رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. أسرار فتحي غانم بعوالم «الرواية والصحافة والشطرنج»

فتحي غانم
فتحي غانم

«حكاية تو، الأفيال، تلك الأيام، الرجل الذي فقد ظله، قليل من الحب كثير من العنف، الجبل، قط وفار في قطار، الغبي، بنت من شبرا، ست الحسن والجمال، الرجل المناسب، زينب والعرش»، روايات أثرت الحياة الأدبيّة في مصر والعالم العربي بقلم الروائي الكبير فتحي غانم، الذي تحل اليوم الذكرى 22 لرحيله.

ولِد «غانم» في القاهرة 24 مارس 1924. تخرّج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة) عام 1944، وعمل بالصحافة في مؤسسة «روزاليوسف».

وبعدها انتقل إلى «دار التحرير» رئيساً لمجلس الإدارة والتحرير، ثم عاد مرة أخرى إلى «روزاليوسف» حتى وفاته عام 1999 عن 75 عاماً.

أثّر عمله في الصحافة على إنتاجه الروائي خصوصاً في روايتيه «زينب والعرش» و«الرجل الذي فقد ظله».

في الروايتين مع اختلاف الشخصيات والأحداث كان القاسم المشترك هو ما يدور في كواليس بلاط «صاحبة الجلالة» خصوصاً الشخصيات الانتهازية المتسلِّقة وكان بطل «الرجل الذي فقد ظله» أكبر مثال عليها.

تحوّلت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي بالاسم نفسه أخرجه كمال الشيخ عام 1968 وتدور أحداثه قبل ثورة يوليو، حيث يصعد «يوسف عبدالحميد السويسي» (كمال الشناوي) في عالم الصحافة على أكتاف أستاذه محمد ناجي فهو شخصية انتهازيه باعت نفسها من أجل تحقيق طموحها الفردي وتخلَّت عن كل القيم والتقاليد الإنسانية بهدف الارتباط بطبقة أعلى ممثلة في « سعاد» الارستقراطية، على عكس صديقه «شوقي» (صلاح ذو الفقار) الثوري الذي ينتمي للطبقة نفسه، لكنه لا يتبرأ منها ويناضل من أجل بناء عالم جديد تحصل فيه طبقته المتوسطة بل والوطن كله على عدالة اجتماعية.

يقول الناقد الراحل فاروق عبدالقادر: «فتحي غانم من أكبر المواهب الروائية التي عرفها الوطن العربي. روائي متدفق كشف ما يدور في كواليس العمل الصحفي على الرغم من أن هذا العمل أضر به كمبدع روائي، ولكن هذا لا ينفي أنه كان من أثرى الروائيين موهبة ولعله أول روائي تناول ظاهرة الإرهاب الديني قبل أن يلتفت إليها أحد».

ويضيف: «كان فتحي غانم زاهداً محباً للمرح والدعابة ومن الأشياء التي أدهشتني أنني صاحبته في رحلة وقابلنا أحد لاعبي الشطرنج الروس وبمجرد أن جلس ليلعب معه قال: (هل أنت فتحي غانم المصري؟) فاكتشفت أنه يتمتع بشهرة في لعب الشطرنج ليست في مصر وحدها ولكن في العالم بأسره».