس ولا تستطيع تدبير مصاريف تعليم أولادها والإيجار الخاص بالسكن.

ويقول الطفل محمود، إنه يحفظ القرآن الكريم عن طريق إذاعة القرآن الكريم حيث يسمع القرآن ويحفظ، مشيرا لقيامة بالعمل مندوب مبيعات يتجول في القرى ويقوم بطرق الأبواب لعرض منتجاتهم من العطور وبعض المنتجات الأخرى من الشاي والينسون.

ويضيف محمود أنه سمع أحد الأشخاص يقول لوالدته، إن لم تدفع المبالغ المستحقة سيقوم بحبسها فقرر هو وشقيقه أن يقوما بمساعدة الوالدة وذهبا إلى صاحب شركة للعطور والمنتجات الورقية وطلبا منه أن يعملا معه وفى البداية رفض نظرا لكوننا من المكفوفين، ولكن في النهاية ونظرا للظروف وافق.

ويضيف شقيقه محمد: "نأخذ بعض المنتجات ونذهب بها نطرق الأبواب ونعرضها على أهالي القرى وبالنسبة لمعرفة السعة والنقود نقوم بطلب المساعدة من الأهالي في معرفتها"، مشيرًا إلى أنهما يقومان بتخصيص يومين للعمل والباقي للذهاب للمدرسة وحفظ القرآن الكريم.

وطالب محمد ومحمود الوقوف بجانبهم حتى يتم تدبير سكن لهم ليتفرغا لدراستهما وتوفير المبلغ الذي يتم دفعة إيجار للمساعدة على المعيشة.