رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لـ"بايدن والأسد": رسائل إسرائيل من هجومها على دير الزور

 دير الزور
دير الزور

مقارنة بالأشهر السابقة التي جرى الحديث فيها عن معدل هجوم واحد تقريباً كل ثلاثة أسابيع على المواقع الإيرانية بسوريا، يبدو أن إسرائيل رفعت الوتيرة، فشن هجوم رابع منسوب إلى إسرائيل خلال الفترة القليلة الماضية ضد التموضع العسكري الإيراني، لكن هذه المرة لم يتم في مناطق قريبة، مثل منطقة الحدود في الجولان أو دمشق بل في شرق البلد، في منطقة البوكمال بمحاذاة الحدود مع العراق على بعد 600 كيلومتر.

كانت الهجمات السابقة في منطقة الكسوة غربي دمشق، ليس بعيداً عن حدود سوريا مع لبنان، وقبلها هجومين آخرين، أحدهما ضد مجمع للصناعات العسكرية السورية شمالي دمشق، والآخر جنوبي العاصمة في الجزء الشمالي من الجولان السوري.

أكدت تقارير وسائل الإعلام الأجنبية أن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يقوم بشن هجمات دقيقة في عمق الأراضي السورية من دون أي حاجة إلى مساعدة الاستخبارات الأمريكية، وأن إسرائيل هي التي تطلع الأميركيين في كل ما يتعلق بايران وفروعها في المنطقة، وهناك من ربط بين الهجوم وبين اللقاء المغطى إعلامياً في مقهي شهير بواشنطن بين رئيس الموساد يوسي كوهين ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

شمل الهجوم الإسرائيلي منطقتين هما البوكمال ودير الزور. ومنطقة البوكمال موجودة في الحدود العراقية - السورية، وتُعتبر ممراً لوجستياً برياً تنقل إيران عبره أسلحة إلى سورية ولبنان. وفي منطقة دير الزور تتواجد ميليشيات موالية لإيران. وقام الإيرانيون بنقل قواعدهم إلى هاتين المنطقتين بعد أن تم تدمير معظم القواعد في المناطق القريبة من إسرائيل وكذلك تدمير شحنات الأسلحة.

ما يمكن افتراضه هو أن هذا الهجوم استهدف صواريخ طويلة المدى كانت في طريقها إلى حزب الله.، وكما يبدو أيضاً أن إسرائيل تستغل ضعفاً إيرانياً نسبياً في سوريا - إلى جانب فترة الانتظار التي دخلت إليها طهران في الساحة الإقليمية قبل استلام إدارة بايدن مهماتها في الولايات المتحدة - من أجل زيادة هجماتها ضد مواقع إيرانية في سوريا.

بالإضافة إلى استمرار ضرب مواقع الإيرانيين، فإن إسرائيل ترسل رسائل إلى نظام الأسد، الغرض منها دفعه إلى تقليص تدخّل بطاريات دفاعه الجوي في الدفاع عن مواقع عسكرية تابعة لإيران وحزب الله في الأراضي السورية.

كما ترسل إسرائيل رسائل لـ""بايدن مفاداها أنها لن تغير سياستها التي اتبعتها في ولاية ترامب، ومن غير الواضح ما إذا كان سيمنح بايدن إسرائيل الضوء الأخضر لأنشطة من هذا النوع أم لا، لكن كما يبدو من الهجمات الأخيرة أن إسرائيل سعت لأن توضح للإدارة الأمريكية الجديدة أنها ستواصل العمل في سوريا كما كان في الماضي.