رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مشروعات آمنة».. عاملون بالمشروعات القومية: ممنوع الدخول إلا بالكمامة.. ودوريات مراقبة مستمرة

مشروعات آمنة
مشروعات آمنة

حلت جائحة كورونا في وقت حرج من العام الماضي، ما أدى إلى لجوء غالبية دول العالم إلى تطبيق الحظر الكلي والغلق وتوقف سير العمل بالقطاعات والمؤسسات المختلفة، وعلى الرغم من ذلك واصلت الدولة المصرية خطاها في تنفيذ المشروعات القومية الضخمة، التي يجرى العمل على تنفيذها منذ سنوات مضت، في ظل التشديد على اتباع الإجراءات لاحترازية من قبل جميع العاملين بمشروعات الدولة.

وبيد أن الدولة تمر بالموجة الثانية من فيروس كوفيد 19، إلاا أنه لا يزال العمل مستمر في العديد من المشروعات التنموية الضخمة، التي تسعى الدولة إلى الانتهاء من تنفيذها في الوقت المحدد على الرغم من التحديات العصيبة التي يشهدها العالم.

يُجرى العمل على الانتهاء من المشروعات الخدمية الضخمة في ظل تشديد وحرص كبير من قبل الحكومة على تطبيق التعليمات الصحية أثناء سير العمل، وهذا ما أكد العاملين بتلك المشروعات خلال حديثهم مع "الدستور".

مهندس بمشروعات الطرق: واصلنا العمل في مشروعات الطرق باتباع الإجراءات الاحترازية

المهندس محمد الشيخ، شارك في العمل بعدد من المشروعات القومية وتحديدًا الطرق، قال أنه منذ بضعة سنوات وقد شرعت الدولة المصرية في الارتقاء بالخدمات الأساسية والبنية التحتية كالطرق والمرافق وذلك على مستوى محافظات الجمهورية، وقد اشتركت بالفعل في أكثر من مشروعًا قوميًا من إنشاء الطرق والكباري، ومنها الدائري الأوسطي ومحاور مصر الجديدة وغيرهم من المشروعات الضخمة التي تجرى الدولة تنفيذها.

أكد الشيخ أن المهندسين في مصر اعتادوا العمل في ظل ظروف قاسية، وذلك بحكم عملهم في المواقع الختلفة من الصحراء أو المدن الغير العامرة لبدء تأهيلها كمجتمعات عمرانية، مستطردًا أنه حينما حل الوباء على دول العالم المختلفة ومنها مصر لم يكن الأمر بالنسبة له أو زملائه خطيرًا أو مخيفًا، نظرًا لاعتيادهم العمل في ظروف صعبة.

ذكر المهندس التنفيذي أن خلال الموجة الأولى من جائحة كوفيد 19 وأيضًأ الثانية، كان يتخذ كافة الاجراءات الاحرازية والالتزام بتعليمات وزارة الصحة والأطباء أثناء العمل في إحدى مشروعات الطرق الضخمة، مشيرًا إلى أنه كان يتابع تطبيق التباعد الاجتماعي ويشرف على العمال والمهندسين ضمن المجموعة المسئول عنها، إذ أن طبيعة عمل المهندسين لا تحتاج إلى التعامل المباشر بشكل كبير؛ مرجعًا ذلك إلى أن كل مجموعة لديها عدد من المهام والمسئوليات المختلفة يتم توزيعها على المجموعة ليقوم كل بدوره في إطار الالتزام بالإجراءات الاحترزية.

وأكد المهندس التنفيذي، أنه في المشروعات القومية التي تشرف على تنفيذها الهيئئة الهندسية للقوات المسلحة، فيتم إدارة المشروع والعاملين به عن كثب وكذا يتم مراقبة كل عامل ومهندس في الموقع ومدى التزامه في العمل بالمشروع بالإضافة إلى اتباع الإجراءات الصحية في الموقع من قبل جميع المهندسين والعاملين به.

مهندسة في مشروع بنبان: نلتزم بجميع إجراءات الوقاية.. وحققنا العديد من الإنجازات في ظل الجائحة

انتقلت المهندسة إسراء يوسف، صاحبة الـ29 عامًا، من مسقط رأسها في محافظة قنا للعيش في أسوان، كونها رغبت في العمل داخل المشروع القومي "بنبان" لإنتاج الطاقة الشمسية، كمهندسة اختبرات كهربائية، وبالفعل قضت عامين داخل المشروع رغم رفضها في بداية الأمر كونها فتاة لن تتحمل البيئة المحيطة الصعبة بالمشروع.

لم ينتبها اليأس بعد رفضها في عام 2017 للعمل داخل المشروع، وحاولت مرات عديدة أخرى لتلتحق في النهاية للعمل لتكون أول مهندسة ميدانية تعمل في محطة بنبان، وكانت مشرفة على التوصيلات الكهربائية الخاصة بالمشروع، ليُطلق عليها مؤخرًا لقب "أسد الصحراء"، وهي فخورة بما حققته حتى وقتنا هذا رغم المصاعب التي واجهتها في العام الأخير الذي شهد جائحة كورونا.

في بداية ظهور الفيروس، اضطرت الفتاة للعودة إلى بلدها بسبب انتشار المرض، لكنها لم ترضى بالوضع وأصرت على العودة مرة أخرى إلى أرض الميدان، والمشاركة في المشروع القومي الذي تحدث عنه العالم في النهاية، بعدما حقق نجاح واسع على مستوى الطاقة الكهربائية، وبالفعل عادت الفتاة لمواصلة عملها ملتزمة بجميع الإجراءات الاحترازية التي نصت بها منظمة الصحة العالمية لتجنب خطر انتقال عدوى كورونا.

أضافت: "جميع أدوات التعقيم كانت متوفرة لدينا داخل المشروع، ولم ينقصنا شئ سواء من الكمامات الطبية أو الكحول الطبي، بجانب توفير ملابس العمل الوقائية للعمال داخل المشروع، واستطعنا إنجاز عملنا في الوقت المحدد، وأصبح مشروع "بنبنان"حاليًا وجهة مشرفة لمصر ومجال الطاقة الكهربائية على مستوى العالم".

أشارت "إسراء" أيضًا إلى أن هناك إجراءات فحص طبي كانت تتم للعاملين داخل مشروع بنبان بشكل مستمر، وشملت أيضًا العاملين في الموقع وأعمال الصيانة والإدارة، للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا طوال فترة تواجدهم داخل المشروع.

مهندس بمشروعات العاصمة الإدارية: يمنع دخول المواقع دون ارتداء الكمامة الطبية الوقائية

استهل المهندس محمود لطيف، مهندس تنفيذي بمشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، حديثه عن العمل في المشروعات لقومية قائلًا:" من قبل فيروس كورونا ما يحل علينا ويتم الالتزام بنظام دقيق أثناء العمل في مشروعات العاصمة الإدارية، أي أنه سواءً بالفيروس أو من غيره، كان اتباع السلوكيات الصحية أثناء فترة العمل أو الراحة وتناول الغذاء من أبرز التعليمات التي كان يشدد عليها مديرو المشروعات".

وأضاف "لطيف" أنه مع بدء ذروة انتشار الفيروس، فكان يُمنع نهائيًا دخول أي عامل أو مهندس الموقع بلا ارتداء الكمامات الطبيبة الوقائية، فكانت الكمامات هي أحد أبرز الإجراءات الاحترازية التي يتم التشديد على اتباعها أثناء العمل، من أجل تقويض انتشار فيروس كورونا ولحماية العاملين بالمشروع من أي خطر.

ذكر المهندس التنفيذي أنه كانت هنام متابعة دورية من قبل المديرين والمشرفين على مدى الالتزام بالإجراءات الاحترازية أثناء مواصلة العمل في مراحل المشروع، موضحًا أنه تقل فرص احتمالية الاصابة في المواقع بين المهندسين؛ بسبب العمل في مواقع عامة مفتوحة وليست مغلقة يصعب فيها التهوية مثلًا، إذ أن ممارسة العمل في غالبية المشروعات القومية كان في مواقع مفتوحة تصل إليها الشمس والهواء بشكل دائم.

عامل في ميناء جرجوب بمطروح: كمامة طبية كل 6 ساعات.. وأدوات التعقيم لا تفارقنا

على أرض منطقة النجيلة بمحافظة مرسى مطروح، يعمل يوسف إدريس، 27 عام، داخل مشروع ميناء "جرجوب"، الذي اقترب موعد افتتاحه بعد سنوات من العمل الشاق، خاصة في العام الأخير من جائحة كورونا، وكونه أحد أبناء المحافظة، يعلم "إدريس" جيدًا مدى أهمية هذا المشروع، وكيف سيحدث طفرة كبيرة في مصر.

بدأ "إدريس" عمله في ميناء "جرجوب"، كعامل على كسارة الطوب، ثم توريد الرمل والأسمنت إلى الأماكن المخصصة للبناء داخل المشروع، ما جعله يختلط بالعديد من العاملين داخل الميناء، لكنه لم يتعرض طوال العام الماضي للإصابة بفيروس كورونا، رغم تعاملاته العديدة وتنقلاته داخل المشروع.

أشار "إدريس" إلى التزام جميع العاملين بمشروع ميناء "جرجوب" باتباع جميع الإجراءات الاحترازية التي أقرت بها وزارة الصحة المصرية منذ اليوم الأول للجائحة، بل أن العمل داخل المشروع اختلف كثيرًا عن ما قبل ظهور الفيروس، فأصبح هنا تناوب بين مواعيد عمل المواظفين حتى يتم تقليل عدد العمالة نظرًا لظروف المرض، لكنه لم يؤثر على انتاجية العمل من قبل العاملين بل زادهم حماسًا ليقوموا بإنهاء المشروع بأفضل شكل ممكن، وبالفعل سيتم افتتاح الميناء قريبًا.

استكمل: "الشركة المسؤولة عن تنفيذ المشروع وفرت لنا جميع أدوات التعقيم والتطهير التي نحتاج إليها خلال فترة العمل، وحفاظًا على أرواحنا من خطر انتقال العدوى أخبرونا أن نستبدل الكمامات الطبية كل 6 ساعات حتى لا تتلف من كثرة العمل والتنقل بين أماكن البناء، بجانب استخدامنا المستمر للكحول الطبي بعد الانتهاء من كل مرحلة عمل".

اختتم "إدريس" حديثه مع "الدستور"، معبرًا عن الفخر الذي يشعر به بعدما أنجز مشروع قومي بقيمة ميناء "جرجوب"، منتظرًا أن يتم افتتاحه أمام الجميع، بعد أ، أصبحت منطقة النجيلة منتعشة للغاية بسببه، وتحولت أيضًا إلى منطقة جذابة للاستثمار والبحث عن فرص عمل.

خالد سليم: العمل في الكورونا كان أخطر علينا من الارهاب في سيناء

"العمل في المشروعات التنموية الخاصة بسيناء استغرق خمس سنوات من عمري لم يمنعنا الارهاب لك حجمتنا الكورونا" هكذا عبر المهندس خالد سليم الذي بدأ عمله في الشروعات التنموية القومية بسيناء أثناء أدائه الخدمة العسكرية حيث كان ظابطًا بالهيئة الهندسة مالكة لمعظم المشروعات وبعد أن انقضت مدة الخدمة تولى العمل من خلال المكتب الاستشاري، ومن ابرز ما شارك في الاشراف عليه وتنفيذه كان مشروع أنفاق بورسعيد والمنطقة الامنية، ساحات التداول بميناء شرق بورسعيد وكذلك مشروع القاعده البحرية، كل هذا استغرق منه قرابة الاربع سنوات لكن الأصعب هو عمله في المنطقة الصناعية شرق بورسعيد حاليًا وذلك سبب اجتياح وباء الكورونا المستجد.

يذكر " سليم " أن المنطقة الصناعية هي خطوة تكاملية في سبيل تطوير وإعمار محيط القناة الجديدة وشرق بورسعيد، وكان من المفترض افتتاحها والانتهاء منها ديسمبر 2020 لكن تعطل ذلك بسبب جائحة الكورونا المستجد، فعند اخذ الدولة إجراءات إحترازية لتقليل انتشار العدوى وتحديد ساعات لحظر التجوال انعكس ذلك بطبيعة الحال على تواجد المهندسين والعمال في الموقع لا سيما أن اغلبهم من محافظات الدلتا والصعيد ويستغرقوا ساعات طويلة في السفر من وإلى المشروع.

يروي ابن محافظة الشرقية أن للعمل في مشروعات " شرق التفريعة" صعوبات كثيرة حتمت على العمال والمهندسين التواجد في الموقع لأكثر من 16 ساعة يوميًا في بعض الأيام وتركه متوجهين لمنطقة القنطرة شرق حيث تركوا منازلهم للاستقرار في أقرب مكان يُسهل رحلتهم للعمل ذهابا وإيابُا، وفي الكثير من الأحيان كانوا يقضوا ليلتهم في سيارة بالقرب من الموقع توفيًرا للوقت، وتحملوا الكثير من المخاطر من بينها العمليات الارهابية وتلاها الجهود الأمنية للتمشيط وتطهير سيناء، لكن كل هذا لم يثني العمالة عن أداء مهمهم.

بعدما جاءت الكورونا خُفضفض العدد ل50% بالتناوب، فنصف العمال يعمل 15 يوم فقط وراحة 15 يوم للتأكد من السلامة وعدم حمل العدوى بقضاء مدة عزل منزلي احتياطية، ويوضح خالد أن الضغط الذي عناه في المشروع لم يكن متمثل في الجهد المبذول فيه، ولكن الضغط النفسي خوفًا من العدوى، لاسيما عند عودته لقضاء الأجازة في المنزل فيخشى انتقال الفيروس له ومن ثم لوالدته التي تعاني أمراض مزمنه، فكان مجبرًا على الالتزام بكافة الاجراءات التحترازية طوال الوقت مرتديًا الكمامة ومستخدمًا أدوات التعقيم كيلا يعرض أهله للخطر، ولا يخالط ملابسه معهم حتى تمر عليه ثلاث أيام من وصوله متأكدًا من خلو جسمه من الكورونا.

مؤمن الحلوس: تعاقدنا مع شركة تأمين طبي للتواجد في الموقع للتأكد من سلامة العمال ومتابعة حالتهم الصحية

خلال عام الوباء لم تكن تتلخص مهمة المهندس مؤمن الحلوس كمدير موقع في مشروع طرق ومرافق بمدينة شرق بورسعيد الجديدة في التوريد مواد البناء والخراسانة والاشراف على خطوات التنفيذ نع مراجعة الإنجاز اليومي وتقديم تقارير خاصة للشركة المشرفة، لكن زادت الأعباء بعد الجائحة فبات ملزمًا بالتنسيق مع شركة كيماويات لتعقيم الماكتب الخاصة بالمهندسين وأماكن المبيت وكذلك معدات الحفر والبناء للتأكد من خلوها من الفيروس والحفاظ على سلامة المتوجدين.

يذكر "مؤمن " أن ذروة الموجة الأولى شهدت تخوف كبير من العمال والمهندسين من الاصابة لذا اعتذر البعض عن أداء عمله خاصة القادمين من الصعيد لمشمال سيناء، لكن الشركات المنفذة قدرت مخاوفهم وعملوا على توفير وسائل نقل لضمان عدم مخاطلتهم لأي مصاب، وقبل التواجد ي الموقع والخروج منه تقاس درجة الحرارة يوميًا، وعند ظهور أي أعراض تتكفل الشركة بعمل مسحة له وتحامل كافة نفاقات العلاج والمتابعة إن ثبتت الاصابة بعد التعاقد مع شركة تأمين صحي خاصة تراعيهم.

ونوه صاحب الثلاثين عام انهم راعوا أن يتولى الشباب المهام الكبرى في التنفيذ أما كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة قد وزوعوا على مشروعات اخرى قريبة من محل اقامتهم كي لا يعانوا السقر والمشقة ويخالطوا أيًا من المرضى، لذا مرت الموجة الاولى بسلام دون تسجيل أي اصابة في المشروع لكن الموجة الثانية ظهر فيها عدد لا بأس به وجميع المصابين تم الكشف عن حملهم لكورونا عند العودة من الأجازة لذا حولتهم إدارة الموقع مباشرة لمستشفيات عزل كي لا يعودوا منازلهم ولا يحتكوا بباقي العمال.

كل تلك الاجراءات والوقائع لم توقف العمل ولو ليوم واحد، فكما كان مقررًا تسليم المشروع ديسمبر المقبل سيكون الانجاز، ولتحمل القائمين عليه حس المسؤولية والالتزام الوطني يحاولوا حاليًا انجازه قبل الموعد.