رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجمعية المصرية للتنوير والأصولية


شنّ الأسبوع الماضى أحد النواب بالبرلمان المصرى هجومًا عنيفًا على الفنانين، ووصفهم بأنهم «يفسدون الأرض»، وطالب بالخصم من أجورهم لصالح أسر الشهداء.
وقال النائب فى تصريحات بالبرلمان المصرى، على خلفية مناقشة مشروع قانون إنشاء صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية: «مش هنسيب كده الفنانين وهما بيسعوا فى الأرض فسادًا من غير ما يدفعوا ضريبة الشهداء».
وعلى إثر هذه التصريحات الأصولية قامت الجمعية المصرية للتنوير بإصدار بيان وقّع عليه عدد كبير من مثقفى مصر ومفكريها وفنانيها، جاء فيه: «المجتمعون بالجمعية المصرية للتنوير وقد هالهم ما تفوّه به أحد نواب البرلمان عن الفن والفنانين، والذى كشف عن العقول المعادية للفن والمعادية للحداثة وللتحضر، تلك العقول التى تدّعى وصايتها على الفضيلة، وتكبّل المجتمع كل يوم بتضييق مستمر على الإبداع، وتعقب للمبدعين، يبدأ بالإهانة ويتعاظم إلى إرهابهم فى ساحات المحاكم، ثم ينتهى بقتلهم معنويًا ودمويًا».
ويرى الموقّعون على البيان «أن مصر فى خطر مستمر ما استمر فكر العداوة للحداثة باقيًا دون رادع، وأن عددًا من مؤسسات الدولة مسئول عما وصل إليه الحال من تردى مساحة فكر الاستنارة، خاصة تحت قبة البرلمان، لأن ما قاله النائب يعد امتدادًا للحملة الممنهجة التى بدأت فى سبعينيات القرن الماضى، لتدمير عظمة الفن المصرى، بهدف إفساح الطريق للغزو المتصحر، الذى عانينا ونعانى منه الأمرّين، الذى خرّب العقول حتى سكنها الفكر الداعشى، الذى كلف الوطن الكثير.. وأن ما قاله النائب هو تكرار جديد لتلك الحملة الهادمة للفنون والفنانين، لذلك نطالب بإحالة النائب إلى لجنة القيم بمجلس النواب، ونهيب بالمجلس الموقر أن يتصدى مستقبلًا لمثل هذه العقول الهدامة، حفاظًا على سلامة الوطن الذى أقسم الجميع على حمايته ورعايته وحفظه.
وحيث إن الفن هو إحدى أدوات التعبير وربما أهمها، والتى كفلها الدستور المصرى فى مادته الخامسة والستين، فإن من واجب مؤسسات الدولة حماية الفن والفنانين من أصحاب الفكر المتزمت، ومدّعى الوصاية، الذين هم بمثابة الفيروس القاتل للفنون.
كما نؤكد ضرورة نشر وتعضيد ثقافة الانفتاح على ثقافات وفنون عديدة، الأمر الذى يسهم فى ارتقاء العقول والدخول فى سباق تقدم الأمم.. والله والوطن من وراء القصد».
فهل سيتحرك التنويريون قبل أن يقضى الأصوليون على الأخضر واليابس؟