رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير بحثي: العلاقة بين تركيا وأمريكا ستزداد سوءا مع إدارة بايدن

تركيا وأمريكا
تركيا وأمريكا

قال جاليب دالاي، الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في تقرير لمعهد "بروكينجز" للأبحاث الأمريكي، أن العلاقة بين تركيا وامريكا لها تاريخ طويل من التعقيدات، وإنه ومن المتوقع أن تزداد هذه العلاقة سوءًا في الفترة المقبلة وتستمر التوترات بينهما لفترة طويلة.

وأضاف الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن السنوات الأخيرة كانت سيئة للغاية بالنسبة للعلاقات التركية-الأمريكية، حيث شهدت سلسلة متراكمة من الأزمات وسط تصورات متباينة بين الطرفين للتهديدات، موضحا أنه من المرجح أن تبقى خمس أزمات أساسية على أجندة إدارة جو بايدن.

وتابع "دالاي" أن الخمس أزمات التي قد تعكر صفو العلاقة بين واشنطن وانقرة هي، شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسية الصنع S-400، والعقوبات الأمريكية على أنقرة بسبب حملتها على الأكراد السوريين، وأزمة شرق البحر المتوسط، والدعوى القضائية في امريكا ضد "بنك خلق" المملوك للدولة التركية والمتعلقة بالعقوبات على إيران، وأخيرا تراجع مستوى الديمقراطية في تركيا.

ولفت تقرير المعهد الأمريكي، إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب قد حمى تركيا من العديد من الإجراءات العقابية المحتملة، لذا فإن رحيله ينذر بالسوء لأنقرة، مشيرا في هذا الصدد إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التي أدلاها في في 19 يناير، عندما قال إن تركيا لا تتصرف باعتبارها حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، واصفًا إياها بأنها "شريك استراتيجي مزعوم"، وذلك ردًا على سؤال حول شراء أنقرة لأنظمة S-400، مما يؤشر على موقف الإدارة الجديدة تجاه تركيا.

ولفت "بروكينجز"، في تقريره إلى أن واشنطن ستراجع ما إذا كانت هناك حاجة لفرض المزيد من العقوبات على أنقرة في هذا الشأن، وأنه على الرغم من الرسائل والمبادرات الإيجابية الأخيرة من أنقرة، بشان "فتح صفحة جديدة" مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلا إنه من المرجح أن تزداد علاقات تركيا مع الغرب سوءًا، مشيرا إلى إنه على الجانب التركي، تظهر معظم استطلاعات الرأي التي تجرى في تركيا أن الولايات المتحدة تتصدر قائمة البلدان التي يرى الأتراك أنها تهدد الأمن القومي لبلادهم.

وأوضح التقرير أن العديد من المسؤولين في البلدان الغربية يرون أن شراء تركيا لأنظمة الدفاع الجوي الروسية S-400، هو أمر مؤشر هام لابتعاد أنقرة عن حلف "الناتو" والولايات المتحدة، لا سيما في ظل تأكيد تركيا أن شراءها لتلك الأسلحة ليس مدفوعًا باعتبارات دفاعية فقط، بل له دافع جيوسياسي أيضًا، مضيفا إنه في الوقت الحاضر، أصبح الاختلاف في تصور التهديدات السمة المهيمنة على العلاقات الأمريكية التركية، وهذا الأمر يظهر جليًا في الخلاف طويل الأمد بين تركيا والقيادة المركزية الأمريكية بشأن الأزمة السورية.

وواصل أنه بالإشارة إلى إنه بالنسبة لإدارة بايدن الجديدة - التي تؤكد على تعزيز التحالفات والمؤسسات الدولية والنظام الدولي الليبرالي - يبدو أن إعادة ترميم العلاقات مع أنقرة يفترض أن تعكس تركيا مسار علاقاتها مع روسيا والصين، لا سيما من خلال التخلي عن أنظمة S-400، وأنه في هذه المرحلة، هناك مجال محدود لإحراز تقدم في مجالات الخلاف الرئيسية الخمسة بين تركيا والولايات المتحدة، كما أنه من غير المرجح العثور على صيغة مقبولة للطرفين بشأن أنظمة S-400 في أي وقت قريب، ومن المتوقع أن تصبح هذه المشكلة مصدر إزعاج طويل الأمد في العلاقات الثنائية.

و يشير التقريرإلى أنه من المتوقع أن تكون إدارة بايدن "أكثر صراحة" مع تركيا في القضايا الحقوقية البارزة مثل قضية سجن الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد صلاح الدين دميرتاش، ورجل الأعمال عثمان كافالا، والروائي أحمد ألتان، هذا فضلا عن قضية "بنك خلق"، مؤكدا أن كل هذه الخلافات ستجعل الأزمات والتوترات في العلاقة بين البلدين أكثر عمقا وصعوبة.