رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ربُ ضارة نافعة.. كيف ساهم كورونا في زيادة وتيرة التقدم بمصر؟

كورونا في مصر
كورونا في مصر

في الوقت الذي تأثر فيه العالم أجمع سلبًا بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد والذي تفشى منذ بداية العام الماضي 2020 وكانت مصر كذلك، إلا أن القيادة السياسية كانت لها رؤية ثاقبة خلال هذه الأزمة بحيث تكون هي الدافع والمحفز على زيادة معدل التقدم والنمو في عدة مجالات وخاصة التحول الرقمي.

وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي في تصريح، خلال الاجتماع التحضيري لرؤساء المحاكم والمجالس الدستورية الإفريقية، أن مصر اتخذت خطوات جادة ومهمة في مجال التحول الرقمي، وذلك بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا.

المنصات التعليمية الإلكترونية
مع تفشي فيروس كورونا المستجد أوقفت وزارة التربية والتعليم الدراسة بالمدارس حتى يتم توضيح الصورة خوفًا على الطلبة من الإصابة بالفيروس الوبائي، وخلال هذه الفترة كثفت الوزارة جهودها لترسيخ ووضع أسس وقواعد التعليم الإلكتروني من خلال المنصات المختلفة منها بنك المعرفة ومنصة الايمدو والقنوات التعليمية.

وهو ما أكد أهميته الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أنه لأول مرة في تاريخ التعليم في مصر يتم تدريب الطلاب على أشكال وأنماط الأسئلة التي تخاطب المهارات بالتفسير والتعليل وإبداء الرأي والحوار والنقاش والتعليق والتلخيص، ولذلك تم تخصيص منصات تعليمية للتدريب على هذه الأسئلة خلال فترة التزامهم بالمنزل بسبب أزمة كورونا.

وأوضح شحاتة أنه تم وضع الأسئلة في منصة الإيمدو وفي بنك المعرفة وفي البرامج التليفزيونية المقدمة للطلاب في كل فصل دراسي، وهو ما يحافظ على نظام التعليم بحيث لا يختل عند تحديد موعد امتحان نصف العام.

خدمات وزارة التموين الإلكترونية
مع بداية أزمة كورونا لجأت وزارة التموين إلى وقف خدماتها من خلال مكاتبها والاعتماد على إصدار البطاقات من خلال موقع دعم مصر، مع الإيقاف المؤقت لحركة إصدار البطاقات الجديدة والفصل الاجتماعي والتحويل من محافظة إلى أخرى، كبداية للإسراع في تطبيق التحول الرقمي، الذي يمنع الزحام والتكدس في مكاتب التموين.

وهو ما أكدته المهندسة هالة غريب، وكيل مديرية تموين تموين والتجارة الداخلية بالجيزة، في تصريح لها أن تطبيق التحول الرقمي باستخدام تطبيق دعم مصر وموقع مصر الرقمي لاستخدام جميع الخدمات من خلال الإنترنت والمحمول سواء خدمات الفصل الاجتماعي أو النقل بين المحافظات أواستخراج البطاقات الجديدة، كان له آثار إيجابية.

ري الأراضي بالهاتف المحمول
ثم وصل التحول الرقمي إلى وزارة الري التي وضعت خطتها  للحفاظ على المياه بعدة طرق وفي نفس الوقت مساعدة المزارعين على استخدام التكنولوجيا في زراعة أراضيهم، من خلال تصنيع جهاز حساس لقياس درجة رطوبة التربة، وتحديد مدى احتياج المزروعات للمياه بحيث يسمح بتنظيم عملية الري وتعظيم إنتاجية المحاصيل وخفض تكاليف التشغيل وزيادة ربحية المزارع، بما ينعكس على عملية إدارة وتوزيع المياه في مصر بدرجة عالية من الكفاءة.

وعن آلية استخدام هذا الجهاز في ري الأراضي، أوضح الدكتور أحمد جلال، عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، أنه يتم من خلال وضع مستشعر في الأرض، بحيث يتم تحديد النسبة التي يحتاجها المحصول الذي يتم زراعته إلى درجة رطوبة معينة، وعندما تقل هذه الرطوبة عن الدرجة التي تم ضبط المستشعر عليها وعن معدلها الطبيعي، يتم إرسال تنبيه من خلال الهاتف المحمول أن الأرض تحتاج للري، بحيث يتم تحديد المقننات المائية للنبات لإعطاءه المياه بالمعدل المناسب والملائم، مؤكدًا أن هذه الطريقة في ري الأراضي خطوة ممتازة لترشيد استهلاك المياه، وري الأرض بما يحتاجه المحصول فقط من مياه.

الفاتورة الإلكترونية للمنظومة الضريبية
وفي منتصف نوفمبر من العام الماضي، انطلق لأول مرة في مصر العمل بمنظومة الفاتورة الإلكترونية، لتمثل خطوة مهمة في طريق التحول الرقمي لتحقيق رؤية مصر 2030، والهدف منها تطوير المنظومة الضريبية ورفع كفاءة الفحص الضريبي، وتمكين الدولة من استكمال مسيرتها التنموية وتحسين مستوى معيشة المواطنين والخدمات المقدمة إليهم.

وعن أهمية هذه الخطوة، أوضح الدكتور خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، أن الفاتورة الإلكترونية تسهم في زيادة الإيرادات الضريبية، وتقليل الوقت والجهد المبذول من مصلحة الضرائب، وتقنين الموقف الضريبي للشركات، إلى جانب الحد من الازدواج الضريبي أي دفع الضرائب أكثر من مرة، ويوفر عمليات التخزين والحفظ والمشاركة والمراجعة لبيانات العملاء، وعمل ربط بين الممولين ومصلحة الضرائب.