رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أثري: «عناق الفراشة» أصله فرعوني

الطيب غريب
الطيب غريب

ألقت الدراما الكورية مؤخرًا الضوء على ما يسمى بـ «عناق الفراشة» أو تعانق الذات، والذي يعد أحد أساليب العلاج النفسي، والذي لقى رواجًا كبيرًا بين الشباب، ومُحبي الدراما الكورية، كما أنه يعد أحد الطرق المُبتكرة في نزع القلق والتوتر بشكل سريع.

ويتحقق «عناق الفراشة» من خلال لف الأذرع حول أنفسهم، بحيث تلمس كل يد الذراع أو الكتف المعاكس، ثم يقومون بتحريك أيديهم مثل أجنحة الفراشة، للضغط على أذرعهم - أكتافهم بإيقاع متناوب.

الباحث الأثري الطيب غريب مدير معابد الكرنك في الأقصر، يؤكد: أن الكثير من الأنماط والأساليب الحياتية مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، تلك الحضارة غزيرة التقدم والذي لا يزال العالم ينهل منها حتى يومنا هذا.

وأوضح أن هناك موضة قد راجّت مؤخرًا بين الشباب تسمى «عناق الفراشة» والذي يعد أحد طرق العلاج النفسي للتخلص من التوتر والقلق، وقد تداول عدة معلومات حوله من بينها أنه أحد الطرق العلاجية المبتكرة الجديدة، وهذا بخلاف الواقع، فبالنظر إلى معالم وآثار الدولة المصرية القديمة سنشاهد أن عناق الفراشة يتماثل مع الوضع الأوزيري نسبة المعبود اوزيريس إله الموتى والعالم الآخر في العقيدة المصرية القديمة، حيث يظهر المعبود أوزوريس في شكل الميت أو المتوفى وهو ملفوف في اللفائف الكتانية وتخرج يداه من هذه اللفائف وهو يمسك بالنخخ أي المنشة والحقا وهي عصا الملك، وهذه الأدوات والشارات الملكية لا يسمح لأي أحد بامساكها سوى الملوك، فهي أحد شارات الملك وحسب العقيدة المصرية القديمة فاوزيريس هو أول ملك على الأرض ونزاعه على ملك مصر مع أخيه المعبود ست مشهور ومعروف، ولذلك استحب الملوك التشبه بهذا الإله لكونه أول ملك للأرض، وهو آله الموتي في العالم الآخر، وكذلك هو الذي يتولى حساب المتوفي ووزن أعماله على ميزان الأعمال لذلك فالتشبه به وصورته يعني الحصول على الخلود والأبدية ودخول جنات الايارو جنات الخلد والنعيم في العقيدة المصرية القديمة.

وأضاف لـ"الدستور" أن هذا الوضع هو أحد أوضاع الهدوء والسكينة والوقار التي استحب الملوك تصوير أنفسهم بها، حيث يضع يداه متقاطعتين أو متجاورتين على الصدر قريبا من القلب، وهو يمسك بالشارات الملكية ليشعر الناظر له بالهيبة والوقار والعظمة كملك لأحد أهم بلدان الدنيا وصانعة أهم حضارة في تاريخ الحضارة على الأرض، حيث اعتاد المصري القديم وضع اليدين متقاطعين على الصدر حتى بعد الموت، حيث نرى المومياوات الملكية للملوك والملكات تظهر بنفس هذه الهيئة الفريدة مما يدل على أهميتها عند المصريين القدماء.

وفي ذات السياق، تداولت العديد من المعلومات حول «عناق الفراشة» من بينها بداية ظهوره في
نشأت "عناق الفراشة" أو "عناق حب الذات" مع لوسي أرتيجاس، أثناء عملها في أكابولكو مع الناجين من إعصار بولينا في عام 1997، وأثبتت دراسات علمية مختلفة من قبل، قدرة التلامس الجسدي على زيادة إفراز هرمون الأوكسايتوسين، الذي يعرف باسم هرمون الحب.