رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حياة كريمة» تعيد الروح لأهالى القرى بمشروعات البنية التحتية

عصر الكرامة
عصر الكرامة

مع مطلع عام ٢٠١٩ أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة «حياة كريمة» لتغيير واقع المصريين وتحسين مستوى الخدمات والبنية التحتية فى قرى ونجوع محافظات مصر، مع مراعاة أولوية احتياجات كل مركز وقرية على مستوى الجمهورية، وذلك قبل أن تتحول المبادرة إلى مشروع قومى لتنمية الريف المصرى «حياة كريمة» فى يناير الماضى.
وكانت الأولوية لمد خطوط شبكات الصرف الصحى ومياه الشرب، وهو القطاع الذى شهد طفرة حقيقية فى قرى الجمهورية، من خلال مد خطوط جديدة أو رفع كفاءة وإحلال القديمة، من أجل حماية صحة وأرواح المواطنين بما يعود عليهم بالنفع ويضمن الحياة الكريمة للأسر المصرية.
وخلال عامين أنجزت المبادرة خلال المرحلة الأولى نجاحات ضخمة وملموسة فى ١١ محافظة، بتنفيذ ما يقرب من ٤٩٠ مشروعًا من قائمة مستهدفة قوامها ٦٢٥ مشروعًا، تشمل صيانة وإحلال وتجديد المنازل المتهالكة ومد خطوط الصرف الصحى ومياه الشرب.
فى التقرير التالى تستعرض «الدستور» جانبًا من تلك المشروعات التنموية التى نفذتها «حياة كريمة» وتأثيرها على حياة المواطنين، عبر التواصل مع عدد من مستفيدى المبادرة والمسئولين، وهو ما يعطى صورة عما ستقدمه المبادرة خلال الفترة المقبلة فى المحافظات الجديدة.

القليوبية: رمضان النجار: سكان شبين حلموا بألا تُغرقهم الأمطار والرئيس استجاب لهم

فرحة عارمة انتابت رمضان النجار، أحد مواطنى مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، حينما شاهد مهندسى المساحات التابعين لمبادرة «حياة كريمة»، فى يناير الماضى، وهم يمارسون عملهم تمهيدًا لتنفيذ مشروعات الصرف الصحى فى قرى المركز الذى يقطن به.
يقول: «فرحتنا بالمبادرة لا توصف، أخيرًا وقع الاختيار على قرى مركز شبين القناطر لتستفيد من مبادرة (حياة كريمة) لإحلال وتجديد خطوط الصرف الصحى، وبدأ العمال بالفعل عملهم وهناك مشروعات جرى إنجازها بالكامل فى بعض القرى، وهناك مشروعات أخرى لا تزال جارية، وأحب أن أوجه الشكر للرئيس السيسى على دعمه المباشر وإشرافه الشخصى على المبادرة فى المرحلة الثانية».
وأضاف: «جرى رفع كفاءة شبكات الصرف الصحى فى قرى شبين القناطر بعد سنوات من الإهمال، إذ كانت مشكلة الصرف الصحى أكثر ما يؤرقنا، وفى انتظار باقى أعمال التطوير، وكل ما نأمل فيه هو أن نشرب مياهًا نظيفة، وألا نغرق فى مياه الأمطار بسبب سوء حالة شبكات الصرف».
وواصل: «أهالى شبين القناطر كانوا يظنون أن الرئيس لن يذكرهم، لكن حدث العكس بعد أن وقع علينا الاختيار لنستفيد من مبادرة حياة كريمة، رغم أننا قلب محافظة القليوبية النابض، وكنا نعتقد أننا سنكون فى ذيل قائمة المناطق التى تستفيد من المبادرة، لكن فوجئنا بالمهندسين والعمال التابعين للمبادرة يباشرون أعمالهم لبدء عمليات الإحلال والتجديد».
واختتم: «أتمنى أن نحقق أقصى استفادة من مبادرة حياة كريمة، مثل تسقيف المنازل وتطوير الوحدات الصحية ومدها بالمستلزمات الطبية، لأن دخولنا فى المبادرة فرصة ذهبية للالتحاق بقطار التطوير».

سوهاج: أحمد يوسف: تغيير شامل لغرف الصرف بمنطقة المشتل

قال أحمد يوسف، أحد أهالى منطقة المشتل بغرب الكوبرى فى محافظة سوهاج، إن الصرف الصحى كان من أهم الأزمات التى عانى منها أهالى القرية، بسبب تهالك المواسير والبنية التحتية، مضيفًا: «ساعدنا شباب مبادرة حياة كريمة فى أعمالهم، لإحساسنا بالمسئولية المجتمعية تجاه المبادرة والرئيس».
وأضاف أن المبادرة نجحت فى إصلاح وتجديد مواسير الصرف الصحى بالقرية خلال ديسمبر الماضى، ولا زالت الأعمال مستمرة لتطوير القرى المجاورة. وواصل «يوسف»: «تم تغيير غرف الصرف الصحى فى منطقة المشتل، ورفع كفاءة عدد من الشوارع والمناطق، والجميل فى المبادرة أنها تبحث فى أساس المشكلة وليس الإصلاح فقط، فتم تغيير غرف الصرف بالمنطقة بدلًا من اللجوء للإحلال فقط، لكن التطوير كان شاملًا».
وتابع: «أسهم ذلك فى الحفاظ على البيئة ووفر لنا حياة كريمة تشبه سكان الحضر، والرئيس بذل مجهودات كبيرة لخدمة القرى الفقيرة، التى يعانى أغلبها من أزمات الصرف الصحى وانهيار البنية التحتية، وننتظر حاليًا تطوير محطات الشرب». واختتم: «محدش كان مصدق إننا أخيرًا هنشرب مياه نظيفة بعد إحلال وتجديد كل شبكات الصرف الصحى بفضل توجيهات الرئيس واهتمامه بالقرى الأكثر فقرًا، وحرصه على توفير حياة آدمية للمواطنين بعد سنوات من إهمال الحكومات الماضية».

قنا: أحمد رمضان: تطوعت بالمبادرة.. وفرحة الناس بالتجديدات تنسينا التعب

كشف أحمد رمضان، ٣٠ عامًا، من محافظة قنا، أحد الشباب المتطوعين فى مبادرة «حياة كريمة» للتنسيق الميدانى فى قريتى الدهسة ومركز أبوتشت، عن أن مبادرة «حياة كريمة» لها مناحى عديدة وليس الصرف الصحى فقط، لاسيما فى القرى الأكثر فقرًا.
وأوضح: «يتم تطوير المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية وإحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحى وصرف الأدوية والمستلزمات الطبية خلال جائحة فيروس كورونا، وكل ما يحتاجه الأهالى لتوفير حياة كريمة شاملة لهم، وهذا هو هدف المبادرة من البداية».
وأشار «رمضان» إلى أنه تخرج فى كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وتربى على حب الخير والتطوع، لذا فإنه بمجرد الإعلان عن المبادرة وإتاحة التسجيل على الموقع الإلكترونى سجل بياناته، وتم اختياره فى محافظته من أجل خدمة الأهالى.
وتابع: «أنا مشارك فى أكثر من عمل خيرى وميدانى ضمن مبادرة حياة كريمة، وأنسى كل التعب والمجهود بمجرد ما أشوف فرحة الأهالى بالتجديد والتطوير، وهذه إحدى أهم المبادرات الرئاسية التى تمت بالتعاون مع قطاعات عديدة فى الدولة مثل (التضامن) وغيرها من الوزارات».

«التنمية المحلية»: إنقاذ صحة المواطنين من مشكلات البيارات

قال مصدر بوزارة التنمية المحلية إن المبادرة تستهدف تطوير المجتمع المصرى فى جميع المجالات، للارتقاء بالمستويين المعيشى والاقتصادى للمواطنين، خاصة فى القرى والنجوع الأكثر فقرًا.
وأوضح أن «حياة كريمة» تكفلت بمشروعات البنية التحتية فى العديد من المدن والمحافظات، ووصل عدد القرى التى تم حصرها وتحتاج إلى إعادة رفع كفاءة أو إنشاء شبكات الصرف الصحى خلال المرحلة الأولى من المبادرة إلى ١٤٣ قرية فى مختلف المحافظات، وتم إنجاز مشروعات للصرف ما بين تأسيس أو تطوير فى حوالى ٥٦ قرية منها، ما يعادل ٤٠٪ تقريبًا، وهو رقم قياسى تم تحقيقه خلال فترة وجيزة، على أن تشمل المرحلة الثانية جميع قرى الجمهورية.
وأكد أن المشروعات الخاصة بالإسكان والبنية التحتية لها العديد من الآثار الإيجابية على حياة وصحة المواطنين، إذ كان الوضع سيئًا جدًا فى القرى التى لم يدخلها الصرف الصحى، الأمر الذى قد يؤدى إلى الإصابة بالأمراض السارية والمتوطنة بسبب احتمالية اختلاط مياه الشرب بالصرف.
وأضاف أن لمشروعات البنية التحتية وإنشاء شبكات الصرف الصحى أهمية اقتصادية لكثير من الأسر والأهالى، الذين كانوا يعتمدون على مياه الخزانات والبيارات، وهو عبء عليهم نتيجة التكلفة العالية، لذا أنجزت «حياة كريمة» عددًا من المشروعات الخاصة بإنشاء شبكات الصرف الصحى فى قرى وتطوير ورفع كفاءة الشبكات فى قرى أخرى، من أجل الحفاظ على صحة المواطنين، فضلًا عن التخفيف عليهم من أعباء الحياة الاقتصادية.

«التضامن»: استهداف 4 آلاف و584 قرية فى 3 مراحل

قال خالد عبدالفتاح، مستشار وزيرة التضامن لمبادرة «حياة كريمة»، إن المبادرة تبدأ عملها برصد أبرز احتياجات كل قرية من القرى الأكثر احتياجًا، وبعد تحديد المشروعات المطلوبة يجرى التنسيق مع الجهة المعنية بكل مشروع.
وأضاف «عبدالفتاح» أنه يجرى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية تحت مظلة برنامج «حياة كريمة»، وفى حال رفع كفاءة الوحدات الصحية بالقرى والكشف على صحة المواطنين- على سبيل المثال- يجرى التنسيق مع وزارة الصحة.
وأكد أن الهدف من مبادرة «حياة كريمة» هو تطوير كل قطاعات المجتمع المصرى، عبر الارتقاء بحياة المصريين الصحية والاجتماعية، لافتًا إلى أن المبادرة تستهدف تطوير جميع قرى الريف المصرى ومراكزه، ويجرى ذلك وفق خطة استراتيجية تنفَذ على مدار ٣ سنوات، تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية، بما يضمن سرعة التنفيذ وكفاءة المشروعات.
وتابع: «هناك قرى تحتاج لإنشاء مشروعات معينة، مثل مشروعات الصرف الصحى أو مد خطوط المياه»، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية من «حياة كريمة» تستهدف الوصول إلى ١٥٠٠ قرية فى ٥١ مركزًا على مستوى الجمهورية، على أن يجرى الانتهاء من ٤ آلاف و٥٨٤ قرية يعيش فيها نحو ٥٩ مليون مواطن خلال المراحل الثلاث من المبادرة، وهو معدل غير مسبوق، إذ يمثل نحو ٦٠٪ من سكان مصر.