رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الأرشيف.. يحيى حقي: ليس هناك واحد أعد نفسه لمهنة الرواية كنجيب محفوظ

الكبير يحيى حقي
الكبير يحيى حقي

يحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والروائي الكبير يحيى حقي، الذي ولد في 17 يناير لعام 1905، في بيت صغير بحي السيدة زينب بالقاهرة، لأسرة تركية مسلمة متوسطة الحال غنية بثقافتها ومعارفها، وكانت لها أثر كبير في حياته الإبداعية إلى أن أصبح رائدا من رواد القصة القصيرة.

خلال مسيرته الأدبية؛ نشر يحيى حقي 4 مجموعات من القصص القصيرة، وكتب الكثير من المقالات والقصص القصيرة، فضلا عن كتابة الرواية، ومن أشهر رواياته "قنديل أم هاشم"، إلا أنه كان يميل لكتابة القصة القصيرة عن غيرها من الفنون، فكان يرى أن القصة القصيرة هي التعبير عن شعور خامر القصصي في مواجهة الحياة، وفي أغلب الأحوال، هذا الشعور مزيج من عنصرين؛ الأول متصل دائم وهو قدرته على التأمل، والآخر عنصر المفاجأة حينما تتجمع الأشتات التي في ذهنه كأنها محلول كيميائي، وهو في مآدبة، أو في طريق، أو رأى وجها، أو رأى حركة، فتلقى، إن هذا الشتات الذي كان في ذهنه يتجمع فجأة حول هذه الحادثة الصغيرة ليعطيه صورة من الحياة ليس فيها عنصر الحدوتة.

وفي حوار له بمجلة "الآداب" 1994؛ كشف يحيى حقي عن رأيه في تاريخ نجيب محفوظ الروائي، في ضوء أحكامه على الفن، قائلا: ليس هناك واحد أعد نفسه لمهنة الرواية مثل نجيب محفوظ، درس الفلسفة وهو مطلع على أحدث تطورات فن الرواية، وله أعمال تعتبر من القمم، مثلا: أولاد حارتنا التي لخص فيها التاريخ الفكري الديني بشكل روائي، وهناك أيضا الثلاثية التي هي دراسة اجتماعية.

وتابع خلال الحوار: أن نجيب محفوظ "صعبان علي" كثيرا، اشترط فيه شرطا، كنت قرأته، يقول فيه: "الرمز عندي ليس أن أغير الأسماء والوقائع في الأشياء، وإنما هو: نقل المسرح كله من بلد إلى بلد، ومن عهد إلى عهد، ومن جيل إلى جيل"، المشكلة هذه تكون لها الأبعاد ذاتها في هذا الوقت.. ويكون كل من يقرأ الرواية يعرف أن "زعرب" هذا هو "جمال عبد الناصر"، هذا ليس "رمزا" بل بالعكس، كأن الكاتب يمتهن، لأنه يريد أن يقول شيئا ولم يعد قادرا على قوله، إنه موقف مؤلم للغاية، كتابات نجيب محفوظ الأخيرة عن الناحية السياسية يشعر الواحد معها أن القول لا يطاوعه.