رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ولقلبي سواده الفاتن» أحدث إبداعات القاص ممدوح رزق

ممدوح رزق
ممدوح رزق

عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع بالعراق٬ صدرت المجموعة القصصية "ولقلبي سواده الفاتن" للكاتب القاص المصري ممدوح رزق. تقع المجموعة في 92 صفحة وتضم 32 قصة قصيرة وهي المجموعة التاسعة للكاتب٬ حيث سبق وصدر له مجموعات: إثر حادث أليم٬ خيال التأويل٬ هل تؤمن بالأشباح؟٬ قراءات في كلاسيكيات القصة القصيرة٬ هفوات صغيرة لمغيّر العالم٬ خيانة الأثر٬ دون أن يصل إلى الأورجازم الأخير٬ بعد صراع طويل مع المرض٬ فأر يحتفل بخطاب الحقيقة٬ الفشل في النوم مع السيدة نون٬ مكان جيد لسلحفاة محنطة، وغيرها.

ومن قصة "ولقلبي سواده الفاتن" التي تعنون للمجموعة نقرأ:"... وبعد أن أخبرهم بكل ما ينبغي عليهم معرفته عن ذلك الرجل؛ طلب من طلاب ورشته الاشتراك في كتابة قصة قصيرة تبدأ بعثوره على المصباح السحري وخروج المارد التقليدي الذي بإمكانه أن يحقق له أمنية واحدة فقط.. طلب منهم تخيّل أن تكون هذه الأمنية هي عودة الرجل إلى عمر الثامنة عشر حيث الوقت الذي بدأت فيه طموحاته أو "أحلام الهيمنة" تتحوّل بحسم مثابر إلى خطط عملية محددة، يتلاحق تدوين خطواتها وتعديلها واستدراك هزائمها في دفاتر وأوراق تأملية أشبه بخزائن سرية للأمل.. أكد على طلاب الورشة بأنه سيعود ثلاثين عامًا إلى الوراء دون أن تتغيّر طبيعته، ودون أن يتبدّل الواقع؛ إذ كان يحتاج ذلك التحوّل قطعًا إلى تحقيق أكثر من أمنية واحدة.. عاد الرجل ثلاثين سنة حاملًا الدفاتر والأوراق المغايرة تمامًا، الرجاءات المتحسرة التي تمنّى لو كانت بديلة لخطط الماضي، ولم يعد ثمة زمن يكفي لتنفيذها أو روح تلائم وجودها إن تحقق شيء منها.

بعد انتهاء الوقت المحدد؛ بدأ كل طالب منهم قراءة ما كتبه:"وجد نفسه مرة أخرى عاجزًا عن التقرّب إلى الفتيات أو النساء، كما ظلت كل الظروف التي تحاصره كما هي؛ لا تمنحه أدنى معاونة في هذا الأمر، ولأنه وصل مجددًا إلى ذروة عدم القدرة على تحمّل البقاء في بيت العائلة، أو العيش بدون جسد امرأة، ولأنه لم يكن قادرًا على الاستقلال بحياته في منزل آخر، ولأنه لم يعرف في حياته سوى ابنة الجيران التي أحبته منذ الطفولة بالرغم من كل شيء؛ فقد وجد نفسه مضطرًا للزواج بها ثانية".

"حاول أن يكون له المزيد من الأصدقاء، وأن يتجنب أي ضغينة بينه وبينهم طمعًا في توفير أدوات مساعدة أكثر لتحقيق رغباته المستعصية في المتعة والعمل، وامتلاك خيارات صالحة لتكوين فريق مغامرات كوني لا تُخدش صلابته الحميمية، تجنبًا لتراكم الضرورات الانتقامية التي لن يتمكن تنفيذها.. لكنه ظل منعزلًا، بصداقات محدودة، وانكماش مرتبك أمام الغرباء، يصطاد كل ما لا يستطيع منعه من نظرة أو ابتسامة أو كلمة تستهدف غفلته، ويحتفظ بها داخل السواد الفاتن لقلبه.. لهذا لم تتسع تلك المساحة الهزلية الشاحبة لما يسميه مضطرًا لذة جماعية، ومكسبًا مهنيًا عن تلك البقعة القديمة التي تحنّطت داخلها خطواته.. لم ينجح نتيجة لذلك في تكوين جماعة المغامرين الطفولية التي حلم بها.. مرة أخرى لم يكن هناك إلا توسلات متجذرة لثأر لا يتم".