رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كتاب ونقاد.. جود ريدز مؤشر زائف لتقييم الكتب

 ضحي عاصي.
ضحي عاصي.

أنشأ المبرمج الأمريكي أوتيس تشاندلر موقع جود ريدز في العام 2006، الموقع المعني بالترويج عن الكتب تحول إلى منصة اجتماعية وثقافية غرضها الإشارة إلى أهم وأبرز الكتب بعين القراء.

الفترة الأخيرة كان السؤال الأبرز في المشهد الثقافي والإبداعي العربي حول هل أصبح "جود ريدز" ناقد رقمي مشمول بانطباعات ورؤى وتقييمات القراء وعن مدي وأهمية دور جود ريدز في المشهد الثقافي العربي كان هذا التقرير.

تقول الكاتبة والروائية ضحى عاصي: "أعتقد أن فكرة الجود ريدز فى المطلق هى فكرة جيدة تسمح بالتواصل بين القاريء والكتاب، وتجعل من القارىء شريك فى معادلة التقييم، ولكن كل الأفكار مهما عظمت قيمتها فى التطبيق تظهر مشكلاتها.

فمثلا لاحظت أن كتب بقيمة "أيام الإنسان السبع لعبد الحكيم قاسم" أو روايات "لدستوفسكى" تحصل على تقييم قليل جدا بينما كتب أقل فى القيمة يكون تقييمها عالى وهذا بالطبع يعطى تصورا أن شريحة الجمهور مذاقها الأدبى مختلف.

وتختم ضحى عاصي بالتأكيد على أن أحد مشكلات الجود ريدز له علاقة بفكرة التسويق فبعض الأعمال تكون الريفيوهات مدفوعة الأجر، أو نوع من المجاملات وغير ذلك من التفاصيل، ولكن هذا لا ينفى أن الفكره لها وجاهتها.

ومن جانبه يشير الكاتب والناقد حسين دعسة إلى أن موقع جود ريدز بدأ تأثيره في حركة النشر والكتابة والنقد، وعالمنا العربي تحديدا لا يستطيع التوازن ثقافيا ومعرفيا، فقد خلخل جود رايدرز، مآلات وإشارات وتنبيهات الكتاب والنقاد، وجعل عديد الناشري في حيص بيص.

ويلفت حسين دعسة: "علينا أن نفكر بما جعل عملاق البيع الإلكتروني أمازون، يستحوذ ويمتلك هذا الموقع، في صفقة، غيرت مفاهيم ترويج ونشر وقراءة ونقد الكتب، تغير صورة الكاتب والكتاب الأول في محطات البيع وبين أهواء القراء، وهنا أرى أن ذلك، عزز من عمل كبريات دور النشر العربية، وحسم معطيات الكاتب، وحراكه الاجتماعي الذي بات مكشوفا أمام الشبكة الرقمية، بمعنى تبيان حركة أي كتاب أو رواية وما يطبع منها، وبالتالي ما يسوق فعلا على المنصات.

تقول الكاتبة والناقدة ميرفت يس: "عندى دائما حساسيات تجاه مؤشرات الأعمال الإبداعية وتصنيفاتها كأجمل عمل أو أكثر قراءة أو نفذت طباعتها، كل هذه ليست مسلمات على جودة العمل الأدبي.

لكن بغياب النقد وبكثرة المنصات الإلكترونية أصبح القاريء فاعلا هناك قاريء خبير يقرأ ويحلل بعمق وتتنوع قرآته فى شتى المجالات، وهناك قاريء متخصص لقراءة كتب بعينه.

وتشير مرفت يس إلى أن "هناك القاريء المبدع النهم وكل قاريء يرشح الأعمال تبعا لهواه وذائقته الخاصة، لذا فليست جود ريدز أو غيرها تعد مؤشرا لاختيار أعمالا بعينها.

وتلفت القاصة شاهيناز الفقي إلى أن موقع "الجود ريدز" من المواقع الهامة والتي من خلالها يستطيع الكاتب تسليط الضوء على أعماله، ومن خلال النبذة المختصرة التي ينشرها يتعرف القارئ على ملامح العمل، ومن خلال التقييم نتعرف على جودته.. التساؤل الذي يدور في أذهاننا جميعا هل التقييم من خلال المشاركين يعكس الجودة الحقيقية للعمل أم أن الأمر قد يخضع للمجاملات وعدد الأصدقاء.

وتشير شاهيناز الفقي إلى أنه في بعض الأحيان يلجأ الكاتب لأصدقائه في وضع تقييم عالي لمنتجه الثقافي واعتبر ذلك نوع من التدليس على القارئ الذي يثق في نزاهة الموقع والمشاركين فيه. لكن هذا لا يمنع أن هذه حالات قليلة وأن الموقع يساهم في نشر الأعمال الجيدة، ويمثل قاعدة بيانات كبيرة للكتب العربية، كما أنه يساهم في تعزيز التواصل بين المستخدمين من خلال التعليقات ويعرض للكاتب وجهات النظر المختلفة حول العمل الذي ينشره وهذا شيء مهم ومكسب كبير للكاتب أن يتعرف على رأي القارئ بشكل دائم ومستمر فيما يكتب وينشر.

ومن جانبها تشير الشاعرة أمل الشربيني: "بالطبع تظل جود ريدز على قمة المواقع التي تقيم العمل الأدبي بمنتهى الموضوعية من وجهات نظر مختلفة موثوق فيها، ومن الصعب أن تجد تقييمات أو مراجعات إعلانية دعائية على هذا الموقع بالذات لأن المُراجع الدعائي سيتم كشفه بسهولة جدا ولن يأخذ رواد الموقع تقييمه على محمل الجد، وذلك أن المراجع لابد أن يكون له تاريخ في القراءة على الموقع وخلفية ثقافية وعدة مراجعات حصلت على تقييمات مرتفعة، لأن المراجعة نفسها يتم تقييمها من قبل قراء آخرون".

والمشكلة أننا في الوطن العربي لا نهتم بمرجعية الموقع بنفس قدر غيرنا ممن يتحدثون غير العربية، ونميل إلى مجموعات القراء غير الاحترافية على الفيس بوك، والتي قلما تقدم مراجعة موضوعية غير انطباعية، ويركن أصحابها إلى تمجيد الأسماء دون المحتوى، وهو غالبا ما يكون تقييم دوجماتي مغلوط، ولذا أعتبرها من وجهة نظري فاشلة ولا تعكس حقيقة قيمة العمل الأدبي".