من أثرياء يهود مصر.. حكاية بهيجة حمدي التي هاجرت من مصر بلا رجعة
اعتادت الفنانة بهيجة المهدي تقديم شخصية زوجة الكسار التي تعشقه بشدة وتحاول إنهاء الصراع الدائر والمستمر بينه وبين والدتها "زكية"، فاشتهرت بهذا الدور بين الجمهور وأصبحت أحد عناصر أفلام الكسار الأساسية، حتى أن ما يقرب من نصف أعمالها السينمائية قدمتها معه وحظيت في الغالب بدور "الزوجة".
ولدت "هنريت كوهين" التي اختارت "بهيجة" اسمًا فنيًا لها، في محافظة الإسكندرية بتاريخ 8 أغسطس لعام 1911، لأسرة يهودية ثرية، من طائفة "حريدية" (طائفة يهودية متشددة على النساء).
وقررت عائلة بهيجة الانتقال من الأحياء العشوائية بمحافظة الإسكندرية إلى القاهرة عام 1927، واستقرت في حي اليهود، وكان والدها في ذلك الوقت قد بدأ تجارته في الذهب، وأصبحت عائلة الفنانة الراحلة من أشهر العائلات اليهودية في مصر.
يذكر أن "بهيجة" عشقت الفن منذ طفولتها وبمجرد إعلان إنشاء فرقة مسرحية جديدة بقيادة رائدة المسرح الفنانة الكبيرة فاطمة رشدي تقدمت لتكون أحد أعضاء الفرقة، وأثناء عملها في المسرح وقع في غرامها رجل يهودي مصري مليونير يدعي "إيلي درهي" وكان يكبرها بـ 50 عامًا ونشأت قصة حب بينهما قوية انتهت في النهاية بزواجهما وبعد زواج قصير دام لمدة ثلاث سنوات توفى زوجها.
ابتعدت "بهيجة" عن المجال الفني بعد تقديمها آخر أفلامها "أصحاب العقول" مع بشارة واكيم وسليمان نجيب، كما تركت مصر بعد حرب 1948 وهاجرت دون أن تترك وراءها أي معلومات عن المكان الذي هاجرت إليه.
يذكر أن فيلم "أصحاب العقول" يدور حول أحد المستكشفين الذي كتب إلى أحد الأوربيين إلى صديقه "حمدي بك" أنه توجد قبور لمومياء في ضواحي الإسكندرية لم تكتشف بعد، يدعوه "حمدي" للحضور، ومعه زوجته وبعض من أصحابه، رأى أحد أصدقاء "حمدي" بأن الضيوف عددهم 13 وهو رقم يتشاءم منه الأوربيون، فطلب من أحد خدم المنزل أن يقوم بتمثيل دور سلطان بلد خيالي.
