رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بعد التنصيب.. أبرز 12 ملفًا على طاولة الرئيس الأمريكى الجديد

جو بايدن
جو بايدن


على طاولة المكتب البيضاوى، تنتظر الرئيس الأمريكى الجديد، الديمقراطى جو بايدن، العديد من الملفات المهمة، سواء على الصعيد الداخلى أو العلاقات الخارجية والتحالفات الدولية، وسط ترقب عالمى لما يمكن أن يتبناه من سياسات تختلف عن سلفه الجمهورى، دونالد ترامب، فى ظل الرؤى والتوجهات المتباينة لكل منهما تجاه العديد من الملفات الأساسية.
وتستعرض «الدستور»، فى السطور التالية، أبرز الملفات التى ستكون على طاولة الرئيس الأمريكى الجديد، وعلى رأسها السياسة تجاه الشرق الأوسط والقوى الدولية المختلفة، بالإضافة إلى قضايا البيئة والهجرة والضرائب الداخلية، وغيرها، وكيفية تعاملاته معها فى المستقبل، ومدى اختلافها عن سياسات سلفه، فى ظل تعهده بإحداث تغييرات ملموسة فى الـ١٠٠ يوم الأولى من حكمه.



قضايا البيئة والصحة

تغير المناخ
يولى بايدن اهتمامًا خاصة بمكافحة تغير المناخ، ويعد الملف على رأس الأولويات، التى سيعمل عليها فور تسلم مقاليد الأمور فى البيت الأبيض، كما أنه سيتجاوز قرار ترامب بالخروج من اتفاقية المناخ، ويعود للانضمام إليها.
ويروّج بايدن، فى هذا الصدد، لخطة تبلغ تكلفتها ٢ تريليون دولار، لبناء قطاع طاقة خالٍ من الكربون، مع خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام ٢٠٣٥، على أن يجرى العمل على ذلك خلال السنوات الأربع المقبلة، والتوسع فى مجال الطاقة الخضراء وبنيتها التحتية، لبناء اقتصاد الطاقة النظيفة

فيروس كورونا
يرى بايدن أن انسحاب إدارة ترامب من منظمة الصحة العالمية بعد انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد- ١٩» تسبب فى تفاقم الأزمة، لذا يسعى إلى إعادة بناء العلاقات مع المنظمة، بل وجعل الولايات المتحدة لاعبًا مؤثرًا فيها من أجل مكافحة الفيروس.
وقال بايدن، فى الخطاب الذى أعلن فيه فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن أولى خطواته فور دخوله إلى البيت الأبيض ستكون تشكيل فريق طبى قوى من أجل مكافحة آثار تفشى الفيروس والتقليل من آثاره الكارثية.
وسيحاول بايدن أن يكون للولايات المتحدة تأثير قوى ودور حاسم فى جمع الدول والاتفاق على استراتيجيات مشتركة وجدول زمنى لمكافحة آثار الجائحة، مع الالتزام بمواجهة المعلومات الخاطئة المتداولة حول الفيروس على الإنترنت.




السياسة تجاه الشرق الأوسط

إيران


بالنسبة لإيران، يفضل «بايدن» العودة إلى الاتفاق النووى إذا التزمت طهران ببنوده مع إدخال بعض التعديلات، كما يدرس إلغاء حظر السفر الذى فرضه «ترامب» على الإيرانيين، وعدد من البلدان الأخرى ذات الأغلبية المسلمة.
وأعرب بايدن عن استعداده العودة إلى الاتفاق النووى، بعدما انسحب ترامب منه، موضحًا أن سياسة «الضغط الأقصى» قد فشلت، وأدت إلى تصعيد كبير، وجعلت إيران أقرب إلى امتلاك سلاح نووى مما كانت عليه مسبقًا، لكنه أكد أيضًا أنه لن يرفع العقوبات الموقعة على طهران حتى إتمام الاتفاق.
ومن المتوقع أن يواجه بايدن صعوبات كبيرة فى أى مفاوضات مع إيران تهدف إلى تعزيز القيود على أنشطتها النووية، فرغم أن طهران تحتاج إلى مثل تلك الصفقات فإنه من غير الواضح ما إذا كانت السلطات فيها ستقبل نهج بايدن أم لا، خاصة بعدما قال المرشد الإيرانى الأعلى، آية الله خامنئى، إن الولايات المتحدة غير جديرة بالثقة بغض النظر عمن فى البيت الأبيض.
ومن المتوقع أن تتسبب سياسة بايدن تجاه الملف النووى الإيرانى فى أزمة مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الذى استفاد من نهج إدارة ترامب فى مواجهة طهران لتعزيز علاقات إسرائيل مع دول الخليج العربية، ما أثمر عن اتفاقات تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين.
القضية الفلسطينية

فى معالجته للقضية الفلسطينية، من المتوقع أن ينتقل بايدن إلى مسار مختلف عن سلفه ترامب، فى هذه القضية المستمرة منذ عقود، خاصة أنه ينتقد بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة، التى يطالب الفلسطينيون بأن تكون جزءًا من دولتهم المستقبلية، كما أنه من المرجح أن يستعيد علاقاته الجيدة مع القيادة الفلسطينية.
وستكون سياسة بايدن تجاه القضية الفلسطينية متوافقة مع توجهات الجناح اليسارى فى الحزب الديمقراطى، الذى أصبح يتمتع بتحالفات سياسية خارجية أكثر تطورًا مما كان عليه الأمر فى ظل إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما.
فى الوقت ذاته، يمتلك بايدن تاريخًا من العلاقات الودية مع نتنياهو، كما أنه أعلن عن ترحيبه بالاتفاق الذى عقده ترامب بين إسرائيل والإمارات، بالإضافة إلى أنه لن يتراجع عن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، رغم ما أثاره القرار من غضب فلسطينى. ورغم أن بايدن يُعد مؤيدًا قويًا ومدافعًا عن إسرائيل، لكن من المرجح ألا يتبنى سياسة سلفه تجاه ملف الضفة الغربية المحتلة، أو دفع مخطط ضمها للسيادة الإسرائيلية، أو القول بأنها لا تنتهك القانون الدولى، كما أنه سيدعم مبدأ حل الدولتين كشرط أساسى لعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ما لا يتوافق مع سياسة تل أبيب.
التحالف الدولى فى اليمن

رجحت تقارير غربية متعددة أن يتجه بايدن لإنهاء دعم الولايات المتحدة للحرب فى اليمن، والاعتماد فى ذلك على أن ارتفاع عدد القتلى المدنيين أدى إلى معارضة قوية لمشاركة واشنطن فى هذه الحرب، سواء داخل الحزب الديمقراطى، أو بين المشرعين فى الكونجرس.

القضايا الداخلية
مكافحة التمييز
أعلن الديمقراطى بايدن عن دعمه زواج مثليى الجنس عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأمريكى الأسبق، باراك أوباما، وذلك قبل إعلان أوباما نفسه عن ذلك، لذا سيتعين عليه أن يعمل على توسيع حقوق المثليين وتبنى سياسات دعمهم اجتماعيًا.
كما تعهد بايدن، خلال خطاباته فى حملته الانتخابية، بإقرار قانون للمساواة خلال الأيام الأولى من دخوله البيت الأبيض، على أن يضم بنود تمنع التمييز أو المناهضة على أساس الجنس والنوع، وما غير ذلك، مؤكدًا أنه سيعمل على توسيع حقوق المثليين دوليًا، وأن ذلك سيكون محورًا للدبلوماسية الأمريكية.


الهجرة
سيعمل بايدن على معالجة ملف الهجرة، الذى تسبب فى أزمة مع اللاجئين فى عهد ترامب، بشكل مختلف، وسيعمل على إقرار قانون يمنح الجنسية للاجئين المتواجدين حاليًا بشكل غير شرعى داخل الولايات المتحدة.
وأعلن بايدن، خلال السباق الانتخابى، عن أنه سيعمل على إرسال مشروع قانون إلى الكونجرس الأمريكى، ينص على وجود طريقة لحصول نحو ١١ مليون لاجئ أو مهاجر بشكل غير شرعى إلى واشنطن على الجنسية الأمريكية.
وتعهد بأنه سيعمل على وقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة، خلال الـ١٠٠ يوم الأولى من تواجده داخل البيت الأبيض، بالإضافة إلى إصدار قرارات بإلغاء حظر السفر الذى فرضه ترامب على المسافرين من نحو ١٣ دولة، معظمها ذات أغلبية مسلمة أو دول إفريقية.



الضرائب
سيعمل بايدن على اتخاذ عدة قرارات تتعلق بالوضع الاقتصادى الداخلى، ليظهر من خلالها حفاظه على مصالح مواطنى الطبقة الوسطى داخل الولايات المتحدة، وتخفيف الأعباء اليومية عنهم، فى ظل استمرار الأزمة الاقتصادية فى العالم.
وتعهد بايدن، خلال حملته الانتخابية، بإلغاء كثير من التخفيضات الضريبية للشركات الكبرى والأثرياء، مع السعى لتمرير ذلك فى الكونجرس.
كما تعهد بالعمل على إلزام الوكالات الحكومية داخل أمريكا بشراء سلع وخدمات محلية الصنع، كخطوة تسهم فى تعزيز قطاع التصنيع المحلى، فى إطار خطة واسعة للتعافى من الآثار الاقتصادية السلبية التى نجمت عن تداعيات انتشار فيروس كورونا.

العلاقات الخارجية

الصين

يعد ملف العلاقات الأمريكية مع الصين أهم الملفات على طاولة ساكن البيت الأبيض فى السنوات الأربع المقبلة، خاصة بعد تفاقم الأزمة مع بكين فى ظل إدارة ترامب، وتزايد تعقيدها بعد تفشى فيروس كورونا المستجد «كوفيد- ١٩»، واتهام البيت الأبيض بكين بالمسئولية عن الوباء.
ومن المتوقع أن تشهد العلاقات الأمريكية الصينية تحسنًا فى ظل اتباع بايدن توجهات أكثر مرونة تجاه بكين، لكن التحسن فى نهاية المطاف سيظل ضعيفًا، فى ظل احتدام المنافسة التجارية بين البلدين، خاصة أن بايدن وصف رئيس الصين، شى جين بينج، خلال حملته الانتخابية، بالمستبد، وأعلن أنه سيعمل على تصاعد قوة أمريكا اقتصاديًا لتمكنها من الفوز بالمنافسات ضد الصين.


الاتحاد الأوروبى

من المؤكد أن سياسة بايدن تجاه الاتحاد الأوروبى ستكون مغايرة لسياسات ترامب، إذ يؤكد الأول أهمية العلاقات مع القارة العجوز، كما أنه يعارض بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
ومن المتوقع أن يكون وجود بايدن فى المكتب البيضاوى مصدر حرج لبوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطانى، الذى كان يدعم خروج بلاده من الاتحاد الأوروبى، والذى تعاون بشكل وثيق مع ترامب اعتمادًا على عقد صفقات تجارية مع الولايات المتحدة، تعوض لندن عن الـ«بريكست»، الأمر الذى قد لا ينفذه بايدن، أو على الأقل لن يتعجل فى تنفيذه.



استعادة التحالفات القديمة

أعلن بايدن، خلال حملته الانتخابية، أنه سيقضى أول أيامه فى البيت الأبيض فى إجراء مكالمات هاتفية مع حلفاء واشنطن، والعمل على استعادة ثقتهم فى مصداقية الولايات المتحدة مرة أخرى.
وقال بايدن إنه سيتخذ عدة خطوات فى هذا الصدد، أبرزها تمديد معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية الاستراتيجية بين أمريكا وروسيا، بالإضافة إلى إخطار موسكو بأن ذلك القرار سيكون على رأس أولوياته، وربما أول قراراته الدولية بعد دخول البيت الأبيض.
وكذلك، أعلن بايدن أنه سيجرى مشاورات مع الحلفاء الرئيسيين لواشنطن، قبل اتخاذ أى قرار بشأن مستقبل الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على بضائع الصين، مع التوجه الفورى إلى منح اللجوء للآلاف من لاجئى فنزويلا الذى هربوا إلى الولايات المتحدة، بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية فى بلادهم.
كوريا الشمالية


من المتوقع، على نطاق واسع، أن تكون سياسة بايدن تجاه كوريا الشمالية حادة للغاية، خاصةً أنه وصف رئيسها كيم يونج أون بـ«المجرم»، قبل نحو ١٠ أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهاجم ترامب لكونه منح شرعية لنظيره الكورى الشمالى بالتفاوض معه.
ورغم ذلك، أوضح بايدن أنه لن يمانع فى عقد لقاء مع الزعيم الكورى الشمالى، لكن فى حالة واحدة فقط، هى أن يتعهد الأخير بخفض الأنشطة النووية لبلاده وتقليص ترسانتها من الصواريخ بعيدة المدى، حتى تكون شبه الجزيرة الكورية خالية تمامًا من الأسلحة النووية.