رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خط الدفاع الأول.. مديرو مستشفيات الحميات: تحولنا لنقاط بحثية عن كورونا

مستشفيات الحميات
مستشفيات الحميات

- مدير حميات بنها: مشرف جامعي لكل مستشفى.. وكورونا على رأس الأبحاث.

- مدير حميات إمبابة: المشرفون على الأبحاث لديهم خبرة كافية لكثر من 25 عاما.

- نائب مدير حميات أسوان: نرسل الدراسات الملاحظية للجنة العلمية أولا بأول.

- مدير حميات سوهاج السابق: بفضل الأبحاث سجلنا أقل إصابات.


تسعى وزارة الصحة والسكان جاهدة في الفترة الأخيرة من جائحة فيروس كورونا المستجد، إلى تنفيذ العديد من المشروعات الفعالة التي تعود بالإفادة للمواطن المصري، وكان على رأس تلك المشروعات تحويل مستشفيات الحميات والصدر إلى نقاط بحثية، يُعتمد عليها في تحليل الوضع الطبي للفيروس، والخروج بنتائج تفيد الأطباء في دراسة الوضع جيدًا وكيفية التعامل معه.

وأعلنت الوزارة قبل أيام قليلة عن جهود اللجنة العلمية في إصدار بروتوكولات علاج بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والتي ركزت على مستشفيات الحميات والصدر في المقام الأول، كونها خط الدفاع الأول، فقد تم تدريب 352 طبيبًا من جميع مستشفيات الحميات في مصر على بروتوكول علاج فيروس كورونا، وأسس مكافحة العدوى وأسس البحث العلمي والتسجيل الطبي ومبادئ الجودة.

و تواصلت "الدستور" في هذا الملف مع عدد من مديري مستشفيات الحميات والصدر في مصر، لتوضيح ما تم تنفيذه حتى وقتنا هذا حول الأمر، وكيف تحولت هذه المستشفيات إلى نقاط بحثية، يُستخرج من خلالها أبحاث ذات أهمية كبرى لها علاقة بوضع فيروس كورونا في مصر، وفعالية اللقاحات المستخدمة لعلاجه.

مدير حميات بنها: كل مستشفى ستعمل على عدد من الأبحاث

في البداية تحدثنا مع الدكتور محمد يوسف، مدير مستشفى حميات بنها، والذي أوضح أن إدارة مستشفيات الحميات قد أرسلت لهم بيانًا مؤخرًا، تطالبهم من خلاله باختيار منسق للمستشفى، وحضوره الاجتماع الذي سيقررون عقده في الفترة المقبلة داخل المعهد القومي للتدريب، لتوزيع الأبحاث التي سيعملون عليها داخل المستشفيات بشأن فيروس كورونا.

و قال "يوسف" خلال حديثه مع "الدستور"، "كل مستشفى هتشتغل على بحث أو اتنين، وتبلغ بيهم وزارة الصحة"، مشيرا إلى أن الوزارة نسقت مع المستشفيات بشأن تحويلها لنقاط بحثية حول الأمراض الجديدة وبالأخص فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن التخصصات المسئولة عن الأمر شملت أطباء الباطنة والحميات والصدر، آملين جميعهم أن يشكل هذا القرار فارق كبير في وضع الجائحة في مصر.

و أضاف: "قررت وزارة الصحة تعيين مشرف جامعي لكل مستشفى، حتى يطلع على جميع الأبحاث التي سيتم إصدارها بشكل فوري، ويراجعها كونه مختصا في الأعمال النظرية ويعيد تقييمها مقارنة بالأبحاث التي تم تنفيذها في المستشفيات الأخرى".

و اختتم "يوسف" حديثه مشيرًا إلى ضرورة تواجد الباحث الجامعي داخل المستشفى، لأنه في حالة اكتشاف لقاح ضد فيروس كورونا، يمكنه التوصل سريعًا إلى نتائجه في حين العمل عليه داخل المستشفيات الأخرى، لذا سيتمكن من مقارنة النتائج مع بعضها سواء كانت متضاربة أو متشابهة، ويتم تحديد طرق التنفيذ على أساسه.

- مدير حميات إمبابة: تحليل ودراسات وراء التحديث المستمر للبروتوكول المصري

توجهنا بعد ذلك إلى مستشفى حميات إمبابة، وتواصلنا مع الدكتور سمير عنتر، مدير المستشفى، والذي أوضح في حديثه لـ"الدستور" أن التحديث المستمر لبروتوكول العلاج المصري، والذي كان له أثر كبير في زيادة معدلات الشفاء، جاء نتيجة الأبحاث العلمية التي تقوم بها مستشفيات الحميات باستمرار على المصابين من خلال تحليل بياناتهم بعد إجراء تسجيل هذه البيانات بشكل إلكتروني من حيث التاريخ المرضي والأعراض، وخلافه فيتم ملاحظة مدى اختلاف أعراض المرض عند كل من فئات المرضى من أطفال وأصحاب أمراض مزمنة وحوامل وغيرهم.

و تابع " عنتر": "وكذلك من حيث تقسيمهم حسب حالتهم الصحية كانت بسيطة، أو متوسطة، أو شديدة، ووضع بروتوكول خاص لكل تصنيف منهم، مع التحليل المستمر لمدى استجابتهم للعلاج بالإضافة إلى خصائصهم المرتبطة بنسب الشفاء والأعراض المصاحبة حسب الشهور، وكذلك ربط الحالات المتشابهة ببعض،ثم كتابة تلك الملاحظات، ورفعها إلى اللجنة العلمية بوزارة الصحة التي بدورها تعمل على التحليل الدوري للبيانات بمنهجية وأسلوب علمي لدعم اتخاذ القرار المبني على دليل علمي، ومن ثم القيام بالتحديث المناسب للبروتوكول حسب طبيعة الحالات.

ولم يغفل مدير حميات إمبابة، أهمية تدريب وزارة الصحة لأطباء مستشفيات الحميات والصدر والعزل على أسس الرعاية المركزة، والتنفس الصناعي، وأسس مكافحة العدوى، وكذلك التفاعلات الدوائية لأدوية البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا، بالإضافة إلى تدريبهم، على أساسيات البحث العلمي والتحليل الإحصائي وأسس الكتابة البحثية، والذي كان له الأثر في الوصول إلى نتائج بحثية دقيقة، وذلك من أجل التمهيد لإنشاء قسم بحث علمي بشكل رسمي بجميع مستشفيات الحميات

ولفت كذلك في ختام حديثه إلى دور لجنة أخلاقيات البحث العلمي والتي يعد من وظائفها مراجعة مقترحات الأبحاث ودراستها من الناحية العلمية والأخلاقية، في الوصول لأفضل النتائج الطبية، مع مراعاة الأخلاقيات والمبادئ التي هي من أساسيات تعامل الطبيب مع أي مريض، وأكد مدير مستشفى الحميات على دور البحث العلمي المستمر والتحليل الدوري للبيانات بمنهجية وأسلوب علمي لدعم اتخاذ القرار المبني على دليل، من أجل الوصول إلى علاج لهذا الفيروس المستجد بشكل سريع.

نائب مدير حميات امبابة: المشرفون على الأبحاث لديهم خبرة كافية منذ 25 عام

وبالحديث مع نائب مدير مستشفى حميات امبابة، الدكتور ماهر الجارحي، أكد أن الأطباء المشرفين على الأبحاث العلمية مختصين في أمراض جهاز هضمي وكبد، وحاصلين أيضًا على دكتوراه من الجامعة نتيجة لدرايتهم الكاملة في المجال الطبي على مدار 25 عام، بسبب التعامل المستمر مع المرضى داخل المستشفيات.

و استكمل "الجارحي" حديثه مع "الدستور"، موضحًا أن عمل الأطباء الباحثين يقوم على دراسة المرض الذي نواجهه، وتحليله جيدًا ثم عرضه على استشاريين مهمتهم هي البحث المستمر حول الأمر، ثم يقاس كل هذا على المرضى داخل المستشفيات، والمضاعفات التي يتعرضون لها خلال مرحلة العلاج، واللقاح الذي تستجيب حالتهم له.

و أشار أيضًا إلى ضرورة مراجعة تقارير المرضى بشكل كامل، من قبل الأطقم الطبية المشرفة على الأبحاث، والذين يملكون خبرة كافية للتعامل مع الأمر، والمشاركة في الأبحاث، كما أكد على أهمية توافر هذه الأبحاث العلمية داخل جميع المستشفيات في هذه الفترة التي تشهد الجائحة، حتى نستفيد منها عن طريق نتائج الأدوية، وتحليل فعالية اللقاح المناسب لكورونا بالتنسيق معوزارة الصحة.

- مدير مستشفى سوهاج السابق: بفضل الأبحاث سجلنا أقل إصابات

أوضح الدكتور عمرو الرشيدي، مدير مستشفى حميات سوهاج السابق، أن المستشفى تحول مع انتشار الموجة الثانية لفيروس كورونا وزيادة معدل الإصابات به إلى مركز أبحاث علمية، وهو من شأنه القيام بالعديد من الأبحاث لاكتشاف علاقة فيروس كورونا بمتغيرات كثيرة تطرأ على المريض، وكيف أنه من خلال ملاحظة هذه التغيرات يسهل اكتشاف المرض سريعا، مما يسهم في زيادة معدلات الشفاء منه.

وأشار " الرشيدي"، إلى أن إحدى هذه الأبحاث التي تبنتها المستشفى، بحث يؤكد وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد والتغير في شكل وتكوين دموع العين، مؤكدا أن تلك الورقة البحثية نالت اسستحسانا في العديد من دول العالم، وتم نشر هذه الدراسة المعتمدة في احدى الصحف الطبية العالمية الشهيرة، وتم تطبيقها بالفعل على المرضى واكتشاف فاعليتها في تشخيص فيروس كورونا.

و تابع أنه بالإضافة إلى ذلك أكدت تجارب وأبحاث فريق الأطباء المتخصصين بمستشفى حميات سوهاج، فاعلية استخدام عسل النحل مع حبة البركة لمواجهة الإصابة بفيروس كورونا، والمساعدة الكبيرة على الشفاء منه من خلال تقويته لجهاز المناعة، وشارك في هذا البحث مع فريق الاطباء المصريين من المستشفى عددا من أطباء أخرين من دول مثل السعودية وباكستان.

ولفت إلى أن التحاليل المختلفة التي اجريت على مرضى كورونا الذين اعتادوا تناول عسل النحل مع حبة البركة أثبتت انهم يعانون من أعراض الفيروس بصورة أقل بكثير، من معاناة غيرهم ممن لا يتناولون هذا الخليط وهو ما يؤكد صحة الدراسة التي قامت بها المستشفى، الأمر الذي جعل ضمن البرنامج الغذائي الذي تقدمه المستشفى لمريض فيروس كورونا ذلك الخليط الطبيعي للمساعدة في سرعة الشفاء، وهو ما بالفعل كان له تأثيرا إيجابيا على تعافي الكثير من المرضى.

و استكمل حديثه موضحا أن دراسة أخرى قامت بها المستشفى ضمن الأبحاث العلمية التي تقدمها في مواجهة هذا الفيروس الجديد مجهول الهوية كورونا، وهي دراسة تفيد بإمكانية استخدام تحليل البول للكشف عن الإصابة بالفيروس، بدلا من استخدام المسحات.

‏ والمفاجأة التي أشار إليها دكتور عمرو أن صاحب هذه الفكرة هما طالبتين في المرحلة الثانوية، اللتين تقدما بفكرتهما إلى نادي العلوم بسوهاج، والذي تبنى بالفعل الفكرة لكونها تتفق مع الفرائض العلمية والمنطقية ليتعاون حاليا أطباء مستشفى حميات سوهاج مع نادي العلوم، لإثبات نتائج هذه الدراسة واعتمادها.‏

‏وأكد مدير مستشفى حميات سوهاج السابق أنه في حال أثبت صحة هذه الدراسة فإن ذلك سيمثل طفرة كبيرة في مجال تشخيص ومن ثم علاج فيروس كورونا، إذ أن اكتشاف الفيروس من خلال تحليل البول سيعمل على توفير مبالغ طائلة للدولة،نظرا لأن تحليل البول يعد زهيد الثمن وفي كثير من الأحيان لا ثمن له، أما تكلفة مسحة كورونا فهي تتعدى الألف جنيه للمسحة الواحدة، الأمر الذي يجعل تحليل البول لاكتشاف كورونا سببا في زيادة معدل الكشف على المواطنين ومن ثم التشخيص، وبالتالي سرعة اكتشاف المرض، ونتيجة طبيعية لذلك سيكون لهذا الأثر في زيادة معدل الشفاء بين المصابين.

وأوضح "الرشيدي" في ختام حديثه أنه بفضل هذه الأبحاث العلمية التي يجريها فريق كامل من الأطباء والباحثين أصبحت محافظة سوهاج من أقل المحافظات المسجلة لحالات فيروس كورونا، وذلك على الرغم مما تعانيه من ضعف الإمكانات.


- نائب مدير مستشفى أسوان: نرسل الدراسات الملاحظية للجنة العلمية أول بأول

الدكتورة أميمة عبد الحميد،نائب مدير مستشفى حميات أسوان، أوضحت لـ "الدستور" أن المستشفى تتعامل مع المرضى بصورة حرفية من خلال تدريب جميع العاملين من أطباء وفريق التمريض على الطرق المثلى للتعامل مع مريض فيروس كورونا، دون تعريض حياته او حياة المحيطين به للخطر، ويتم ذلك من خلال عمل الدورات التدريبية المختلفة لهم بشكل مستمر.


وأكدت نائب مدير مستشفى حميات أسوان، أن المستشفى تعمل في ذات الوقت على الدراسات الملاحظية التي تتم من خلال المتابعة الدقيقة لكل مريض على حدى، وقياس كافة الأعراض التي يعاني منها مع حالته الصحية وتاريخه المرضي واختلاف ذلك من مريض لآخر، وبالتالي إرسال الملاحظات العلمية الدقيقة إلى اللجنة العلمية بوزارة الصحة بالقاهرة، لاعتماد النتائج النهائية بناء على هذه الدراسات الملاحظية، والتي على سبيل المثال تسببت في خرزج البروتوكول المصري إلى النور، بمنأى عن بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، وذلك لكون بروتوكول منظمة الصحة العالمية حمل الكثير من الأخطاء في الوقت الذي أثبت البروتوكول المصري فاعليته، ليرجع الفضل في الأبحاث العلمية المستمرة بتعاون بعض المستشفيات مع اللجنة العلمية بوزارة الصحة في ذلك.

وأشارت نائب مدير مستشفيات حميات أسوان إلى إحدى الدراسات الملاحظية التي أرسلها أطباء مستشفى حميات أسوان إلى اللجنة العلمية بوزارة الصحة بالقاهرة تعزيزا لدور البحث العلمي، والتي تضمن تسجيل عدد من المرضى سلبية تحليل كورونا على الرغم من تطابق مقطعيات الأشعة لهم على منطقة الصدر، مع تطابق شكواهم التي ترجح الإصابة بفيروس كورونا، لتأتي تعليمات اللجنة العلمية بوزارة الصحة بضرورة إجراء مسحة أخرى لهؤلاء المرضى ولكنها مسحة لاكتشاف الأنفلونزا الموسمية، والتي بالفعل تنجح في تشخيص حالاتهم بكونها حالة انفلونزا موسمية وليس فيروس كورونا، وبالتالي تم إعطائهم اللقاح المتوافر للأنفلونزا الموسمية، وبالتالي يتم البعد بالمرضى عن التخبط في تناول علاجات مختلفة قد تكون ضارة بهم، ولا تتناسب مع حالاتهم الصحية.