رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات من دفتر شهداء الشرطة

جريدة الدستور

قبل 69 عامًا، وقف عشرات من رجال الشرطة في وجه المحتل البريطاني، رافضين الانصياع إلى أوامرهم وتسليم مبنى القسم لهم، ودارت معركة لم يكن فيها الطرفان متساويين، لكن صمدت الشرطة المصرية لآخر نفس فيها واستشهد 56 شرطيًا وأصيب 73، حتى تمكن الاحتلال البريطاني من السيطرة على المبنى في 25 يناير عام 1952.

ومن وقتها حتى الآن يقوم رجال الشرطة بدور كبير في حماية أمن مصر الداخلي، واستشهد العشرات منهم دفاعًا عنه، خاصة في الفترة الصعبة التي مرت بها مصر خلال فترة حكم الإخوان وما بعدها.

«الدستور» في ذكرى احتفالات عيد الشرطة، رصدت حكايات من دفتر بطولات رجال الشرطة المصرية

بلغ عدد شهداء رجال الشرطة في مصر خلال الـ10 سنوات الماضية، 5410 شهداء حسب تقرير صادر عن المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين، للفترة منذ اندلاع ثورة 25 يناير وما تبعها من أحداث، مرورا بثورة 30 يونيو وحتى عام 2020.

أبو شقرة شرارة الثورة على الإخوان

على حين غفلة منه تمكن 4 مسلحين ملثمين ينتمون لجماعة أنصار بيت المقدس، يستقلون سيارة دفع رباعى، من إطلاق وابل من النيران على النقيب محمد أبو شقرة الضابط بمديرية أمن شمال سيناء ليتلقى 9 رصاصات تودى بحياته.

النقيب محمد السيد أبوشقرة، مواليد 8 مارس عام 1983، خريج دفعة 2003 بكلية الشرطة، والذى كان يستعد للزواج بعد عدة أشهر، وعمل النقيب أبو شقرة في إدارة مكافحة الإرهاب وكان يمثل للإرهابيين رعب حقيقي خلال فترة خدمته بقوات مكافحة الإرهاب في سيناء، ويرجع لقبه لأنه كان يملك مهارات خاصة في استخدام السلاح.. ومؤهلات جسدية رائعة تجعله أحد أمهر الضباط وسط زملائه.

وحسب المجلس استشهد 4728 شهيدًا في ثورة 25 يناير، و123 في أحداث مجلس الوزراء، و52 في ماسبيرو، و5 شهداء في أحداث ذكرى محمد محمود، بينما استشهد 400 منهم في أحداث محمد محمود الأول، واستشهد 29 في ثورة 30 يونيو، و29 في أحداث ما بعد الثورة.

الركايبي ضحى بحياته لإنقاذ المصريين في عيدهم

تعود قصة استشهاد الرائد عماد الركايبي إلى يوم احتفال المصريين بعيد "أحد الشعانين" في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية عام 2017.

فعندما كان يؤمن الاحتفالات مع قواته، لمح أحد الأشخاص تبدو عليه مظاهر الارتباك، ويهم بالدخول مسرعا إلى الكنيسة، فاستوقفه ورفاقه عند بوابة الكنيسة، طالبين بتفتيشه، لكنه حاول الدخول عنوة، فتصدّوا له وحاصروه، فسارع بالضغط على زر التفجير في حزام ناسف كان يرتديه تحت ملابسه، ليستشهد الضابط و6 من رفاقة.

وكان "الركايبي" الأول على دفعته 2001 بكلية الشرطة وعمل عماد الركايبى بالإسكندرية وتدرج حتى وصل رئيس وحدة تنفيذ الأحكام بالعطارين ورئيس قوة تأمين الكنيسة المرقسية.

وخلال السنوات التي تلت ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان، نفذ الارهابيون الكثير من العمليات الإرهابية، ففي أحداث كنيسة مارجرجس استشهد 28 من رجال الشرطة، واستشهد في حادث كنيسة حلوان 8، و29 في حادث أتوبيس المنيا، و8 شهداء في أحدث الكنيسة المرقسية، وذلك حسب تقرير المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين.

شهداء مذبحة كرداسة
عقب ثورة 30 يونيو بشهر واحد وبالتحديد في 14 أغسطس عام 2013، حاصر العشرات من عناصر الإخوان، مركز شرطة كرداسة، تنديدا بفض اعتصامى رابعة والنهضة لمدة 5 ساعات، فحاول ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة فض التجمهر، إلا أن العناصر الإرهابية أطلقت الأعيرة النارية.

اعتدى الارهابيون على رجال الشرطة، والتمثيل بجثث بعضهم، ما أسفر عن استشهاد العميد محمد جبر، مأمور قسم شرطة كرداسة، ونائبه العقيد عامر عبدالمقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث، والملازم أول هانى شتا وآخرين، حيث بلغ عدد شهداء المجزرة 14 ضابطا وفرد شرطة من قوة المركز.