رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجزيرة "الإرهابية"


لم أكن من متابعي برنامج "آخر النهار" من قبل، لكن مصداقية أي شيء تدعوك للاهتمام به، وبخاصة في خضم هذا الكم الهائل من الزيف الذي تنطوي عليه الكثير من البرامج ويكتظ بها الإعلام في الآونة الأخيرة.

لقد كتبت في مقال سابق لي عن برنامج "باب الله" الذي قدمه الدكتور محمد الباز كمحاولة جادة منه لتجديد الخطاب الديني بغية استعادة الوعي رويدا رويدا لدى المشاهدين وإعمال الفكر والمنطق في استيعاب ما طرحه في حلقاته، وقد أعجبني أيما إعجاب ما تميز به البرنامج من حصافة في توقيت عرضه حينذاك -شهر رمضان المعظم- وقيمة محتواه وذكاء وثقافة مقدمه الأكاديمي المحنك والإعلامي البارز، وها أنا اليوم أجدني أتابعه بحسب مايتيحه لي وقتي على قناة النهار في برنامجه "آخر النهار" في بعض أيام الأسبوع، ومما شاهدته وأحببت أن أشيد به مع القراء الأعزاء المصداقية المهنية المخيمة على البرنامج وتميزه وسط غثاء إعلامي ما أنزل الله به من سلطان، تبرز هذه المصداقية ما يتمتع به الدكتور الباز من شجاعة في تصديه لكل القضايا محور اهتمام الجماهير والشارع المصري والعربي بل العالمي أيضا، وتتصدرها ماتحاول الجماعات الإرهابية ترويجه طيلة الوقت من أخبار مغلوطة ملفقة وفكر مسموم،وما تبثه قناة "الجزيرة" من فبركات تنطلي على بعض البسطاء والسذج من محدودي الثقافة وفقراء التعليم والعلم، وهو في تصديه لهذه الأضاليل يستخدم الدليل والبرهان المقنع الذي يدحض كل مايشحذونه من سبل هدم في محاولة حثيثة للنيل من استقرار الوطن، والتعتيم على مايبذله الرئيس عبدالفتاح السيسي أبو فوارس الأمة المصرية، والحكومة وكتيبة العمل الوطني معه ،من مجهودات التشييد والبناء لمصرنا المحروسة -التي تدور على قدم وساق - في كافة المناحي.

لقد استحقت هذه القناة المغرضة ما أطلقه عليها الدكتور الباز من أنها "الجزيرة الإرهابية"، نسبة إلى الجماعة الإرهابية التي تديرها بأصابع ليست بخفية،فهما ضلعان للهدم والإفساد ونشر الإرهاب الفكري والديني والسياسي في كل البقاع بلا هوادة.

لذلك أهيب بكل البرامج أن تتبنى هذه التسمية التي اقترحها الدكتور الباز، بل بدأ بالفعل في استعمالها عند الإشارة لها، ويا ليتها تنسحب أيضا على كل القنوات المعادية حتى تكون بمثابة جرس إنذار وتنبيه للعقل الجمعي المصري يرسخ في الأذهان كونها جزيرة تدعم الإرهاب بكل خلجاتها فيتقي بذلك المواطن كل ما تبثه من شرور وينصرف عنها تدريجيا وينسحب المغرر بهم من تحت بساطها، وهذا سلاح لو تعلمون عظيم ان تفقد قاعدة تتكئ عليها، فأنت بتجاهلك لعدوك تجعله كمن يحرث في البحر، وتسقط من يده سلاحا داوم على غرزه في أنحاء جسدك، آملا أن يضعف مناعتك لتسقط صريعا فيحقق أطماعه ويجهز عليك ويرديك قتيلا ويزهو بانتصاره. لكن هيهات مع وجود الإعلاميين الوطنيين الشرفاء أن يسمحوا لمثل هذه الشراذم أن يحققوا مبتغاهم؛فهم من جنود هذا الوطن يحاربون جنبا إلى جنب مع صقور الجيش ورجالات الشرطة البواسل في حماية الأمن القومي المصري، ولهذا رأيت أنه من واجبي أن أشارك الدكتور الباز وأعلنها في مقالي تسمية على مسمى "الجزيرة الإرهابية" ذراع الجماعة الإرهابية حتى أسهم بقلمي المتواضع ولو بقدر في ذيوعها، كنوع من التصدي لهذا السلاح الإعلامي المغرض، تأييدا لحنكة الباز الإعلامية والسياسية في آن معا،وتقييمه المحكم لدور هؤلاء الذين أدانوا أنفسهم بأنفسهم حين جاهروا بعداواتهم الصريحة لمصر وشعبها ،وها نحن أبناء مصر وشعبها نقف بالمرصاد ونصطف كالبنيان المرصوص خلف قيادتنا السياسية المخلصة في مضمار واحد كحماة للوطن ،ومثلما حققنا النصر فيما سبق من تحديات،ها نحن نستكمل مسيرة الدفاع عن مصرنا الحبيبة، متمثلين قوله سبحانه: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم".
يسقط الإرهاب والإرهابيين..وتحيا مصر في استقرار وآمان!

أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعي بأكاديمية الفنون