رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلاج المجاني الآمن.. منظومة التأمين الصحي الشامل «طوق النجاة» للمصريين

منظومة التأمين الصحي
منظومة التأمين الصحي الشامل

تشهد المنظومة الطبية في مصر، تطورًا غير مسبوق، خاصة مع بداية تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، والتي انطلقت في بورسعيد، وتلتها محافظات أخرى ضمن المرحلة الأولى.

شملت المرحلة الأولى لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل تضم 6 محافظات هي «الإسماعيلية، الأقصر، جنوب سيناء»، والتي انطلقت بها المنظومة يوم 17 فبراير من العام الحالي،  بالإضافة إلى محافظتي «السويس، أسوان» والمقرر إطلاق المنظومة بهما خلال الفترة المقبلة.

الدكتور وجدي زهران، وصاحب إحدى الشركات المتخصصة في ميكنة النظام الصحي بفرنسا، قال إن الهدف من ميكنة منظومة التأمين الصحي في مصر، هو إمكانية علاج جميع فئات الشعب المصري سواء شخص بسيط أوغني في نفس المستشفى، ولا يوجد تفرقة في الفئات؛ لأن المنظومة توفر للمواطن كافة احتياجاته الصحية.

ولفت «زهران»، في تصريحات له، إلى أن الفترة المقبلة، ستشهد إدخال عنصر الذكاء الصناعي في منظومة التامين الصحي، ما يعني حدوث فرق كبير، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا في العالم.

إنقاذ شاب وأخوته مجانًا

محمد حسن هو الثالث بين أخوته المصابين بمرض الهيموفيليا، وغلاء أسعار العلاج جعله يُقرر أن يقضي معظم حياته في الدراسة؛ لكون هناك تأمين صحي للطلاب، فبعد أن أنهى الدراسة في كلية الآداب توجه لكلية التربية، معللًا ذلك: «كنت قاصد أعيد السنة وأسقط في مواد عشان يفضل ليا تأمين صحي أتعالج بيه من المرض، رغم تفوقي ولكن كانت هذه الطريقة الوحيدة للحصول على العلاج».

أوضح «حسن» أن علاجه يحتاج إلى 6 إبر أسبوعيًا سعر الإبرة 3500 جنيه، وكان العلاج البديل هو البلازما ومشتقات الدم، مضيفًا: «ولكن الأهم أننا كنا نحصل على العلاج بدل البهدلة، خاصة أن ألم النزيف ووجع العظام يكون صعب جدًا ولا يمكن تحمله».

ولفت إلى أنه رغم أن مقر سكنه في الإسكندرية، كان يضطر القدوم إلى القاهرة للحصول على علاجه والذي يتوافر في مستشفى في رمسيس، متابعًا: «ولكن الحكومة طلعت لنا كارت الخدمات المتكاملة الذي يوفر من خلال التأمين الصحي، العلاج  بشكل مجاني وفي مستشفيات في محافظات مجاورة لمحافظتنا».

الوظيفة الحكومية توفر التأمين الصحي

كذلك كان الحال بالنسبة للشاب الثلاثيني محمد سماحة، الذي أشار إلى أنه كان مصابًا بنزيف متكرر في الصغر ولم تعرف أسرته الأسباب، رغم المرور على الكثير من الأطباء لمعرفة علته ومشكلته، موضحًا: «مفيش غير دكتور واحد بس اللي عرف حالتي اني مريض هيموفيليا، وكان قرأ عن المرض بالصدفة، وكنت أول حالة يقابلها».

وأوضح «سماحة» أنه بسبب مرضه أصبح مدرج ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي ساعده في الحصول على وظيفة حكومية ضمن فئة الـ 5%، وبعد عمله استخرج كارت الخدمات المتكاملة بحكم وظيفته ضمن هذه الفئة، الأمر الذي ساعده في كثير من الأمور وكان اهمهم التأمين الصحي الشامل الذي يوفر له ولمن في مثل حالته العلاج بشكل مجاني، لافتًا: إلى أن «مستشفيات محافظات الإسماعيلية جرى تجهيزها ودخلت ضمن المنظومة، وهو ما سيكون أكثر عونًا لنا ومن في مثل حالتنا لأن علاجها مكلف جدًا وليس الكل قادر على تحمله».

التأمين الصحي الشامل نقلة نوعية

وفي ذات السياق، قال الدكتور محمد عزالعرب، أستاذ أمراض الباطنة بالمعهد القومي للكبد، إن التأمين الصحي الشامل هو نقلة نوعية كبيرة جدًا للمنظومة الصحية في مصر، من حيث أدوات التشخيص للمريض والتي تتميز بدقة عالية، والتشخيص من خلال المعامل ومراكز الأشعة على أعلى مستوى، وكذلك مختلف أنواع العلاج الطبي والجراحي وأورام وجراحات متقدمة.

وذكر «عزالعرب» أن «كل ما يتلقاه المواطن في المستشفيات الخاصة سيكون هو الجودة والرعاية التي يتلقاها في مستشفيات التأمين الصحي، ولن يحتاج إلى المستشفيات الخاصة، لأنه سيجد الرعاية بجودة عالية جدًا في مستشفيات التأمين الصحي، خاصة وأن الدولة تقدم دعم قوي لانجاح هذه المنظومة الصحية».

وتابع «الوضع الحالي في تكلفة المنظومة الصحية الخاصة أي التي يصرفها المواطن عند تلقي الرعاية الصحية تصل إلى 68% و32% تتحملها الدولة»، مؤكدًا أن هذه النسبة ستنعكس تمامًا عند تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في كافة المحافظات.

وقف هدر وقت وتكاليف وموارد
وأضاف أن «من المزايا الأخرى لتطبيق هذه المنظومة هي منع هدر وقت وتكاليف الرعاية الصحية، فمن خلال طبيب وحدة الرعاية الصحية وهو المستوى الأول لمنظومة التأمين الصحي بمفهومها الحديث، يعالج الكثير من الأمراض التي لن تكون في حاجة إلى الذهاب إلى المستشفى، على سبيل المثال الرعاية الصحية في بورسعيد أصبحت على مستوى طبيب الأسرة في بريطانيا».

واستكمل: «وإذا احتاجت حالة المريض المستوى الأعلى يتم تحميله إلى الأخصائيين والاستشاريين، كل ذلك يسهم في توفير الوقت والجهد لمن يحتاجه فقط، وتوفير لهدر الموادر عند تقديم الرعاية، كذلك التاريخ المرضي لكل مريض متوفرة من خلال المنظمة الإلكترونية التي سيتم تطبيقها في كافة التخصصات، وما يحصل عليه من أدوية اي كافة ما يتعلق بالمريض، والتاريخ الأسري له، بالتدخل الرقمي سيكون منظم لحالة المريض منذ الميلاد وحتى الوفاة».

الجراحات المجانية للمرضى

ونوه بأن «هذه المنظومة ستوفر الكثير للمريض فالعملية الجراحية التي يتم إجرائها بتكلفة تصل إلى 40 ألف جنيه أو أكثر ستكون بالمجان في منظومة التأمين الصحي، وكذلك الإشعاع والتحاليل التي تتكلف الآلاف في المستشفيات الخارجية ستكون بالمئات أو بنسب ضئيلة عند تطبيق المنظومة».

وأكد أن «المواطن لن يحتاج إلى القطاع الخاص بل سينعدم عند تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، الذي سيكون على مستوى في الرعاية المقدمة وفي الأطقم الطبية العاملة، حيث يتم تطوير كافة المستشفيات التي تدخل هذه المنظومة للحصول على الاعتماد اللازم من هيئة الرقابة والاعتماد، التابعة لرئاسة الجمهورية».

وأشار إلى أن «التأمين الصحي الشامل ينقسم إلى ثلاث هيئة الاعتماد والرقابة وهيئة التأمين الصحي وهيئة الرعاية الصحية، والخاصة بمستشفيات وزارة الصحة ومستشفيات القطاع الخاص التي ترغب في الاندماج ضمن المنظومة».