بناه لزوجته ولم يعجبها فتبرع به.. حكاية قصر «شامبليون» المهجور

في كتابها (قصور مصر) الصادر عن الهيئة العامة للكتاب رصدت الكاتبة الصحفية سهير عبد الحميد العديد من قصور مصر، وأشارت فيه إلى عدد من القصور التى أصبحت مهجورة منها قصر شامبليون، قصر إسماعيل المفتش، وقصر الأمير عمر طوسون وغيرها من التحف المعمارية.

◄ قصر شامبليون

تقول الكاتبة " سهير عبد الحميد" يبدو قصر الأمير سعيد حليم وحيدًا في شارع شامبليون رغم المباني والعمارات التي تحيطه وتطوقه، فالمبنى الرئيس وجناحاه اللذان يحتلان 2600 متر مربع ظهرا خاويين مهملين والحديقة بدت مفقرة.

والقصر يتألف من مبنى رئيسي مكــون مـــن طابقــين، وملحــق بــه جناحان جانبيان متصلان بالقصر، خصــص أحدهمـــا كمطبـخ والآخـر مساكن للخدم وموظفي القصر
أما المبنى الرئيس فهو يضم أربع واجهات، وتعد الواجهة الجنوبية الغربية من أهم واجهات القصر، ويوجد بها المدخل الرئيس الذي يتكون من ثلاثة أبواب مستطيلة معقودة بعقود نصف دائرية يعلو قمة كل منها رأس آدمي، وزخرفت كوشات العقود بسعـف النخيــل تتداخــل معهــا فيونكات وثعبان وأوراق «اكنتس» منفذة بالحفر البارز على الرخام.
ويتقدم الأبواب أربعة أعمدة أسطوانية تحمل الشرفة التي تعلو المدخل، ولهذه الأعمدة تيجان يتوسط جوانبها أربعة رءوس آدمية ذات شعر مسترسل، وعلى هذه الأعمدة نقش حرفي. S وH ويمثلان أول حرفين من اسم الأمير سعيد حليم

◄ لم يعجب زوجة الأمير فتحول إلى مدرسة!

وتستطرد الكاتبة سهير عبد الحميد "ورغم عظمة البناء الذي صممه الإيطالي «لاشياك» والزخارف التي تكسو الواجهة والقاعات، فإن زوجة سعيد حليم التي بنى لها القصر خصيصًا لتسكنه لم تعجب به، فأهداه الأمير للحكومة كي يتحول إلى مدرسة.

والمدخل الرئيس للقصر يؤدي بك إلى صالة استقبال كبرى خاوية الآن إلا من بعض المقاعد الخشبية المهترئة، وعلبة سجائر ملقاة على الأرض، ورسوم بالية لتلميذ يؤدي بعض الحركات الرياضية بدت في تنافر مع خلفية العمود الرخامي الذي رسمت عليه.

في مواجهتك مباشرة يوجد السلم المزدوج المؤدي للطابق الثاني الذي صنعت درجاته من الحديد الصلب تعلوه ألواح من الخشب، أما الدرابزين فقد صنع من الحديد المسبوك على هيئة زخارف متموجة من الخطوط تحصر بينها رأسًا آدميًّا فاغرًا فاه، أما الصالة فهي تنقسم إلى قسمين متساويين على الجانبين، يضم كل قسم أربع حجرات متسعة، وعن طريق إحدى الحجرات في كل جانب يتصل مبنى القصر الرئيسي بأحد ملحقيه عن طريق ممر مكشوف تعلو سقفه زخارف لرءوس آدمية وملائكة مجنحة.

وتبدو أسقف الحجرات وصالة الاستقبال خاوية من الرسوم، وقد تكون فقدتها بفعل الزمن.. نظرة فاحصة إلى الأرضيات التي تتشكل ما بين رخام في بعض الجوانب وبلاط في معظم المساحات تخبرك أن القصر تعرَّض لكثير من التغيير خصوصًا أنه ظل قرابة القرن مدرسة إعدادية!

ولا يختلف الحال في الطابق الثاني الذي يوجد به بهو كبير تلتف حوله الحجرات التي كانت مجرد فصول غطتها الآن كتب بالية، وأوراق قديمة وأصبع طباشير وسبورة متهالكة، لا تستطيع أن تربط بين كل هذا وبين ذلك الجمال الذي شاهدته في واجهات القصر.

وتختم سهير عبد الحميد "قضى الأمير سعيد حليم الشطر الأول من حياته بمصر ثم سافر إلى الآستانة.. ورأس حزب «تركيا الفتاة» الذي أقال السلطان عبد الحميد.