رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوم الأبطال.. أهالى شهداء الشرطة فى عيدهم الـ٦٩: الدولة أعادت حق أبنائنا بالانتصار على الإرهاب

يوم الأبطال
يوم الأبطال

إعداد: زينب صبحى - كمال عبدالرحمن - حسن الهتهوتى - مصطفى دياب - أريج الجيار - أحمد التمساح - نور أيمن - إيناس سعيد - سمر محمدين - نادية عبدالبارى - ميرفت فهمى



تحل الذكرى الـ٦٩ لاحتفالات «عيد الشرطة» اليوم، الذى يوافق ٢٥ يناير من كل عام، لتُذكّر جميع المصريين بما قدمه رجال هذا الجهاز العريق من جهود وتضحيات فى سبيل الوطن، وصلت إلى حد التضحية بأرواحهم، حتى ينعم المصريون بالأمان.
وتأتى الذكرى الـ٦٩ لـ«عيد الشرطة» هذا العام بالتزامن مع نجاحات كبيرة حققتها الدولة فى مجال محاربة الإرهاب، وهو ما أعاد إلى الشهداء جزءًا من حقوقهم التى لا يوفيها أى نفيس، فلا مقابل يساوى شيئًا أمام التضحية بالروح وبذل النفس فى سبيل الوطن.
«الدستور» تحاور فى السطور التالية عددًا من أهالى وأصدقاء شهداء الشرطة، احتفاءً بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مصرى، لإطلاع الأجيال الجديدة على قصص هؤلاء الأبطال، وما قدموه من تضحية فى سبيل الوطن.
والدة محمد جودة: كان ينفق راتبه فى مساعدة المحتاجين سرًا.. ومات فى فض «اعتصام رابعة» الإرهابى
منذ تخرجه فى كلية الشرطة عام ٢٠١٠، امتلك النقيب محمد جودة طموحًا كبيرًا، واجتهد فى كل التدريبات المطلوبة منه لرفع كفاءته والسعى وراء مرتبة أفضل فى مهمته الوطنية، حتى نال الشهادة أثناء فض اعتصام «رابعة» فى عام ٢٠١٣، كأول شهيد يسقط فى فض الاعتصام.
وقالت والدة الشهيد «جودة» إن ابنها لم يترك كتيبته فى أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، وظل بها مُدافعًا عنها، وبعد تخرجه بـ٣ سنين فقط قتلوه فى ٢٠١٣، كان وقتها «ملازم أول»، وبعد استشهاده نال رتبة استثنائية هى «النقيب».
ووصفت الشهيد بأنه كان سندًا لأشقائه، لذا ظل أخوه الكبير يردد بعد استشهاده: «راح سندى فى الدنيا»، مشيرة إلى أنه كان محبوبًا من الجميع، فى قريته «الشيخ مصلح» التابعة لمدينة «الخانكة» فى القليوبية، حيث وُلد وتربى.
وكشفت عن أن راتب ابنها كان لا يكفيه حتى نهاية الشهر، فكانت تقول له: «مرتبك بيروح فين يا ابنى؟»، فيرد: «خلاص خلِص يا ماما»، لتكتشف بعد وفاته أنه خصص مبالغ ثابتة لمساعدة أشخاص غير قادرين فى السر، مختتمة: «فى كل ذكرى لاستشهاده، أقضى يومى فى قراءة القرآن داخل المنزل، ثم أزور رفقة العائلة مقبرة الشهيد التى تقع قريبًا من منزلنا».
ووجهت رسالة إلى رجال الشرطة المصرية فى عيدهم، قائلة: «ربنا يزيدهم ويجعلهم أمنًا وأمانًا لنا دائمًا وحماة للوطن، فمصر لم تكن لتقف من جديد لولا دماء شهدائها من أبناء الجيش والشرطة».
وأضافت: «الحمد لله أننا بخير وأبناءنا بخير ومصر بخير، وتبقى زى ما الرئيس عبدالفتاح السيسى قال (قد الدنيا)، وتصبح أفضل دولة فى العالم بتضحية أولادنا»، داعية الله أن يلهمها الصبر هى وكل أمهات الشهداء وأسرهم وذويهم على التضحية الغالية فى فقد أولادهم، وأن ينتقم من الذين يحاولون تخريب البلد وقتل أبناء المصريين فى الجيش والشرطة.
وتمنت والدة الشهيد أن تلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووجهت له من خلال «الدستور» رسالة قالت فيها: «بدعيله ربنا يديله الصحة وطولة العمر والعافية، لأننا كنا هنبقى عبيد تجار الدين، يبيعوا ويشتروا فينا، لولا هو اللى نجانا ودافع عنا وحمى مصر».

صديق أحمد حجازى: كان بارًا بوالديه ومقربًا من أبناء قريته

تذكر أحد أصدقاء النقيب أحمد حجازى، الذى استشهد رفقة ١٠ مجندين فى انفجار لغم أرضى أثناء مرورهم بمدرعة لتفقد طريق «الشيخ زويد- رفح» فى شمال سيناء، يوم ٢ سبتمبر ٢٠١٤- كيف كان الشهيد بارًا بوالديه وأهله، مشيرًا إلى أن الجميع ما زال يتذكره رغم مرور ٦ أعوام على رحيله.
وأضاف صديق النقيب «حجازى»: «الجميع من أسرة وأصدقاء شهيد الواجب يحرصون على إحياء ذكراه فى كل عام، عبر الدعاء له بالرحمة، ومطالبة الجميع بالسير على خطاه فى التضحية بالروح والدم للحفاظ على الوطن».
وأشار إلى أن البطل الراحل كان دائم التردد على قريته، ويشارك جميع أبنائها أفراحهم وأحزانهم، خلال الإجازات التى يحصل عليها من فترة إلى أخرى، وكان مقربًا منهم جميعًا، مشددًا على أن مصر ستظل تسترجع حقه بالتصدى الحازم لكل أشكال الإرهاب.

والد هشام شتا: لما هشوفه فى الآخرة هقوله «فخور بيك»
عبّر والد الشهيد هشام شتا عن فخره الكبير بابنه، الذى كان يعمل معاونًا فى قسم شرطة «كرداسة»، واستشهد برصاصة أطلقها عليه إرهابى خلال المذبحة الشهيرة التى شهدها القسم، فى ١٤ أغسطس ٢٠١٣، بعد فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة». وقال والد الشهيد إنه عندما يرى الفنان مصطفى شعبان فى فيلم «كود ٣٦»، الذى كان يجسد فيه شخصية ضابط شرطة، يتذكر ابنه على الفور، نظرًا للشبه الكبير بينهما، مشيرًا إلى أن «شعبان» زاره فى المنزل. وأضاف أنه حينما يرى ابنه فى الآخرة، سيقول له: «وحشتنى يا هشام.. أنا فخور بيك.. إنت كرمتنى فى الدنيا لغاية أما أقابلك وأخدك فى حضنى وتداوى جرح قلبى». وأشار إلى أن ابنه الأكبر أنجب ابنًا وأطلق عليه اسم «هشام»، ويحلم بأن يكون ضابطًا مثل عمه الشهيد.
شقيقة أحمد عبدالباسط: أخذنا بالثأر يوم إعدام عشماوى
«لم نكن نعلم شيئًا عن عمله، لأنه لم يكن يخبرنا بأى شىء يخص عمله أو طبيعته، لكن أمى شعرت بأنه فى خطر، دون أن يتواصل معها أحد أو حتى تتابع أخبار عملية الواحات، التى راح ضحيتها مع عدد من زملائه».. بهذا بدأت «ريهام»، الأخت الصغرى للشهيد المقدم أحمد عبدالباسط، ضابط الأمن الوطنى، حديثها عن يوم استشهاد أخيها، أثناء عملية الواحات فى أكتوبر ٢٠١٧.
وقالت: «تواصل أحمد معنا قبل استشهاده بساعات، وأخبرنا بأنه فى مأمورية ولم نقلق، لأننا لم نكن نتخيل أن المأمورية فى منطقة بعيدة مثل الواحات، كما أن ضباط الأمن الوطنى ليسوا مكلفين بالاشتباك مع العناصر الإرهابية، وعندما سمعنا من التليفزيون عن عملية الواحات لم نتخيل أن أحمد سيكون من بين شهدائها».
وأضافت: «شعور والدتى بأن شيئًا ما حدث لأخى جعلنا نحاول الاتصال به على مدار يوم كامل، لكننا لم نتلق أى رد منه، إلى أن اتصلت بنا وزارة الداخلية وأخبرتنا باستشهاده، وعلمنا أن الحادث وقع غدرًا وأن وراءه الإرهابى هشام عشماوى وآخرين من الخائنين الذين يحاولون الانتقام من مصر والمصريين». وختمت بقولها: «بعد استشهاد أخى عشنا على أمل الأخذ بثأره، ولم تحتمل أمى فقدانه، فتوفيت فى سنويته الأولى، لذا لم تشعر الأسرة بأن أحمد تلقى التكريم اللائق به إلا بعد القبض على عشماوى وإعدامه جزاءً لخيانته».
والدة مصطفى يسرى: السيسى صان الدماء بتنمية كل شبر فى مصر
«كل عيد شرطة وأنتم طيبون، وكل عيد شرطة وأولادنا الشهداء فى الجنة متهنّيين، ومصر متقدمة وفى أمان وسلام وتقدم».. بهذه العبارة بدأت وفاء السيد، والدة الشهيد الرائد مصطفى يسرى، الذى أصيب أثناء فض اعتصام «رابعة العدوية» برصاصة قناص. وأضافت السيدة «وفاء»: «كل ما أنزل الشارع بشوف تغيير كبير فى البلد، والعديد من المشروعات فى كل مكان.
وواصلت: «القيادة الواعية للرئيس عبدالفتاح السيسى حافظت على مصر، وصانت الدماء التى سالت من أجلها، عبر التقدم والتطور الذى يشهده كل شبر فى البلد يومًا تلو الآخر».
والد محمود أبوالعيد: رفض النقل من سيناء وقال «هموت راجل»

قال والد الشهيد محمود منصور أبوالعيد، ابن مدينة «أبوصوير» بمحافظة الإسماعيلية، إن نجله استشهد فى انفجار عبوة ناسفة بمدينة «العريش» فى شمال سيناء، أثناء فترة تجنيده فى عام ٢٠١٧، بعد بدء خدمته العسكرية بـ٦ أشهر فقط، حيث استجاب الله لدعائه وجعله شهيدًا.
وأضاف أن ابنه الشهيد رفض نقله من شمال سيناء، وعندما عرض عليه إمكانية التحرك فى إجراءات نقله من هناك، رد عليه قائلًا: «اللى بيعيش راجل بيموت راجل.. الإرهاب محتاج رجالة تواجهه، وأنا راجل.. العمر واحد ومحدش بيغير القدر».
وكشف عن طلبه من القيادات الثأر لابنه، وتحقق ذلك بفضل الرئيس عبدالفتاح السيسى وجيش مصر العظيم، حيث لم ينم بعد استشهاد ابنه، وكان يحلم باليوم الذى سيأخذ فيه رجال الجيش والشرطة بثأره، ولم ينتظر طويلًا، ونجح أبطال مصر بالفعل فى القضاء على عدد كبير من الإرهابيين داخل سيناء، ما أعاد حق ابنه إليه.
وأشار إلى إطلاق الدولة اسم ابنه على إحدى المدارس فى قريته تخليدًا لذكراه، حتى تعرف الأجيال المقبلة أن الراحل كان بطلًا قدّم روحه فداءً لمصر، فى سبيل القضاء على الإرهاب، مختتمًا: «روحى وأرواح أبنائى الباقين فداء لمصر».

والد حسام بهى: ابنى كان يطلب المأموريات الخطرة

ذكر والد الشهيد حسام السيد بهى أن ابنه، الذى استُشهد يوم فض اعتصام رابعة الإخوانى، ١٤ أغسطس عام ٢٠١٣، أمام مكتبة الإسكندرية، نتيجة اشتباكات مع عناصر إرهابية، كان يطالب رؤساءه بالمشاركة فى المأموريات الخطيرة، لأنه كان يحب بلده.
وقال: «تم استدعاؤه فى ذلك اليوم للدفاع عن مكتبة الإسكندرية.. لا تغيب تفاصيل ذلك اليوم عن رأسى.. كان خبر استشهاده مثل الصاعقة، لكن كل أبنائى فداء لمصر، وأحتسب حسام شهيدًا حيًا عند الله، ينعم فى الجنة بعدما أدى واجبه تجاه بلده».
ودعا للرئيس عبدالفتاح السيسى بالتوفيق قائلًا: «ربنا ينصره على الإرهاب.. هو الرئيس المناسب فى الوقت المناسب، وهو رجل المرحلة».

شقيق وليد شعبان: أدعو المصريين للحفاظ على الوطن

طالب علاء شعبان، شقيق الشهيد وليد شعبان أمين الشرطة الذى قتلته عناصر جماعة «الإخوان» فى محطة مترو «المطرية»، أثناء مسيرة لهم فى عام ٢٠١٤- المصريين بالحفاظ على الوطن ضد مثيرى الفوضى.
وقال «شعبان» إن رصاصة غدر أصابت شقيقه أثناء تأمينه ركاب المترو فى ٢٠١٤، ليترك خلفه ٣ أطفال، أكبرهم وقتها «أحمد»، البالغ من العمر ٩ سنوات، إلى جانب «مريم» و«محمد» ٨ و٥ سنوات.
وأوضح أن شقيقه كان مكلفًا بتأمين محطة مترو «المطرية»، وكانت هناك مسيرة تمر أعلى كوبرى مشاة مخصص لعبور المواطنين من جانبى المحطة، ولاحظ زميله وجود شعاع ليزر موجه نحوه، ثم أصابته طلقة فى القلب مباشرة أسفرت عن استشهاده فى الحال.
وكشف عن مواقف مشرّفة لشقيقه خلال ٢٥ يناير ٢٠١١، حين وقف صلبًا لا يخشى الموت وهو يحمى أمن الوطن، وعلى الرغم من أن والدته طالبته بعدم الذهاب إلى عمله آنذاك خوفًا عليه، رد بأن هذا واجبه تجاه وطنه، وأن الإنسان لا يهرب من نصيبه.
واختتم: «هناك من لهم مصلحة فى الإضرار بوطننا، ويريدون أن يصلوا به لأسوأ حال، ولا يجب السير خلف هؤلاء، وأن ينتبه المصريون لذلك، من أجل الحفاظ على الوطن ضد المخاطر».

والدة محمد فاروق: كان نفسى أشوفه يوم فرحه
لن يهدأ قلب والدة الرائد محمد فاروق، ضابط الشرطة الذى قتلته عناصر جماعة «الإخوان» الإرهابية، فى مركز شرطة «كرداسة» بالجيزة، عام ٢٠١٣، سوى بالتخلص من الجماعة الإرهابية نهائيًا، خاصة أنها كانت تحلم بأن ترى ابنها صاحب الـ٢٧ عامًا فى يوم زفافه، وفق ما قالته لـ«الدستور».
وكشفت عن أن ابنها نزل مهرولًا من منزله فى يوم اقتحام مركز شرطة «كرداسة»، لمشاركة زملائه فى تأمين المبنى ضد هجمات عناصر الجماعة الإرهابية، وشعرت يومها بانقباض شديد فى قلبها، حتى تلقت نبأ استشهاده، مضيفة: «حسبى الله ونعم الوكيل فى كل إخوانى مجرم».

شقيقة أبوشقرة: المعزول والشاطر نصبا لأخى كمينًا فى سيناء
قالت أسماء، شقيقة الشهيد إبراهيم صفا، إن أخاها، ابن مركز فاقوس، الذى استُشهد عام ٢٠١٤، خلال مواجهة مع أحد الخارجين عن القانون، كان يناصر الضعفاء، لذلك حظى بحب جميع من حوله، مشيرة إلى أن «أهل القرية كانوا يقولون (لن يُصيبنا ضرر طول ما وسطنا صفا) لأنه كان يحمى الناس من المجرمين».
وأضافت «أسماء»: «ظهر شخص (مسجل خطر) اشتهر بخطف الأطفال، فتصدى له أخى وطارده واشتبك معه، وانتهى الأمر باستشهاد أخى، وأُلقى القبض على المجرم فى اليوم الثانى.. زمايله خدوا بتاره».
ولفتت إلى أن «جنازة صفا كانت مهيبة، لم ير أهالى القرية مثلها من قبل، كما كرمته الدولة بإطلاق اسمه على المدرسة التى أعمل بها إخصائية اجتماعية، وكذلك إطلاق اسمه على أحد الشوارع»، مختتمة: «فخورة بأخى البطل، وأحكى لأولادى عن بطولاته كل يوم، فقد كان مخلصًا فى عمله ومحبًا للناس».

شقيقة إبراهيم صفا: فخورة به وأحكى بطولاته لأبنائى

قالت هيام أبوشقرة، شقيقة الشهيد محمود أبوشقرة، إن لأخيها سجلًا حافلًا من التضحيات والإقدام، ففى أيام ثورة ٢٥ يناير دافع عن مخزن أسلحة جهاز الإرهاب الدولى، حينما هاجمته عناصر مخربة، وخلال عمله بإدارة تحرير الرهائن بالأمن الوطنى شارك فى العديد من العمليات واشتبك مع العناصر الإرهابية، فتربصوا به كثيرًا.
وأضافت أن شقيقها دخل فى اشتباكات كثيرة مع قادة الإخوان، خاصة عقب وصولهم الحكم، وبعد أن علم خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة الإرهابية، أنه كان المسئول عن ملفه فى جهاز الأمن الوطنى ورصد جميع جرائمه قبل يناير ٢٠١١، مبينة أن الشهيد كان يعلم أن حكم الجماعة الإرهابية لمصر سيخلق فتنًا ويؤدى إلى بحار من الدم بين أهلها.
وذكرت أنه فى السادس من سبتمبر ٢٠١٣، وقبل زفافه بعشرة أيام، شارك «أبوشقرة» فى عملية تحرير ٧ جنود فى العريش، وقبل وصوله لمكان احتجازهم علم بأن مختطفيهم حرروهم فى أماكن متفرقة من صحراء شمال سيناء، ونصبوا كمينًا لتصفية أفراد مجموعة التحرير، وذلك بإخبارية من الرئيس المعزول و«الشاطر»، كما أثبتت التحقيقات وقتها.
ولفتت إلى أن هذه العملية هى الوحيدة التى اتصل بهم شقيقها خلالها ليخبرهم بمكان عمله، وبعد نحو ساعة علموا أنه استُشهد، بعد أن أُصيب بست رصاصات جميعها أُطلقت عليه غدرًا وأصابته فى الظهر، لكنه مات بالرصاصة السابعة التى اخترقت قلبه.
وكشفت عن أن والدته مرضت عقب وفاة نجلها، وكلما أتت ذكرى استشهاده تصيبها حالة مرضية، إذ إنها لم تتقبل وفاته حتى الآن، لكن التكريمات التى نالها من الدولة أشعرتهم بأن اسمه سيظل خالدًا، وإن لم يكن له أولاد فآلاف الضباط والجنود أبناء له وسيأخذون بثأره يوميًا.
والدة محمد عبدالعزيز: قتل الإرهابيين بيهوِّن وجع قلوبنا

بعد أن كانت تفرح بقدوم «عيد الشرطة» كل عام، حتى تفرح بابنها والمكانة التى وصل إليها، أصبحت والدة الشهيد محمد عبدالعزيز، أول ضابط استشهد أثناء فض اعتصام ميدان «نهضة مصر»، تُمنى نفسها بأن «اليوم يخلص على طول لأنه بيفكرنى بابنى الشهيد».
وقالت والدة الشهيد بكلمات ممزوجة بالحزن: «كان نفسى أفرح بابنى اللى تعب فى كليته، وتعبنا أنا ووالده عشان نوصله للمكان ده اللى اتمناه طوال حياته، لكن ربنا أراد إنه يضحى فى سبيل الوطن».
وأضافت: «مصر أصبحت بخير وفى تقدم بفضل تضحية أولادنا ودمائهم الزكية، فتضحية أبنائنا من الجيش والشرطة جعلت المصريين يعيشون فى أمن وأمان وسلام واطمئنان، وتعانى الأمهات اللاتى فقدن أبناءهن فى سبيل الوطن لكى يعيش المصريون مطمئنين، فنحن كنا نتمنى أن يظل أبناؤنا فى أحضان أمهاتهم طوال العمر، حتى نفارقهم لا يفارقونا».
ووجهت رسالة إلى أفراد الشرطة المناضلين، قائلة: «ربنا يقويهم ويكفيهم شر الإرهاب، وبقول لكل واحد منهم: لو وقع تحت إيدك أى إرهابى لا تتردد لحظة واقتله بالنار فى قلبه، علشان تهون الوجع فى قلوبنا»، موجهة الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى على تذكره الدائم للشهداء وتلبية كل احتياجات أسرهم.


والدة أحمد الديهى: اكتشفت بعد استشهاد ابنى أنه كان يكفل يتيمة


استُشهد ابنها البطل أحمد سعد الديهى، عام ٢٠١٤، عن ٢٢ عامًا فقط، بعد عامين فقط من خدمته فى «الداخلية»، لكنه ترك لها ذكريات البطولة والسمعة الطيبة وإخوته فى الدراسة والخدمة، الذين يفخرون بالتعرف إليه والدراسة والقتال إلى جواره.
عن يوم استشهاد ابنها قالت السيدة تغريد سعيد الحداد: «خدم ابنى ضابطًا فى سلاح الأمن المركزى بالإسكندرية، ويوم إجازته استدعته القيادة من أجل تنفيذ مأمورية عاجلة للقبض على بعض عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس فى منطقة محرم بك، فسارع وقتها لتنفيذ الأوامر وقطع الإجازة، رغم أننا كنا نحضر لمناسبة عائلية مهمة يجب أن يحضرها، لكنه فضل واجبه الوطنى على العائلى».
فى ليلة استشهاده، أخبرها رفاقه بأن «أحمد» كان سعيدًا بطريقة غير معتادة، وطلب من كل زميل يخدم معه أن يهديه أى شىء على سبيل التذكار، حتى إن زملاءه اندهشوا من أفعاله، وقال له أحدهم: «أنت عامل زى العريس اللى بيجمع الهدايا من أصحابه»، دون أن يدرك أنه كان يستعد للشهادة التى نالها فى اليوم التالى بعد وفاته من جراء تفخيخ مقر العناصر الإرهابية، التى كان مكلفًا بالقبض عليها.
وأضافت أم الشهيد أحمد الديهى: «ابنى كان مصليًا ومزكيًا ويعرف ربنا، وخدم بلده بحب وطول عمره كان عايز يبقى مقاتل، وكنت بخاف عليه زى أى أم، وطلبت منه يشتغل فى أى عمل داخلى أو إدارى فى الشرطة وكان يقول لى: لأ، أنا مقاتل يا أمى».
وتابعت: «أحمد كان رقيق المشاعر وبيعطف على الفقراء والمساكين، وكان بيدينى المرتب ويقول لى: طلعى حق ربنا الأول، وبعد استشهاده اكتشفت أنه كان متكفلًا بإحدى اليتيمات، من غير ما أعرف، واستمررت أنا فى رعايتها من بعده». وختمت بقولها: «أحمد ترك لى السمعة الطيبة، وإخوته فى الشرطة بيزورونى ويتواصلوا معايا فى كل المناسبات، وحاسين بالفخر لأنهم من دفعة البطل المقاتل، اللى ألف كتاب مهم فى السلاح والذخيرة وهو فى سن صغيرة، وبقى أساتذته بيدرسوه دلوقتى للطلبة بكل فخر».
والدة ضياء فتحى: «لم يمت.. وكل أبناء الشرطة أولادى»

لم تستطع نجاة سيد الجافى، والدة ضابط المفرقعات الشهيد ضياء فتحى، أن توقف دموعها بمجرد ذكر اسم ابنها الشهيد، وكأنه لم تمض دقيقة على تلقيها خبر استشهاده، وفق ما قالته لـ«الدستور».
وأضافت: «أذكره دومًا، وأتذكر حديثه معى، ومواقفه النبيلة مع أسرته وزملائه فى العمل»، لذلك «ابنى مماتش.. ابنى عايش معايا وحاسة بيه، وهو كمان حاسس بيا، إحنا كلنا هنموت لكن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون».
وروت أم الشهيد أن ابنها كان ضابط مفرقعات برتبة «مقدم»، وفى أحد أيام عام ٢٠١٥ تلقى بلاغًا عن وجود قنبلة فى إحدى محطات الوقود بمنطقة «الهرم» فى الجيزة، فتحرك مع قواته وفرضوا كردونًا أمنيًا فى محيط المنطقة، لمنع المواطنين من العبور فيها، وبدأ بتمشيطها هو وزملاؤه، وعثروا على قنبلة، وبدأ فى محاولة إبطال مفعولها، لكنها انفجرت ولقى ربه فى الحال.
وواصلت: «أصعب إحساس يمكن لشخص تجربته فى الحياة هو الفراق، خاصة إن كان فراق من نحب الغالين على قلوبنا، فالراحل هو ابنى الوحيد، إلى جانب ابنتين أخريين، لكن الحمد لله ترك قطعة منه، فقد استشهد تاركًا ابنة لم تكن تتجاوز الـ٤ أشهر بعد».
وتمنت حياة آمنة ومستقرة فى مصر دون إرهاب وفزع، مشددة على أن ذلك لن يحدث إلا بتكاتف جميع أبناء الشعب ضد أعداء الوطن ومن يحاولون تخريبه، مختتمة: «ابنى مماتش، وكل أبناء الجيش والشرطة أولادى».

والدة النقيب أبوالعز: استُشهد قبل حفل زفافه بأسابيع
أحلام أبوالعز، والدة الشهيد النقيب محمود أبوالعز، تقول إن ابنها استُشهد أثناء تأدية عمله، إذ كان يداهم العناصر الإجرامية فى محيط منطقة مصر القديمة، وكان خلوقًا ويعامل الجميع بلطف.
وأضافت الأم: «كنت أطلب منه أن يعمل فى الفترة الصباحية، لكنه كان يطلب من رؤسائه العمل مساءً، لمواجهة المجرمين، ويقول لى: (كل الجرايم والأحداث الإرهابية بتحصل بالليل يا أمى.. وأنا دورى أحمى الناس)».
وتابعت: «فى فجر يوم استشهاده تلقى إخطارًا بمحاولة تنفيذ إحدى العمليات الإجرامية، فتوجه فورًا إلى مكان البلاغ، وعندما وصل أطلقت العناصر الإجرامية الرصاص عليه، وكان على بُعد خطوات منها، لأنه كان شجاعًا، فقد طلب من القوة الانتظار بعيدًا وذهب بنفسه».
وكشفت عن أنه كان سيحتفل بزفافه على ابنة عمه بعد أسابيع من موعد الحادث، لكن الله اختاره ليكون شهيدًا، متمنية دوام الاستقرار لمصر وأهلها.
زوجة الرائد الفقى: أتمنى أن يكون ابنى بطلًا مثل أبيه
أعربت مروة أحمد، زوجة الشهيد الرائد أحمد الفقى، عن فخرها لأنها زوجة البطل الذى استُشهد أثناء تأدية واجبه فى سيناء، إذ توفى نتيجة حادث إرهابى عام ٢٠١٥، وكان يتبع قوة قسم ثالث العريش.
وقالت الزوجة: «كنا ننتظر مولودنا الأول، وتواصل معى هاتفيًا قبل الحادث بـ٤ أيام، ليخبرنى بموعد إجازته المقبل، واتفقنا على التجهيزات اللازمة لاستقبال المولود.. وقلت له إننى أنتظره كى نحتفل معًا»، مشيرة إلى أنها هاتفته عقب سماعها بالحادث الإرهابى لتطمئن عليه، لكنه لم يرد، ثم تلقت اتصالًا من أحد الأشخاص يخبرها بإصابة زوجها ونقله إلى مستشفى العريش، قبل أن يُنقل للمركز الطبى العالمى بسبب خطورة الحالة، وتوفى بعد ذلك.
ولفتت إلى أنها أطلقت على ابنها نفس اسم والده، لكى يكون بطلًا مثله، داعية الله أن يحتسب زوجها شهيدًا.


زوجة النعمانى: الرئيس كرّم زوجى.. والإخوان حرموا الابن من والده

كشفت الدكتورة شيرين عزازى، زوجة العميد ساطع النعمانى، عن تفاصيل بطولة زوجها وإصراره على العمل فى وزارة الداخلية وتحدى الإصابة التى مُنى بها أثناء دفاعه عن قسم الشرطة الذى يعمل به بعد هجوم عناصر الجماعة الإرهابية، مشيرة إلى أنه عاش أكثر من ٥ سنوات ووجهه مشوه نتيجة الإصابة.
وأوضحت أنه كان يعمل مأمورًا لقسم بولاق الدكرور من ٢٠١٠ حتى أحداث النهضة، فمرت عليه ثورة يناير وحُرق مكان خدمته وظل يدافع عن القسم أيامًا، حتى لا ينهار ويقتل أفراده كما حدث فى العديد من الأقسام الأخرى.
وأشارت إلى أنها ظنت أن الأوضاع ستصبح طبيعية، لكن بعد وصول الإخوان للحكم أكد لها زوجها أن مصر ستعيش بسببهم فى بحر من الدماء وما توقعه قد حدث، وقالت: «مع فض اعتصام رابعة كان زوجى قد حصل على إجازة مرضية لإجراء جراحة لكنه ألغاها ليعود مرة أخرى للعمل بعد سماعه خطاب الرئيس المعزول محمد مرسى، وذكره عبارة الشرعية بالدم».
وأضافت: «قرر زوجى استئناف عمله، وخرج لصد الهجوم عن أهالى منطقة (بين السرايات) حينما علم أن عناصر من الجماعة الإرهابية تهاجمهم بكل أنواع الأسلحة».
وتابعت: «خرج الشهيد للدفاع عن الأهالى بكل العدة والعتاد الذى يملكه بغض النظر عن مسماه الوظيفى، ولم يترك الضباط وأمناء الشرطة بل كان يتقدمهم، حتى رأى طفلًا فى عمر الخامسة تقريبًا مثل ابنه ياسين حينها وسط الضحايا والمجنى عليهم، حاول حمله فتفاجأ بضربة فى وجهه».
وواصلت: «سقط زوجى مغشيًا عليه ليستيقظ فى مستشفى الشرطة بعد عملية جراحية استغرقت ١٢ ساعة لترميم وجهه المُفجر، لكن خسر بصره نتيجة قطع العصب البصرى».
وأكدت أن الشهيد مر بعمليات جراحية لمدة عام فى سويسرا ثم لندن لأخذ عظام من الصدر والقدم لتكملة الوجه، وحُرم من رؤية ابنه لمدة عام حتى سافر له وبالتدريج شرح له سبب تغيير شكله، مشيرة إلى أنه كان حريصًا على تعليمه التضحية فى سبيل الوطن.
وأشارت إلى أن الشهيد حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، وبعد العودة لمصر طلب العودة للعمل وناضل لذلك حتى سمحت له «الداخلية» بالوجود فى العلاقات الإنسانية لخدمة أهالى الشهداء والمصابين.
وقالت: «الرئيس السيسى كرّم زوجى وهو حى أكثر من مرة بدعوته لافتتاح قناة السويس الجديدة وحضور تخرج دفعة الشرطة ٢٠١٥ لكى يقتدى به الطلاب والخريجون، وإطلاق اسمه على مدرسة ببولاق حتى يظل مخلدًا بين أهاليها».
واختتمت: «يظل اسم النعمانى ساطعًا حتى بعد وفاته وتشعر أسرته بقيمة ما قدمه لمصر، وأُقيمت له جنازة عسكرية فى الرابع عشر من نوفمبر ٢٠١٨، وأعطى الرئيس نجلنا وسامًا من الطبقة الأولى».
والد الرائد تامر شاهين: القادة استعانوا به فى تنفيذ المهمات الصعبة.. وترك لى السيرة الطيبة

كشف والد الرائد الشهيد تامر محمد شاهين عن أن ابنه، الذى كان يعمل قائد كتيبة الدعم فى النزهة بالإسكندرية عام ٢٠١٦، هاتفه يوم استشهاده وسأله خلال المكالمة: «مش عايز منى حاجة يا بابا؟»، فرد عليه: «عايزك ترجع بالسلامة يا حبيبى»، لكنها كانت المرة الأخيرة التى يسمع فيها الوالد صوت الابن.
وقال: «فى اليوم التالى علمت بوفاته، عن عمر ناهز ٤١ عامًا، نتيجة انفجار قنبلة»، مضيفًا: «كان ابن موت، وكان القادة يستعينون به لإنجاز المهام الصعبة، نظرًا لكفاءته.. ساب لى السيرة الطيبة لأن الكل كان بيحبه».
وتابع: «أتذكر كل التفاصيل بالتزامن مع كل عيد شرطة، أكون حزينًا وفخورًا فى ذات الوقت، فأى شىء فداء لمصر.. وأدعو الله أن تنتصر مصر على الإرهاب».