رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نجح بروتوكول العلاج المصري في التصدي لـ كورونا؟ (ملف)

العلاج المصري
العلاج المصري

مع نجاح مصر في تخطي الموجة الثانية لأزمة فيروس كورونا المستجد بتقليل عدد الإصابات، على عكس معظم دول العالم التي تفشى فيها الفيروس بشكل مريب، كان لهذا النجاح أعداءه الذين يسعون  بشتى الطرق لمحاولة هدمه والتشكيك في مجهودات وزارة الصحة والتي تتصدى بكل حزم لهذا الوباء.

وانتشرت شائعات على صفحات التواصل الاجتماعي مفادها أن هناك عجز بأدوية البروتوكولات العلاجية لفيروس كورونا بالمستشفيات الحكومية بمختلف المحافظات، تزامنًا مع الموجة الثانية لفيروس كورونا، وقام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتصدي لهذه الشائعات، موضحًا في تقرير له أن المخزون الاستراتيجي من بروتوكولات العلاج آمن ومُطمئن.

أطباء ومتعافون يوضحون لـ"الدستور" كيف أسهم بروتوكول العلاج المصري المتبع في علاج المصابين بفيروس كورونا خلال الأشهر الماضية، مع تطور مراحل بروتوكول العلاج وفقًا لتطور الفيروس نفسه.

أخصائي بحميات أسوان: كل مرحلة من فيروس كورونا لها بروتوكول علاج خاص بها
قال الدكتور سامح سمير، أخصائي بمستشفى حميات أسوان، إنه لابد من تقسيم فيروس كورونا المستجد إلى مراحل، بمعنى أن بروتوكول العلاج يتم صرفه في المرحلة الخاصة به، فكل مرحلة من تطورات الفيروس لها العلاج الخاص بها، وفي حالة تناول العلاج غير المرتبط بالمرحلة الخاصة به من الممكن أن يؤذي المريض لا أن يفقده.

وأوضح سمير، في تصريح لـ"الدستور" أن الهدف من بروتوكول العلاج الذي يتم الإعلان عنه هو تحسين جهاز المناعة وإعطاء الأدوية المقوية له، مشيرًا إلى أن البعض يتجه لصرف أدوية الكورتيزون للمصابين بالفيروس في حالة ارتفاع درجات الحرارة، وهو خطأ شديد لأنه يسبب خطر زائد ويجعل المريض يفقد سلاح مهم من أسلحته في الأيام الأولى الاصابة بالفيروس.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى وهي أول ثمانية أيام للمصاب يجب أن يكون في راحة تامة، ويتم صرف الفيتامينات والمقويات لتحفيز جهاز المناعة على القيام بدوره مع الغذاء المناسب، أما المرحلة الثانية فهي من 8 إلى 12 أو 15 يوم ونتوقع ما يسمى بعاصفة الجهاز المناعي.

وتابع أنه في هذه الحالة يجب نقل المريض المصاب إلى مستشفى العزل ويتوقف العلاج المنزل مثل المرحلة الأولى، لأن معدل الأكسجين في الجسم يكون ضعيف عن معدله الطبيعي، إلى جانب أن استمرار درجات الحرارة المرتفعة التي لا تستجيب لأي أدوية، ومعدل التنفس يكون مرتفع عن معدله الطبيعي أيضًا وكذلك المقاييس الأخرى لمؤشر الحالة. 

واستكمل سمير أن المرحلة الثالثة وهي من 15 يوما فيما أكثر، وهي الحالة التي يحتاج فيها المريض إلى رعاية مركزة لأنها تكون المرحلة الأكثر صعوبة، لذلك نتمنى ألا يصل المصابين إلى هذه المرحلة الأخيرة من الاصابة بالفيروس، لأنها تكون مرحلة رعاية مركزة وفي حالة وضع المريض انبوبه حنجريه له للتنفس تصبح النتائج المرجوة للاسف ضعيفة في كثير من الحالات وقد تكون كارثية، خاصة إذا كان المريض كبير في السن أو مُصاب بأحد الامراض المزمنة. 

وأكد أن كل مرحلة لها العلاج المناسب لها وبناء عليه يتم الاستعانه به، محذرًا من استعانة مرضى العزل المنزلي بصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في الحصول على بروتوكول العلاج المتبع من وزارة الصحة، موضحًا أن كل مريض ليس مثل غيره من المرضى وكل حالة لا تحتاج إلى نفس البروتوكول الذي يحتاجه مريض أخر. 

وأوضح سمير أن مراحل تطور بروتوكول علاج المصابين بفيروس كورونا شهد تطورات مختلفة وفقًا الإرشادات منظمة الصحة العالمية وكذلك العلاجات التي يتم قياس فعاليتها على المرضى، ففي البداية تم التوصية بعدم الاسراف في استخدام المضادات الحيويه لعلاج المصابين بفيروس كورونا، بحيث يتم التأكد من الاشتباه باصابه المريض بعدوى فيروسية وأيضا بكتيرية. 

وتابع أنه تم الاستعانة بالاسبرين في مرحلة ما من بروتوكول العلاج المتبع في بعض الحالات، وتم اضافه علاج علاج للحساسيه لحساسيه الجلد دمنه البروتوكول، حيث يتم صرفها وفقا لايام محددة وثبت أنها تساهم في الحد من انتشار فيروس كورونا للمصاب به، وكل هذا مرهون بأول ثمان أيام للمصاب.

طبيب عزل: اتبعنا بروتكول الصحة وحدثناه بالمستجدات العالمية وحققنا بهما أعلى معدلات شفاء 
أمير عدنان طبيب بفريق العزل بمستشفى إسنا التخصصي بمحافظة الأقصر، قال إن وزارة الصحة اتبعت مدارس مختلفة في علاج كورونا وبلورتها بما يتناسب مع الأدوية المتوافرة في السوق المصري ووزعته على مستشفيات العزل التي عملت الفرق الطبية بها على اختيار الأدوية  الأكثر أمانًا والأقل تفاعل مع الأدوية الأخرى خاصة مع حالات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة لتكون أقل   في أعراضها الجانبية مما ساهم في إنقاذ حياة الكثيرين منهم شريحة كبيرة من كبار السن الأكثر عرضة للخطر حسب تصريحات منظمة الصحة العالمية.

وأوضح عدنان حققت مستشفى إسنا التخصصي أعلى معدلات شفاء للمصابين وخاصة كبار السن بسبب اتباعها الدقيق لبروتكول العلاج المصري منذ بدء انتشار فيروس كورونا في مارس الماضي، مضيفًا أن وزارة الصحة كانت تحدث البروتكول كل فترة وترسل نشرة بالتحديثات الجديدة المبنية على مدى استجابة المرضى للعلاج في مستشفيات الجمهورية  وما وصلت له الأبحاث الدولية عن الأدوية التي تعالج أعراض المرض بفعالية أكبر وكنا نطبقه فور صدوره.

وتابع فريق العزل بإسنا كان له دور في تطوير بروتكول العلاج المصري وعمم النتائج الإيجابية التي توصل إليها على باقي مستشفيات العزل في  الجمهورية، موضحًا خصصنا جزء من فريق العزل  لمتابعة المستجدات الطبية الدولية، فكان جزء من الفريق مسئول عن قراءة المراجع الطبية الجديدة الخاصة بالحالات الموجودة في الدول التي سجلت أعلى معدلات إصابة ومنها الصين وبعض الدول الأوربية  كألمانيا وإيطاليا وبريطانيا  بالإضافة إلىأمريكا، مستطردًا تتبعنا أيضًا الأدوية الجديدة  التي تعتمدها المستشفيات في هذه الدول وبعد الحصول على المعلومات الكافية، كنا نبحث عن مدى توافر هذه الأدوية في مصر أو بدائلها لضمها لبروتكول العلاج.

وأكد بروتوكول العلاج المصري أثبت نجاحه بمعدلات الشفاء التي حققتها جميع مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية، ونجاح تعاملها مع المرضى خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الذين خرجوا من المستشفيات بعد تعافيها الكامل.

طبيب عزل: تم الاستعانة بادوية مصرية ثبت فعاليتها على المصابين
قال الدكتور أحمد تهامي، طبيب عزل بمستشفى الغردقة، إن بروتوكول العلاج المتبع من قبل وزارة الصحة والسكان لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، يتم الاسترشاد به وفقًا لمنظمة الصحة العالمية للادوية التي تسهم في اخماد الاعراض للمصابين بالفيروس فهذه البروتوكولات ليست علاج نهائي وإنما هدفها اخماض الاعراض المختلفة التي يعاني منها المصاب.

وأوضح تهامي، في تصريح لـ"الدستور"، أنه يتم تعديل بروتوكول العلاج وفقًا لمراحل تطور الفيروس منذ انتشاره وحتى الدخول في الموجة الثانية للفيروس وهي الاشد والأكثر صعوبة، وخاصة بعد أن أصبح يهاجم الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي أيضا ويتسبب بغثيان وقيء للمصاب فتأتي الأدوية لتعالج من هذه الأعراض. 

وتابع أنه يمكن اضافة أدوية البروتوكول العلاج ترى وزارة الصحة أنها تناسب المصابين هنا في مصر، خاصة إذا حققت النتائج المرجوة في اخماد الاعراض التي يعاني منها المصابين بالفيروس، وذلك وفقًا لاحصائية المواد الخاصة بوزارة الصحة، والتي تبين استجابه الحالات لهذه الاحصائية من الأدوية. 

واستكمل أن مراحل البروتوكول العلاجي المتبع تختلف وفقًا لكل حالة فحاليا وزارة الصحة أقرت البروتوكول الرابع  والذي يضم ادويه مختلفة؛ تتماشى مع المصابين الحاليين للموجه الثانية لفيروس كورونا على عكس المصابين في الموجة الأولى للفيروس، وهو ما نجح في المساهمة في شفاء الاف من المصابين والحد من معدلات الخطر قبل هذه الموجة الثانية.

غادة: اعتمدت على بروتكول العلاج المنزلي لشهرين متتابعين
غادة محمد أصيبت بفيروس كورونا في مايو الماضي وظلت تعاني من أعراضه لشهرين متتابعين، قالت في بداية إصابتي بالفيروس لم أكن أعلم أن هناك بروتكول معتمد من وزارة الصحة فبدأت في تناول أدوية البرد المعروفة والموجودة في الصيدليات ولكن دون جدوى فظلت الأعراض تزيد يومًا بعد يوم.

وبعد مرور ما يقرب من شهر قررت التواصل أون لاين مع طبيب تطوع لعلاج المصابين بالفيروس والخاضعين للعزل المنزلي، مشيرة طلب مني مجموعة من التحاليل والآشعة للوقوف على مدى توغل الفيروس في جسدي بعد طول فترة الإصابة، وقرر أن نعتمد على الأدوية الموجودة في بروتوكول العلاج المصري بعد ثبوت وصول الفيروس إلى الرئة وتأثيره الشديد على حركة الزفير بسبب تأخر حصولي على الأدوية المناسبة في بداية الإصابة.

وتابعت تناولت أدوية بروتكول العلاج المصري حتى اختفت الأعراض تمامًا، ولكن الطبيب طلب مني الاستمرار عليها لعدة أيام أخرى  وزيادة دواء السيولة إلى المجموعة، ولكنني توقف من تلقاء نفسي مما أدى إلى عودة  الأعراض بصورة أكثر شدة بعد يومين فقط من توقفي عن تناول البروتكول العلاجي.

غادة استمرت في تناول علاجها لشهرين كاملين واستمرت في تناول الفيتامينات التي يحتويها بروتكول العلاج مع دواء السيولة لمنع تجلطات الرئة  خلال مرحلة التعافي أيضًا كما طلب مني الطبيب الذي يتابع حالتي، موضحة أصبت أنا وزوجي وأبناىي الثلاثة بالفيروس بعد أن انتقلت لزوجي من أحد زملائه في العمل، وتلقينا جمعيًا بروتكول العلاج المنزلي الذي حددته وزارة الصحة وكنا نحدث الأدوية التي نتناولها حسب تحديثات الوزارة لبروتكول العلاج حتى أنهينا فترة التعافي.

سحر: تعافيت بعد شهر ونص في العزل المنزلي وحصلت على بروتكول العلاج من الصيدلية
شهر ونص قضتها سحر مصطفى في العزل المنزلي بعد تأكد إصابتها بفيروس كورونا معتمدة على تناول الأدوية التي حددها بروتكول علاج وزارة الصحة بمساعدة الصيدلي القريب من منزلها، وقالت علمت بإصابتي بالفيروس بعد ثلاثة أيام عشتها في معاناة مع  الصداع الشديد وتكسيرالجسم لأتأكد من الإصابة بعد فقداني لحاستي الشم والتذوق الذي كان العرض الأكيد لإصابتي بالفيروس.

وتابعت اشتركت في كثير من المجموعات التي تم تدشينها على الفيس بوك لمساعدة المصابون بالفيروس الخاضعين للعزل المنزلي وتواصلت مع صيدلي قريب من المنزل والذي كان يوفر لي بروتكول العلاج الذي نصحني به طبيب في أحد جروبات الفيس بوك، مشيرة أغلب الأدوية كانت فيتامينات لتقوية المناعة منها فيتامين سي ود وأوميجا 3 بالإضافة إلى بارستامول لتسكين الصداع، وانتهت الأعراض تمامًا بعد 15 يوم فقط من الإصابة فتوقفت عن استكمال العلاج فعادت لي بعد أيام قليلة.

واستطردت طلب مني الطبيب الالتزام بالعزل المنزلي ل15 يوم إضافية واستمرار تناول الأدوية وبعد شهر ونص شفيت تمامًا من الإصابة دون الحاجة إلى الذهاب إلى عيادة طبيب أو العزل في المستشفى مكتفية فقط ببروتكول العلاج الذي أعلنت عنه وزارة الصحة والمتوافر بجميع الصيدليات ومساعدة بعض الأطباء المتطوعين على الفيس بوك.

ندا محمد: علاجي كان على مرحلتين للجهاز التنفسي أولًا الهضمي ثانيًا 
في أغسطس الماضي أصيبت ندا محمد، بفيروس كورونا المستجد بعد أن أصيب والدها ووالدتها لينتقل إليها الفيروس هي وأختها الكبرى، "بعد إصابة والدي والتزامه بالعزل المنزلي وفقًا لاراشادات الطبيب مع الاستعانة ببروتوكول العلاج المتبع لم نسلم من الفيروس واصيبنا جميعًا"، ولكن اختلفت اصابة كل فرد فيهم عن الأخر.

قالت ندا إن اصابتها بالفيروس كانت في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، وفي البداية تم الاعتماد على بروتوكول العلاج المتبع وفقا لوزارة الصحة؛ لعلاج أعراض الجهاز التنفسي أولًا لأنها الأخطر كما وصف لها الطبيب، ثم علاج أعراض الجهاز الهضمي، بحيث استمرت على هذه الأدوية لما يقرب من الشهر حتى استطاعت التقاط أنفاسها مرة أخرى.

وتابعت ندا أنها استمرت على هذا البروتوكول المتبع الذي كتبه لها الطبيب اعتمادًا على البروتوكول المكتوب من وزارة الصحة والسكان، إلى أن بدأت تشعر بتحسن بعد مرور أكثر من شهر تقريبًا، وكانت الأدوية في أغلبها مقويات وفيتامينات ومحافزات للاعصاب، وتناول الغذاء الذي يحتوي على كافة العناصر الغذائية والعصائر الطبيعية.

واستكملت أنها مع الالتزام بالعزل المنزلي لها ولافراد أسرتها فيما عدى اختها التي احتاجت إلى رعاية مركزة فتم نقلها إلى مشفى عزل لمدة 4 أيام وخرجت في اليوم الخامس، حيث احتاجت إلى جلسات أكسجين لأنه كان يصل إلى 70 فقط، وتم إضافة علاج للقلب وفقا لبروتوكول العلاج المصري لأن نبضات قلبها كان يقف من وقت لأخر.