رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تلاقى المصالح.. بايدن يعيد رسم سياسة أمريكا مع الخارج

 جو بايدن
جو بايدن


تعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إعادة ضبط علاقات الولايات المتحدة بالكثير من القوى والمنظمات الدولية، بعد التوتر والخلافات التي أوجدها الرئيس السابق دونالد ترامب.

ويسعى بايدن إلى الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة والتقارب حتى مع الدول التي كانت لبلاده خصومات معها قبل مجىء ترامب وبعده، وذلك انطلاقا من مبادئ المدرسة الواقعية في السياسة الأمريكية وفق مقولة "لا توجد صداقة دائمة أو عداوة دائمة ولكن توجد مصالح دائمة"، من أبرز هذه الملفات والدول:

1- اتباع استراتيجية الصبر مع الصين بدلا من المواجهة

خلافا لسلفه ترامب الذي دخل في صدام حاد مع الصين واتباع استراتيجيات الهجوم، أكد البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيسعى للتعامل مع الصين وقضايا العلاقات الأمريكية – الصينية "بصبر".

وكشف المسئولون بإدارة بايدن عن أنهم يرغبون في إجراء مشاورات مع حلفائهم وكذلك مشاورات مع الديمقراطيين والجمهوريين والسماح للوكالات الأمنية والاستخباراتية بالعمل فيما بينها على مراجعة وتقييم كيفية المضي قدما بعلاقات الصين وأمريكا.

وشددت إدارة بايدن على أنها ستعيد النظر في كافة الأمور المتعلقة بالصين، ومن بينها شركات التنكولوجيا الصينية مثل هواوي والتي تعرضت لعقوبات حادة من قبل ترامب.

أما الصين فقد حذر رئيسها شي جين بينغ، من اندلاع حرب باردة جديدة في العالم في حال استمر جو بايدن في سياسة سلفه ترامب، داعيا إلى نهج متعدد الأطراف لحل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن وباء كورونا، وقال إنه لا ينبغي استخدام الوباء كذريعة لعكس اتجاه العولمة لصالح "الانفصال والعزلة".

2- عودة التصالح مع الاتحاد الأوروبي

توترت علاقة ترامب بمعظم دول الاتحاد الأوروبي خاصة خروجه من اتفاق باريس للمناخ وكذلك منظمة الصحة العالمية، إلى جانب فرضه رسوما جمركية على العديد من السلع والمنتجات الأوروبية ووضع قيود على حركة التجارة معها.

وضمن أول تحركات بايدن بعد دخوله البيت الأبيض، تحدث مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون بشأن العديد من هذه القضايا الخاصة بالعلاقات الأوروبية الأمريكية.

وعبر بايدن لماكرون عن رغبته في تقوية العلاقات الأمريكية الفرنسية، كما أكد تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، واتفق الرئيسان على أن أولويات السياسة الخارجية تشمل الصين والشرق الأوسط وروسيا ومنطقة الساحل الأفريقي.

3- التمسك بسياسات التهدئة مع روسيا

وضمن أول خطوة لبايدن مع روسيا، عرض تخفيف حدة التوتر العسكري ووقف سابقات التسلح التي أعادت الى الأذهان أجواء الحرب الباردة.

وأعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين"، الثلاثاء عن اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي، حيث اتفقا خلاله على تمديد معاهدة ستارت الجديدة لنزع السلاح النووي.

وكشف الكرملين عن تبادل البلدان مذكرات دبلوماسية بالموافقة على تمديد الاتفاق النووي لمدة خمس سنوات أخرى والذي كان من المقرر أن ينتهي في بداية فبراير المقبل.

ودخلت اتفاقية ستارت الجديدة (معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية) حيز التنفيذ عام 2011 لوضع ضوابط على مخزونات الأسلحة وتسمح بعمليات التفتيش.

وخلال الاتصال طالب جو بايدن نظيره الروسي بوقف القرصنة الإلكترونية ضد الوكالات الأمريكية، وكذلك بحث مسألة تخصيص موسكو مكافآت لاستهداف القوات الأمريكية في أفغانستان.
4- إعادة ربط التعاون مع حلف الناتو

تعرض حلف شمال الأطلسي "ناتو" لانتقادات حادة من الرئيس السابق ترامب حيث طالب أعضائه بضرورة زيادة إنفاقهم العسكري وأن الولايات المتحدة لن تدافع عن أحد مجانا.

وضمن أول تحركات له تعهد جو بايدن بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع الجماعي لحلف الناتو، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج.

وأكد بايدن لستولتنبرج التزام واشنطن بالتعاطي مع القضايا ذات الأهمية الأمنية لدى دول الحلف، معربا عن نيته التشاور والعمل مع الحلفاء على القضايا الأمنية محل الاهتمام المشترك مثل أفغانستان، والعراق، وروسيا.

وجدد بايدن التزام إدارته بالدفاع المشترك وفق المادة الخامسة من معاهدة الناتو، منوها بالتزامه بتقوية الأمن عبر الأطلسي، فضلا عن التأكيد على أهمية التشاور والإمكانات المشتركة لتقوية الردع ومواجهة التهديدات الجديدة والناشئة، بما فيها التغير المناخي والأمن الصحي العالمي.
5- منع توجهات العزلة مع المكسيك

بعد مرور ساعات من تولي جو بايدن منصب رئيس الولايات المتحدة، وقع أمرا تنفيذيا لوقف أعمال بناء الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، والذي كان واحدا من أبرز مشروعات ترامب والتي لاقت هجوما كبيرا.

وتعليقا على هذا القرار قال الجيش الأمريكي، إن وزارة الدفاع تراجع الأمر لبايدن الذي يدعو إلى وقف البناء، مؤكدا أنه سيتخذ الإجراءات المناسبة وفقًا للأمر التنفيذي، وسينسق أعمالهم مع وزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلي.

وتعليقا على القرار، أكد وزير الخارجية المكسيكي ترحيب بلاده بوقف بناء الجدار الذي كان يسعى للفصل بين الجانبين.