رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«محاط بالجوارى وتزوج 4 نساء بالجزائر».. الوجه الآخر لـ ابن بطوطة

جريدة الدستور

717 عامًا على ميلاد الرحالة والمؤرخ ابن بطوطة، الذي ولد في 24 فبراير 1304، من عائلة من علماء القضاء الإسلامي بمدينة طنجة بالمغرب، خلال عهد الدولة المرينية، يرجع نسبه إلى القبيلة المعروفة بـ"لواتة".

طوال حياته، قام ابن بطوطة بثلاث رحلات جاب فيها عديدًا من بلاد العالم القديم بقاراته الثلاث "إفريقيا وآسيا وأوروبا"، وتعد رحلته الأولى التي بدأها سنة 1325 من أهم رحلاته، إذ قضى فيها أكثر من 24 سنة، حج خلالها أربع مرات وبين كل حاجة وأخرى طاف بعديد من البلاد، ففي طريقه للحج أول مرة، سلك طريق مراكش وتونس وطرابلس الغرب ومصر والشام، وبين الحجتين الأولى والثانية طاف بالعراق وبلاد العجم، وبعد الحجة الثانية زار اليمن وشرق إفريقيا وعمان والخليج والبحرين، وفيما بين الحجتين الثالثة والرابعة عاد مرة أخرى إلى مصر، ثم سافر إلى بلاد الترك، فطاف بمدن آسيا الصغرى، ومنها انتقل إلى القرم وبلاد القفجان شمالي البحر الأسود، وإلى أرض البلغار، وزار القسطنطينية، ثم اتجه إلى الهند، مارًا بخوارزم وخرسان، وتركستان، وأفغانستان والسند، ومنها للجزائر والصين والهند، حتى وصل إلى الهند عن طريق سومطرة، ثم اتجه إلى أرض عمان، وزار العراق والشام، قبل أن يقصد مكة لأداء فريضة الحج للمرة الرابعة، وعندئذ غلب عليه الحنين إلى وطنه، فقفل راجعًا إلى المغرب، ووصل فاس بعد غيبة طويلة استمرت قرابة ربع قرن.

أما رحلته الثانية فكانت قصيرة، إلى الأندلس وغرناطة وبعض بلاد المغرب، ولكنه ما كاد يفرغ من هذه الرحلة الثانية، حتى اتجه إلى فاس، وشرع في السفر فورًا إلى بلاد السودان العربي، وهذه هي رحلته الثالثة التي استغرقت نحو عامين.

وفي مقال بمجلة "العربي" نشر بتاريخ 1 يوليو 1985؛ لفت إلى جانب أو وجه آخر لابن بطوطة، وهو أنه لم يشر إلى وضعه الاجتماعي طوال رحلاته الثلاث، إلا أن ابن بطوطة أشار إلى أنه غادر طرابلس الغرب في شهر محرم عام 726 هـ ومعه أهله، ويقصد بأهله زوجته، إلا أن زواجه منها لم يستمر طويلًا، بسبب وقوع مشاجرة بينه وبين صهره، أوجبت فراق ابنته.

وما كاد ابن بطوطة يفارق زوجته الأولى أثناء الطريق من طربلس الغرب إلى الإسكندرية، حتى تزوج، واحتفل بزواجه هذا احتفالًا مرموقًا، إلا أن الغريب أنه توقف عن الإشارة إلى هذه الزوجة تمامًا في مذكراته، وتجنب أيضًا الإشارة إلى حياته الخاصة، لا سيما فيما يتعلق بأمور الزواج وعلاقته بالمرأة أو نظراته إليها طوال السنوات التالية التي طاف فيها بلاد مصر والشام والحجاز والعراق واليمن وشرق إفريقيا وعمان والبحرين، وغيرها من البلاد العربية.

وبعد أن دخل ابن بطوطة بلاد الترك، دخلت المرأة حياته الخاصة مرة أخرى من باب جديد، هو باب الجواري، ولم يكن في هذا ما يتعارض وأحكام الدين والشريعة، إذ إن ابن بطوطة كان موضع تكريم المسلمين وحكامهم في تلك البلاد فأنعموا عليه بكثير من الإنعامات، ومضى ابن بطوطة محاطًا بالجواري أثناء إقامته في الهند، وبعد وصوله إلى جزائر ذيبة المهل بجنوب آسيا، تزوج من 4 نساء في تلك الجزر، بعضهن من علية القوم، وينتمين بصلات القربى إلى الحكام، فكلما حان سفره من جزيرة لأخرى طلق المرأة لأنها لا تخرج من بلادها، وهكذا تحرر ابن بطوطة من زوجاته الأربع بنفس السرعة التي بنى بها عليهن.