رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف استفاد نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى مع سوريا؟

نتنياهو
نتنياهو

كلما اقترب الانتخابات الإسرائيلية كلما تم ربط كل تطور أو حدث بالانتخابات، وعندما يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي هو بنيامين نتنياهو فإن احتمالات حدوث هذا أكبر.

خلال الأيام الأخيرة، تمت صفقة لتبادل بين إسرائيل وسوريا، حيث تم تسليم فتاة إسرائيلية اجتازت الحدود السورية، مقابل تسليم إسرائيل لاثنين من الرعاة السوريين من الجولان كانوا محتجزين لدى إسرائيل.

فرضت الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية تعتيماً على القضية منذ أسبوعين، فيما نجح نتنياهو بهذا التعتيم أنه يحمي القضية من الاهتمام الإعلامي الذي كان من الممكن أن يرفع مطالب الجانب السوري مثلما حدث سابقاً عندما اجتاز أبراهام مجنيستو السياج الحدودي إلى غزة؛ فالاهتمام المبالغ به من قبل وسائل الإعلام الذي رافق الحادثة دفع "حماس" إلى الاعتقاد بأن لديها رهينة وورقة مقايضة رابحة ستمكنها من إطلاق سراح أسرى من السجون الإسرائيلية.

من ناحية أخرى، قام نتنياهو بالتعامل مع الواقعة كحادثة إنسانية ورفض كما يبدو من ربط تسليم الفتاة بمطالب أخرى لها طابع سياسي لكن لايزال هناك من يرى أنه من الممكن أن تفتح الصفقة ملف التفاوض بشأن قضايا أخرى في المستقبل.

بالنسبة لنتنياهو، فسرعة إعادة الفتاة الإسرائيلية أعطى انطباعاً للجمهور الإسرائيلي أنه قادر على التأثير على روسيا وكذلك على سوريا، وهو ما يعزز شعبيته كبطل الأمن، وهي الفكرة الرئيسية التي كانت خلف فوزه في الانتخابات المرة تلو الأخرى.

إنتهاء الحادثة بتسليم الفتاة مقابل اثنين فقط من المعتقلين السوريين، أعاد من جديد رسم حدود صفقات تبادل الأسرى، والتي وصلت من قبل إلى مقايضة جندي إسرائيلي "جلعاد شاليط" بأكثر من 1100 فلسطيني وهي الصفقة التي لاتزال حماس تتخذها مرجعاً في صفقات تبادل الأسرى.