رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضا يا رضا


صيف 93 - خريف 93، الكام أسبوع دول، عملوا تحول كبير في المعنويات: الأهلي من الحضيض لـ الهوبة، والزمالك من الهوبة لـ الحضيض.

أولًا، جه رضا عبدالعال، "قماشة تانية يا جماعة، رضا عبد العال، قماشة تانية"، دا طبعًا تعليق ميمي الشربيني، على هدف جابه رضا عبدالعال في الأهلي، لما كان بـ يلعب في الزمالك.

صحيح كسبنا الماتش 2/ 1، بس اتمرمطنا، ورضا كان أهم لاعب في الجيم دا، لأ، في الموسم كله.

رضا من بهتيم، من عيلة متواضعة جدًا، ولعب في نادي إسكو الأول، ودا كان نادي في الممتاز، واتدحدر بيه الحال، وبعدين راح شركة النيل لـ الأدوية، ولعب فيها لـ حد ما بقى عنده 23 سنة، ساعة ما اكتشفه عصام بهيج، ونقله الزمالك.

من 1987، لـ حد 1993، رضا بقى النجم. في آخر موسم 1993 عقد رضا عبدالعال خلص مع الزمالك، موضوع إن عقد لاعب مع نادي يخلص كان موضوع جديد لانج، خصوصًا نجوم الأهلي والزمالك، كان نظام الاحتراف أصلا في أوله، والناس لسه مش متعودة، واللوايح لسه غامضة، ومحدش كان مصدق إن فيه لاعب هـ يعصلج مع ناديه.

كان الطبيعي إن رئيس النادي بـ يقعد مع اللاعيبة، يتفقوا وخلاص، والنجوم كانت بـ تتراضى، إن مكنش من النادي، فـ من رجال الأعمال، فـ يعني، مكنش متخيل نهائي إن لاعب من نجوم الأهلي يروح الزمالك، أو العكس، خصوصًا العكس.

عمرها ما كانت حصلت إن لاعب من الزمالك يروح الأهلي، أبدا.

لكن لازم كل حاجة ليها أول، رضا عبدالعال عقده خلص، فـ إدارة الزمالك، وكان جلال إبراهيم رئيسها، طبقوا عليه اللايحة في عقده الجديد، إنه فئة "ج"، يعني عقده 25 ألف في السنة، في الوقت اللي كانت فئة "أ"، ومنها إسماعيل يوسف مثلا، بـ 45 ألف، فـ رضا ما وافقش.

راح قابل جلال إبراهيم، فـ سيادة المستشار طرده من مكتبه، لما لقاه بـ يتكلم في العرض والطلب، وإنه يستاهل 75 ألف، مش بس 45 زي الفئة الأولى، واتكهربت الدنيا، لـ إن الواد اتقمص، وصعبت عليه نفسه، لـ إنه مش بس انطرد، دا عايروه بـ إنه دخل النادي حافي، وبيتهم مفيهوش غير طبلية.

حاول رضا يروح يلعب في الإمارات، بس ما اتوفقش، وولاد الحلال في الزمالك توسطوا له عند الإدارة، فـ الإدارة وافقت تقعد معاه قعدة تانية، قبل انتهاء فترة وقف القيد بـ أربع أيام بس، منهم جمعة، علشان ما يلحقش يعمل حاجة، ولو باب القيد اتقفل، من غير اللاعب ما يبلغ إنه عايز يخلع من ناديه، كان عقده بـ يتجدد أوتوماتيك، بـ شروط النادي، دي كانت اللوايح وقتها.

راح رضا اتصل بـ مين؟ هو فيه غيره، الباشمهندس، عدلي القيعي.

القيعي اندهش جدًا، وافتكر اللاعب بـ يناور علشان يجدد مع الزمالك، قال له: مش خارج النهارده، فـ رضا راح له البيت في العجوزة.

القيعي فهّم رضا إن الحكاية مش زي ما هو متصور، ومش هـ يتكلم معاه قبل ما يمضي تلات جوابات، واحد لـ اتحاد الكورة، وواحد لـ منطقة الجيزة، وواحد لـ نادي الزمالك، إنه مش عايز يجدد عقده، فـ الولد مضى على تلات أوراق وقتي.

القيعي اضطر يتصل بـ آل سليم، لـ إنه عارف الحكاية دي فيها وجع دماغ، جاله طارق سليم، وقال له:
يا ابني، إنت فاهم إننا هـ نغرف ونديلك، إحنا كمان عندنا لوايح، ولو جيت مش هـ تاخد أكتر من خمسين ألف، زي بقية اللاعيبة، إنت مش طالب منهم 75 ألف؟

الولد بكى، وقال له: إنتو مش عايزيني ولا إيه؟ وبكى بـ جد، مش أجهش والكلام دا. الواد كان محروق فعلا من الزمالك، واللي فهمته، إن رضا مكنش عايز الأهلي، قد ما كان عايز يضايق مسئولي الزمالك.

لكن اللوايح كانت بـ تقول إن اللاعب اللي عقده يخلص، ناديه أولى بيه، لو قدم له عرض مناسب، فـ الزمالك رفع سعر اللاعب لـ 625 ألف، ودا كان رقم أكتر من فلكي وقتها، فـ رجال الأعمال الأهلاوية، قرروا إنهم يسددوا أي فلوس، في أي حتة، بس يقفوا جنب الولد، وقد كان.

مع دخول الدوري، الزمالك اتغلب من المقاولين، واتعادل مع البلدية، ثم كانت الثلاثية الشهيرة، كنا أول مرة في لقاء القمة، نشوف 3/ صفر دي، مع إني وقتها كنت شاب دخلت الجامعة، إنما من الستينات، ما كانش نادي فينا كسب الإسكور دا، فـ كانت النتيجة الطبيعية الإطاحة بـ ديف مكاي وجهازه.

جابوا الجوهري، وقالوا له، عايزين نركز على إفريقيا، ومشي الدوري، إحنا والإسماعيلي بـ ننافس، والزمالك بـ يناوش من بعيد.

آخر جولة الإسماعيلي مع الاتحاد في إسكندرية، وإحنا مع المصري في بورسعيد، وإحنا متقدمين نقطة، بس إحنا اتعادلنا وهم كسبو، وكان آخر موسم في سنين الفوز أبو 2 بنط، فـ اتساوينا في الأبناط، وهم متقدمين علينا بـ الأهداف، عكس موسم 91.

طبعا اطبقت اللايحة الجديدة، ولعبنا الماتش الشهير في إسكندرية، بتاع 4/ 3، (على جنب: عمرنا عمرنا ما لاعبنا الإسماعيلي في إسكندرية، المحافظة مش الاستاد بس، وخسرنا، مرة واحدة بس اتعادلنا، وباقي الماتشات كسبناها)
المهم، كسبنا الدوري الـ 23، وفتحنا السباعية.