رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس «حلوان للأسمدة»: مصنع ضخم فى السخنة باستثمارات 1.5 مليار دولار

حسن عبدالعليم
حسن عبدالعليم



كشف المهندس حسن عبدالعليم، رئيس مجلس إدارة شركة حلوان للأسمدة، عن دخول الشركة شريكًا مع ٣ شركات أخرى، لإقامة مصنع ضخم بمنطقة العين السخنة باستثمارات مبدئية تقدر بنحو مليار و٥٠٠ مليون دولار. وقال «عبدالعليم» لـ«الدستور»: نسعى بقوة نحو التحوّل الرقمى داخل إدارات الشركة لمواكبة الطفرة التكنولوجية فى العالم وسيتم إنشاء مصنع ميثانول لإنتاج مليون و٤٠٠ طن أمونيا سنويًا بالمرحلة الأولى، وسيكون فى العين السخنة على مساحة ١.٦ مليون متر مربع باستثمارات مليار و٥٠٠ مليون دولار.
أشار المهندس «عبدالعليم» إلى أن خطة المصنع تتضمن فى مرحلته الثانية تصنيع مواد داخلة فى صناعة البتروكيماويات، مؤكدًا أنه، حتى الآن، لم يتم الاستقرار على دخول أى مستثمر أجنبى، وهناك ٣ مساهمين رئيسيين، وحصة حلوان للأسمدة تبلغ ٢٥٪.
وأضاف: «أتمنى من الحكومة مساعدتنا على تخفيض سعر الغاز لمساندة المصانع المصرية على المنافسة فى الأسواق الخارجية، نحن ندفع ٧ ملايين دولار كل شهر للغاز، ولهذا أصر مصنعو ومنتجو الأسمدة بمصر على عقد عدة اجتماعات وجلسات عديدة مع المسئولين المهتمين بملف الغاز فى الحكومة لحل تلك المشكلة».
وأكد رئيس «حلوان للأسمدة» أنه منذ توليه المسئولية وهو يعمل على مشروع لهيكلة الشركة بهدف زيادة الإنتاجية وتعظيم دورها فى الاقتصاد القومى، مشيرًا إلى أنه تم شراء قطع غيار ومعدات للمصنع، وإحداث نتائج جيدة وإيجابية وتم رفع قيمة الشركة.
وتابع: «فى السنة الأولى التى توليت فيها حققت الشركة ٢٥.٥ مليون دولار، والسنة الثانية حققت أكثر من ٣٦ مليون دولار، وفى عام ٢٠١٩ حققت الشركة ٤٦.٧ مليون دولار بزيادة ١٩٪، وعام ٢٠٢٠ كنا متوقعين انخفاضًا بسبب ظروف وباء كورونا ومشكلات النقل العالمية، ولكن بفضل الله جاءت النتائج عكس ما توقعنا وحققنا حوالى ٤٨ مليون دولار رغم المصاريف وانخفاض سعر اليوريا».
وأشار إلى أن سبب تحقيق معدلات إنتاج عالية هو استقرار إمدادات الغاز ورغبة العاملين فى تحقيق أعلى إنتاجية بعد عمل «عمرة» كبيرة وتحديث خطوط الإنتاج.
وأكد أن الشركة تنتج ١٢٠٠ طن يوميًا من الأمونيا معظمها يتحول إلى يوريا، وبالتالى يتم إنتاج ١٩٢٥ طنًا من اليوريا يوميًا، مشيرًا إلى أن الإنتاج يتم توزيعه على وزارة الزراعة بكميات تصل إلى ٨٠٠ طن يوريا يوميًا، لدعم الفلاح المصرى بسعر يكاد يكون سعر التكلفة، والباقى يتم تصديره للخارج، لأن المنتج المصرى مطلوب فى كل دول العالم، متابعًا: «٩٨٪ من مساهمى الشركة عبارة عن شركات وبنوك ومؤسسات مصرية خالصة».
وواصل: «قديمًا كانت مصر من الدول المستوردة للأسمدة، والآن أصبحت من أكبر الدول المصدرة، وموقفنا جيد جدًا بالنسبة لتلك الصناعة، فقارة إفريقيا بها مصانع قليلة جدًا تنتج الأسمدة، فهناك مصنع صغير فى ليبيا ومصنعان فى كل من الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا».
وقال رئيس حلوان للأسمدة، إن «الغاز الطبيعى هو أساس صناعة الأسمدة، ويمثل ٧٥٪ من صناعة سماد النترات، و٦٢٪ من صناعة سماد اليوريا، ومصر بها ٨ مصانع تنتج سماد اليوريا، ويصل حجم إنتاجها السنوى أكثر من ٧ ملايين طن، تستهلك السوق المحلية منها ٣ ملايين، والباقى يتم تصديره للخارج، وصادرات الأسمدة تحقق لمصر ما بين ٤ و٥ مليارات دولار سنويًا».
وأكد «عبدالعليم» أن كل شركات الأسمدة المصرية ترحب بتصدير منتجاتها إلى دول إفريقيا، وفى أواخر شهر ديسمبر الماضى تم تصدير ٥٠ ألف طن إلى إثيوبيا، ونصدر بشكل مستمر إلى السودان، وخلال الفترة المقبلة نستهدف زيادة الصادرات إلى السوق السودانية.
وأضاف: «فى الفترة الأخيرة صدرنا طلبية قدرها ٥٠ ألف طن من الأسمدة إلى إثيوبيا وهو رقم غير مسبوق، ولكن المشكلة التى تعرقل التوسع فى التصدير لإفريقيا هو أن أغلب دول القارة لا تمتلك موانئ مجهزة لاستقبال ما يتم تصديره إليها، لدرجة أن المركب التى تحمل ١٠ آلاف طن أسمدة تنتظر فى الميناء هناك أكثر من شهر كامل حتى يتم الانتهاء من تفريغ كامل حمولتها».
وتابع: «كما صدّرنا ٢٦.٢٥ طن معبأ إلى دولة بنجلاديش، وهى من المرات القليلة التى يتم فيها التصدير بهذا الشكل، إضافة إلى تصدير ٥٠ ألف طن من الأسمدة إلى دولة الهند، ومثل هذه الصفقات أدى إلى وجود صدى قوى لمنتج الشركة فى العالم خاصة فى دول آسيا، ونتفاوض حاليًا مع عدد من الشركات الآسيوية وغيرها للتوريد لها».
وأشار «عبدالعليم» إلى أن صناعة البتروكيماويات والأسمدة فى العالم هى صناعة استراتيجية، تعتمد اقتصاديات بعض الدول عليها بشكل كامل، ويكفى أن نعلم أن كوريا الجنوبية تحقق ٤٠٠ مليار دولار من صناعة البتروكيماويات رغم أنها لا تمتلك غازًا طبيعيًا أساسًا».
وتابع: «للأسف أيضًا جزء من الغاز الطبيعى يتم تصديره كخام، وهو ما يمثل خسارة كبيرة أيضًا، فسعر تصدير المليون وحدة حرارية من الغاز يتراوح بين ٣ و٤ دولارات، بينما استخدامها فى صناعة الأسمدة يحقق قيمة مضافة تتراوح بين ٨.٨ و٢٠.٨ دولار»
واستطرد: «مصر تمتلك جميع المقومات التى تؤهلها لتكون دولة عظمى، وحاليًا تخطو خطوات كبيرة لتحقيق نهضة شاملة، ولهذا يتوقع عدد كبير من الخبراء فى العالم أن تلحق بمصاف الدول العظمى خلال سنوات قليلة».
ودعا «عبدالعليم» إلى مواجهة مافيا الأسمدة، قائلًا: «هناك مافيا تتلاعب بمنظومة دعم الأسمدة وتمنع وصولها للفلاحين، فشركات الأسمدة تقدم لوزارة الزراعة ١٠ آلاف طن أسمدة يوميًا، ولكن جزءًا من تلك الأسمدة يتم تسريبه وبيعه فى السوق الحرة».
وتابع: «حجم الإنتاج العالمى من اليوريا يبلغ ٢٦٧ مليون طن، فيما يبلغ حجم الطلب عليها ٢٣٧ مليون طن، ونظرًا لزيادة العرض عن الطلب شهدت أسعار الأسمدة تراجعًا واضحًا».
ونفى «عبدالعليم» أن تكون صناعة الأسمدة ملوثة للبيئة، قائلًا: «جميع المصانع يلتزم بالاشتراطات البيئية، وكل ما قيل بأنها تلوث البيئة مجرد شائعات غير صحيحة»، متمنيًا أن يكون فى مصر ١٠٠ مصنع سماد.
وقال: «مصانع الأسمدة منتشرة فى العالم بشكل كبير، والصين تنتج وحدها ٣٣٪ من نترات الأمونيا فى العالم رغم عدم وجود غاز طبيعى بها، و٨٥٪ من تلك النترات تُستخدم فى صناعة الأسمدة، بينما تنتج دول الاتحاد السوفيتى السابق ١٤٪، وأمريكا وكندا ١٠٪، ودول جنوب آسيا ١٧٪ وأوروبا الغربية ٦٪ وأمريكا الجنوبية ٦٪».
وعن الدور الاجتماعى، أضاف: «وزعنا ٢٥٠٠ لحاف فايبر على الجمعيات الخيرية والكنائس والمستشفيات المحيطة بالشركة بمركزى الصف والتبين، وسلمنا ٢٥ أسطوانة أكسجين للجمعيات الخيرية فى المناطق المحيطة بالشركة لتوفيرها للمصابين بفيروس كورونا المستجد الموجودين فى العزل المنزلى».
وأشار إلى أنه تم توفير المستلزمات الطبية والمطهرات للمستشفيات المحيطة بالشركة، موضحًا أن التصدى لفيروس «كورونا» ليس مسئولية الحكومة وحدها، بل هو واجب شرعى ووطنى وإنسانى على الجميع، سواء شركات أو أفراد أو مؤسسات مجتمع مدنى أو غيرها.
وتابع: «نوزع أكثر من ٢٠٠٠ وجبة كل شهر على الجمعيات الخيرية المشهرة رسميًا بكل من الصف والتبين والمعصرة، إضافة إلى سداد المصروفات المدرسية لـ١٨٠٠ طالب فى أكثر من ١٠ مدارس للطلاب غير المقتدرين ماديًا بإدارتى الصف التعليمية بجنوب الجيزة والتبين التعليمية بجنوب القاهرة».
وأكد «عبدالعليم» أن الشركة تبرعت بـ٥٠٠ مقعد مدرسى و٣٠ مروحة و٢٠ كرسيًا على عدد من المدارس المجاورة بمركزى الصف والتبين لدعم العملية التعليمية، مشيدًا بجهود العاملين فى «حلوان للأسمدة» وحرصهم على زيادة الإنتاج وأن تصبح الشركة فى مستوى أحسن وأفضل بكثير عن الماضى.
وأضاف: «نتيجة لتطور أعمال الشركة حصل العمال على كامل حقوقهم، ومن بينها مشروع علاج على أعلى مستوى، بالإضافة إلى رفع وزيادة الأجور من خلال زيادة الحوافز من ١٠٠٪ إلى ١٢٠٪ بدل الوردية، وتغيير شركة النقل إلى شركة أحدث، وكل هذا أعطى أريحية كبيرة للعاملين».
وعلق «عبدالعليم» على الأوضاع داخل نقابة مهندسى السويس بعد تعيينه أمينًا عامًا للنقابة، قائلًا: تم تطوير مبنى النقابة وإنشاء مبنى جديد بطراز فخم جدًا، والمبنى يقع فى مكان استراتيجى على أول طريق بورتوفيق، وأشاد به محافظ السويس ووعدنا بتطوير الشارع حتى يليق بالمبنى الضخم، وواجهتنا ظروف كثيرة جدًا، لذلك تأخرنا فى تدشين مبنى النقابة.
وعن قانون النقابة الجديد، اختتم: «القانون داخل لجنة الإسكان بالبرلمان، وستكون فيه مواد تنظيمية للانتخابات، وأخرى متعلقة بالإيرادات، فمعاش المهندس ضئيل جدًا يبلغ ٨٠٠ جنيه فقط، ونعمل على زيادته».