رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سجن في إحداها.. معارك الأديب الكبير يوسف إدريس

الأديب الكبير يوسف
الأديب الكبير يوسف إدريس

شارك الأديب يوسف إدريس في العديد من المظاهرات الطلابية خلال سنوات دراسته بالجامعة، وهتف كثيرًا ضد الاحتلال الإنجليزي ونظام الملك فاروق الأول، كما تقلد العديد من المناصب الهامة بالكلية منها «السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عن الطلبة» ثم سكرتير للجنة الطلبة لذلك تولى بهذه الصفة نشر مجلات ثورية ضد الملك فاروق، مما تسبب في سجنه بقرار ملكي وإبعاده عن الدراسة لعدة أشهر.

تخرج الأديب المصري 1947 وبعد عام من ذلك وقعت نكبة فلسطين وفضيحة الأسلحة الفاسدة، ما تسبب له في أزمة نفسية كبيرة ظهرت كمقالات نارية له ولغيره من الصحفيين وعلى رأسهم الأديب إحسان عبد القدوس.

وي كتابه "فقر الفكر وفكر الفقر" وردت مقالة بعنوان"العروبة ضد العرب والإسلام ضد المسلمين" وصف فيها يوسف إدريس الشيخ محمد متولي الشعراوي، بأنه ممثل نصف موهوب لدية قدرة على إقناع الجماهير البسيطة وقدرة على التمثيل والحديث بالذراعين وتعبيرات الوجه، والقدرة على جيب كبير مفتوح دائمًا للأموال.

واتهمه بأنه مشروع لوأد فكرة أن الإسلام دين كفاح العدو ودين صمود المسلمين، وذكر موقف"الشعراوي" المهلل لزيارة السادات إلى القدس وعقد إتفاقية كامب ديفيد، وقت أن كان الشيخ وزيرًا للأوقاف، ولم يكتف بالتهليل بل دافع عنه في مجلس الشعب المصري وقتها قائلًا:"أن هذا الرجل لا يُسأل عما يفعل".

يواصل إدريس بأن هدف "الشعراوي" كان واضحًا منذ البداية في أن يرتكن بظهره إلى حكومة السادات القائمة، وأن يُبشّر بإسلام غريب، يجعل المسلم ينحصر تفكيره في ذاته وطريقة عبادته، ولا يأبه لأرضه أو عدوه وعدو المسلمين، تنفيذًا لأوامر سادته وأمرائه، بحيث إن مذابح لبنان كانت ولا تزال، بينما"الشعراوي" لا يزال يُفسّر في صفحتين من سورة البقرة.

لاقى هجوم إدريس استهجانًا من البعض، الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة وقتها، اعتبر انتقاد"إدريس" ساقطًا، ووصف "الشعراوي" بمفخرة مصر، كما اعتبر سعد الدين وهبة هجوم يوسف إدريس، لا علاقة له بأي فكر أو ثقافة واعتبره إسفافًا.

أعلن إدريس اعتذاره في مقال نُشر بجريدة الأهرام بعنوان"توضيح عاجل واعتذار"، ووأوضح أن ما جاء في مقاله بالخطأ الفني المطبعي، واستنكر هجومه على شخصية عظيمة مثل الشعراوي، وأشار إلى أنه سيصحح ما جاء في الكتاب، وأكد أنه يكن للشيخ كل التقدير والود والاحترام رغم اختلاف الفكر والرؤى، واعتبره أهم ظاهرة دينية إسلامية ظهرت منذ عهد الأئمة الكبار، واستشهد بمقاله"عفوًا يا مولانا" الذي رد عليه بعدما اتهمه مع الأديب توفيق الحكيم وزكي نجيب محمود بالكفر والإضلال.

تم الصلح في لندن أثناء وجود الشعراوي في لندن للعلاج بمستشفى ولنجتون، في نفس الوقت الذي كان "إدريس" يتلقى علاجه بنفس المستشفى.