رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصر الأمير عمر طوسون.. أبرز معالم شبرا المعمارية

 قصر عمر طوسون
قصر عمر طوسون

يعد قصر الأمير عمر طوسون أحد أهم وأبرز المعالم الحضارية والمعمارية لمنطقة شبرا، والذي يشير بدوره إلى المعالم المعمارية لمصر الحديثة.

تقول الكاتبة سهير عبدالحميد: "شيد الأمير عمر باشا طوسون هذا القصر عام1317هـ 1892، ويقع بشارع ابن فضل الله العمري "طوسون سابقًا"، وقد تمت مصادرة هذا القصر عقب الثورة، وبعدها ببضع سنوات تحول إلى مدرسة ثانوية، وفي منتصف السبعينيات وقع فيه حريق ضخم أتى على سقف غرفتين بالكامل وألحق أضرارًا هائلة به، وقد رحلت عنه المدرسة بعد تسجيله في عداد الآثار الإسلامية عام 1892م ".

وتشير سهير عبدالحميد إلى أن مساحة القصر تقلصت من2000 متر شاملة المبنى والحـديقـــة، فعلى حديقتــه تأسســت أربــع مــدارس هي: مدرســة نجيــب محفـــوظ الإعدادية - بنين، ومدرسة شبرا الثانوية - بنين، ومدرسة روض الفرج الثانوية - بنات، ومدرسة قاسم أمين الإعدادية – بنات.

ولفتت سهير عبدالحميد إلى أن "قيمة القصر تكمن في تصميمه المعماري، فله أربع واجهات تأخذ الاتجاهات الأصلية الأربعة.. وللقصر مدخلان رئيسيان، أحدهما بالواجهة الشرقية، والآخر بالواجهة الغربية، إلى جانب عدة مداخل فرعية، ويغلق على كل مدخل من هذه المداخل باب خشبي ذو مصراعين تعلوهما شراعة نصف دائرية يغشاها حجاب معدني مشغول.

وتواصل حديثها: "القصر يتكون من بدروم وطابقين، الطابق الأرضي يتكون من صالة البهو الرئيسي، ومجموعة من الغرف والحمامات ذات مساحات متفاوتة، ويبلغ ارتفاعه 60.6 م، والأرضية معظمها مبلط بترابيع رخام حراري؛ أبيض والبعض الآخر مبلط بألواح خشبية. وفي البهو استخدمت أعمدة على الطراز الأيوبي مصنوعة من الحديد الزهر.

أما الطابق العلوي فيبلغ ارتفاعه 90.6 م، يتم الوصول إليه عن طريق سلم صاعد ذي قلبات من الرخام الأبيض له درابزين تزينه برامق رخامية تأخذ شكل القلة، وقد اندثر هذا السلم تمامًا الآن، ولم يبق منه سوى درجات بالية. وهذا الطابق به عدة غرف مختلفة المساحات تحصر فيما بينها بهوًا كبيرًا، ومن بين هذه الغرف غرفة بالركن الشمالي الشرقي تزين سقفها زخارف نباتية مورقة، وملحق بهذه الغرفة حمام؛ مما يشير إلى أنها كانت غرفة نوم خاصة بالأمير، كما يوجد بالقرب منها سلم مروحي «حلزوني» من الخشب ذو درابزينين تتخللهما زخارف نباتية مفرغة، وهذا السلم كان مخصصًا للأمير.

وتشير سهير عبدالحميد إلى أن الأمير عمر طوسون هو ابن الأمير محمد بن طوسون ابن محمد سعيد باشا خديو مصر ابن محمد علي، والدته الأميرة بهشت حور، وجدته لأبيه الأميرة ملك بر هانم، ولد بالإسكندرية يوم الأحد 5 رجب 1289هـ - 9 سبتمبر 1872م، توفي والده وكان عمره آنذاك أربع سنوات فقامت برعايته جدته ملك بر هانم، تلقي علومه الأولى على أيـدى أساتــذة متخصصين في قصر والده، ثم أتمم دراسته في سويسرا ثم رحل إلى إنجلتـرا وفرنســا، أجاد اللغات التركية والعربية والإنجليزية قراءة وكتابة.

لقد كان عمر طوسون شخصًا ناجحًا بكل المقاييس في مجالات عديدة، فقد كان ناجحًا في الأعمال الزراعية، واستطاع بنجاح إدارة أرضــه واستصــلاحهــا، كمــا قــام باستعــادة الأراضي التي كان شقيقه وشقيقته قد قاما ببيعها من قبل.

وكان طوسون من الأمراء الذين أولوا زراعة القطن اهتمامهم، إلى جانب ذلك كان الأمير طوسون مثقفًا وله مؤلفاته في مجالات التاريخ والجغرافيا والآثار، ومن أهم كتبه «البعثات التعليمية»، وفيها كتب معجبًا بموهبة جده محمد علي قائلًا: « لقد شعر رغم أميته بأن الملك لا يشيد إلا على أمتن أساس من العلم؛ فأنشأ المدارس في القطر على مثال المدارس في أوروبا وجلب لها الأساتذة من هناك، ثم ساق إليها التلاميذ قسرًا، ولكنه بعد ذلك أحس بأن كل هذا لا يفي بالغرض المروم، فبعث البعوث بالذين أهلتهم معاهد التعليم بمصر إلى أوروبا ليتمموا دراستهم ويخوضوا في العلوم التي ليس فيها من المصريين اختصاصيون، وبذلك يتخلص من الاحتياج الأجنبي ويضمن الاستقلال العلمي لبلاده ".