رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوقائع المربكة لسيدة النيكروفيليا» ترصد متناقضات الشخصية العراقية

غلاف الرواية
غلاف الرواية

صدرت حديثًا عن دار فضاءات للنشر، رواية "الوقائع المُربكة لسيدة النيكروفيليا"، للروائي العراقي حازم كمال الدين٬ والتي تقع في 252 صفحة من القطع المتوسط.

تروى حكاية اختطاف سيدة لأسباب مجهولة، وتحويلها من خلال حقنها بعقار إلى جثة لتقديمها لأصحاب الرغبات الشاذة في مضاجعة الأموات. والعقار رغم تحويل الجسد لجثة لكنه لا يفقد صاحبه الوعي بما يدور حوله.

مع طول الفترة التي يتم حقن جسدها به، تبدأ تنتابها هلاوس بسمعها لأصوات وامرأة مجهولة تحكي، ومع حكيها تبدأ المرأة الجثة تتذكر تفاصيل حياتها على مراحل ويتعرف عليها القارئ وأنها لاجئة سياسية عراقية إلى بلجيكا.

وعن الرواية تقول الناقدة د. فاطمة واياو: منذ الصفحات الأولى يحبس الكاتب أنفاس القارئ حيث الأحداث تلاحق السرد والسرد يلاحق الأحداث، غير أن ما يمكن أن نضيفه فيما يتعلق بنصه الأخير وقائع سيدة النيكروفيليا هي الوصف البصري، إن صح التعبير، من خلال اللوحات التشكيلية والتي اختار الروائي أن تكون تناصا من خلال استلهام أعمال الفنان البلجيكي رينيه ماجريت Rene Magritte وهو توظيف ينم على توظيف تقنيات المابعد حداثية المتمثة في الميتاسرد والكولاج في نص حازم حيث يصبح الفن التشكيلي من خلال لوحات الرسام البلجيكي رينيه ماجريت (1898 -1967) والمعروف بأسلوبه المتميز والذي نستشفه من قوله: كل ما نراه يخفي ضمنه شيئا آخرا، ودائما ما نهتم بالمخفي فيما نراه.

حازم كمال الدين بدوره يسير على خطى ماجريت فيأخذنا في متاهات وسوريالية التخييل ونحن نلهث وراء سيدة النيكروفيليا وذات الصوت المبحوح، صعودا ونزولا أبواب تفتح وأخرى تغلق في دينامية رمزية ربما هدف من وراءها الروائي الإغراق في التخفي في محاولة لتمويه مطارديه من المخبرين. بل إنه يموه الحياة برمتها من خلال أسلوبه المتميز الذي يشكل متنه من خلال كتابة الهوية وإشكالاتها الأنطلوجية والمعرفية.

هكذا يسبح الروائي حازم جمال الدين كعادته في ملكوت المتناقضات التي تسم الشخصية العراقية من خلال حديث سيدة النيكروفيليا الراوية حيث تسترجع كل المتناقضات التي شهدتها وقرأتها عن المجتمع العراقي المقسم بين الطائفية والايديولوجيات المستوردة.

يشار إلي أن "حازم كمال الدين" روائي عراقي يعيش في بلجيكا، صدرت له من قبل رواية "مياه متصحرة"، ورواية "مروج جهنم"، ومياه متصحرة التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية.