رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لبسني السلطانية».. مفردات الخداع فى الحارة المصرية

 الحارة المصرية
الحارة المصرية

"هتلبسنى السلطانية".. مثل شعبى يقال فى الحارة المصرية، بقصد التهكم من شخص يريد خداع من أمامه والنصب عليه، وهى تعادل عبارتى هتلبسنى العمة، أو هتأكلنى الأونطة، ويعود أصل مثل هتلبسنى السلطانية قصة طريفة تعد من التراث الشعبى ربما لا تكون واقعية إلا أن لها مغزى.

يحكى أن رجلا فقيرا قالت له زوجته ليس فى بيتنا سمن. وأتت له بالإناء "سلطانية " فخرج بها إلى السمان. فوجد دكانته مغلقة، فركب المركب ليذهب إلى سمان ٱخر فى الجزيرة المجاورة فغرقت المركب بمن فيها لكنه تشبث بقطعة خشب فجرفه التيار إلى جزيرة بعيدة،منعزلة عن العالم لأهلها طقوس غريبة، قبضوا على الرجل وذهبوا به إلى حاكم الجزيرة فوجه له تهمة الجاسوسية فأنكر الرجل التهمة، فقال كبير الجزيرة: لو لم تكن جاسوسا لجئتنا بهدية، فلم يكن مع الفقير سوى السلطانية التى وضعها على رأسه لتحميه من ضرب الحراس فقال: هذه هديتى. فوضعها كبير الجزيرة على رأسه وقال: لقد حولنا حكم الجزيرة إلى مملكه وهذا هو تاج الملك، ثم أمر حراسه أن يعطلوه ملئئها ذهبا وان يعيدوه إلى قريته، فلما عاد الفقير إلى اشترى أراضى وبيوت وعربة حنطور، فتقرب منه أغنى رجال القرية ليعرف سر غناه المفاجئ فحكى له السر.

فقام الغنى ببيع أطيانه واشترى هدايا وتوجه به إلى الجزيرة لكى يغتنم من الملك ما هو أكثر، فلما وصل الجزيرة قبضوا عليه وذهبوا به إلى الملك فقال: أنت جاسوس. فقال الرجل: لست جاسوسا بل صديق جئت ومعى هدايا لك ولزوجاتك وحراسك، فأعجب الملك بالهدايا وظل طوال الليل يفكر كيف يهدى هذا الضيف ما هو أغلى من هديته، وفى الصباح طلب حضوره وقال: لم أجد فى المملكة ما هو أغلى من تاجى كى أهديك إياه. فلما عاد الرجل بخيبة أمل إلى القرية سأله الأول ماذا اعطاك الملك فقال "لبسنى السلطانية " كما ذكرت سالف قد لا تكون القصة حقيقية إلا أنه وحمل دلالات كثيرة.