رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وجاء الدور على القرية المصرية


لم يبتعد الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الحقيقة، وهو يؤكد - منذ فترة - أن ما يحدث على أرض مصر، من مشروعات قومية عملاقة، سيجعل العالم متعجبًا مما يحدث، وكيف حدث؟ وفى هذا الوقت القياسى.. وكيف لا يصادق كلام الرئيس الواقع، وبلادنا تعمل حاليًا على تنفيذ والانتهاء من واحد وعشرين ألف مشروع خلال السنوات الثلاث المقبلة.. بتكلفة تبلغ نحو ٥.٨ تريليون جنيه، تم إنفاق أكثر من ثلاثة تريليونات، على ما تم تنفيذه من تلك المشروعات حتى الآن، وما زال العمل يجرى، للانتهاء من نسبة كبيرة من المشروعات، خلال العام الجارى.
أحدث هذه المشروعات، ما قام الرئيس السيسى بافتتاحه فى محافظة بورسعيد، وهو مشروع الفيروز للاستزراع السمكى بشرق التفريعة، والذى يعد إنجازًا جديدًا يضاف لسلسلة الإنجازات التنموية العملاقة التى تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة.. لأنه يوفر عشرة آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فى العديد من المهن والتخصصات فى مجال الاستزراع السمكى، ويهدف إلى تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من الأسماك، وتحقيق الاكتفاء الذاتى منها والحد من الاستيراد، مما يزيد من فرص التصدير إلى الأسواق العربية والأوروبية، وتوفير العملة الصعبة ودعم الاقتصاد الوطنى.. كما يسهم المشروع العملاق بقيمة مضافة ضخمة، فى تنمية منطقة قناة السويس وشبه جزيرة سيناء، من خلال إنشاء مجتمعات صناعية وعمرانية جديدة بها.. أضف إليها ما قام الرئيس بافتتاحه، عبر «الفيديو كونفرانس»، من المشروعات الخاصة بإنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر والعين السخنة، ومشروعات الألبان والإنتاج الحيوانى بالنوبارية والفيوم.
وهنا، أتوقف أمام ما ذكره الرئيس، عن أن الدولة تعمل على تطوير مراكز تجميع الألبان، بحيث تكون مطابقة للمواصفات العالمية، «من حق المصريين أن تكون كل حاجاتهم مطابقة للمواصفات العالمية»، فى إطار سعى الدولة إلى «توفير لبن جيد جدًا، ومنتج جيد جدًا، لكل مواطن مصرى وطفل، سواء بشكل مباشر، أو فى أشكال أخرى من الأجبان، وغيرها».. انتصار رئاسى للمواطن، فى معيشته وأسلوب حياته، والمحافظة على صحته، حتى من خلال كوب لبن مطابق للمواصفات.. ويتساوى الغذاء، مع ضرورة العيش فى حياة كريمة.. بمسكن آدمى ومجتمع حضارى، لا تعوزه الكهرباء ولا الماء ولا الغاز، وتمتد وسطه طرق آمنة وصالحة لنقل الإنسان وتحريك البضائع، من مراكز الإنتاج حتى الأسواق.
ومن بورسعيد أيضًا، انطلق المشروع القومى لتطوير القرى المصرية فى إطار مبادرة «حياة كريمة»، حتى إذا ما وصلت مصر إلى عام ٢٠٣٠، تكون لها مكانة كبيرة بين دول العالم، بعد إعادة هيكلة كل القطاعات.. هذا المشروع الذى يشمل ألفًا وخمسمائة قرية، سيتم من خلاله تطوير مراكز كاملة، بالقرى الموجودة وتوابعها من العزب والنجوع والكفور، لكى تكون متطورة بشكل كامل.. «إن شاء الله، هندخل الريف فى خلال ثلاث سنوات، وهنخرج منه حاجة تانية خالص.. مصر تانية».. تطوير لا يتوقف فقط - كما قال الرئيس - على هيئة المجتمعات العمرانية أو وزارة الكهرباء، «إحنا محتاجين إلى حشد كل الطاقة، وليس فقط المجتمع المدنى أو الحكومة، ولكن نحتاج إلى المواطنين أيضًا.. القرى اللى هيتم تطويرها هيكون ليها شكل تانى خالص.. من حيث توفير الصرف الصحى بشكل كامل.. وشبكة طرق كاملة.. وتطوير مياه الشرب.. وفق متطلبات الناس».
تحدٍ صعب، يخوض الرئيس غماره، لإيمانه بحق المواطن فى إقامة ما يوفر له الحياة الكريمة الآمنة، وثقة منه فى المواطن الذى يقف مساندًا للرئيس، فى كل ما يخطوه على أرض مصر.. فلو علمنا أن رفع كفاءة قطاع الكهرباء والطاقة احتاج إلى رقم يتجاوز التريليون جنيه، لأن «المصانع كانت بتقفل بسبب الكهرباء، والمستشفيات كانت بتقول فيه خطورة على حياة الأطفال فى الحضانات.. والنهارده عندنا كهرباء زيادة ونقدر نصدر لدول الجوار كمان»- لأدركنا أن المشوار كان صعبًا للغاية، ولكن مصر سارت فى طريقه، بثقة وثبات.. جنبًا إلى جنب، مع ما نفذته الدولة فى مجال السكة الحديد من مشروعات جديدة، امتدت بهذا القطاع على طول عشرة آلاف كيلو.. ولنا أن ننظر إلى هذا القطاع قبل تطويره.. ولكن الدولة كانت ترى وترصد، وعقدت العزم على التغيير فى بنيته.. تم البدء فى ميكنة وكهربة الخطوط، وتطوير المحطات والمعدات، مثل الجرارات والعربات وغيرها، وكل هذا فى ظروف كورونا، حتى إنه، ومع نهاية ٢٠٢١، وكما أكد الرئيس «لن توجد عربة على السكة الحديد، قديمة».
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.