رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سبقوا الأمريكيين: تعرف على حادثة هجوم الإسرائيليين على الكنيست عام 1952

هجوم إسرائيليين على
هجوم إسرائيليين على الكنيست

في السابع من يناير عام 1952، جرى نقل الآلاف من الإسرائيليين بالباصات من عدة مناطق إلى القدس للمشاركة في التظاهرة التي نظمها حزب حيروت بزعامة مناحيم بيجن.

كنت التظاهرة هدفها هو الاعتراض، على نية موافقة الكنيست على اتفاق التعويضات مع ألمانيا، إثر محرقة الهولوكوست.

خرج "بيغن" إلى المتظاهرين وحمّسهم بخطاب ناري قائلاً: "أقول للسيد بن جوريون: لن يكون هناك مفاوضات مع ألمانيا، من أجل هذا كلنا مستعدون للتضحية بأنفسنا. نموت ولن تمرّ. لا يوجد تضحية، لن نضحي بها من أجل إحباط المؤامرة"، ودفع هذا الخطاب الالاف من الإسرائيليين إلى الغضب مقاموا بالهجوم على مبنى الكنيست، ورجمه بالحجارة، وتصدت لهم الشرطة مستخدمةً قنابل مسيلة للدموع "من إنتاج ألمانيا".

هذا الحادث وضع مناحم بيجن كزعيم شعبوي مُعاد للديمقراطية، ثم بعد موته تغيرت النظرة إليه وبات يصوَّر كرجل ديمقراطي، اهتم بسيادة القانون، وتعزيز المنظومة القضائية، والحرص على الفصل بين السلطات، وفكرة الوطنية الرسمية، كانت كلها على الدوام في صدارة اهتماماته، وفوق أي اعتبار آخر. قوله "يوجد قضاة في القدس"، الذي يعبّر عن وجهة نظره، لا يزال يتردد صداه حتى يومنا هذا.

لا تزال إسرائيل تتذكر حادثة الكنيست جيداً، وبعد اقتحام الكابيتول، تزايد الحديث عن إمكانية حدوث هذا في إسرائيل، فإذا خسر نتنياهو في انتخابات مارس المقبل، وطُلب منه مغادرة المقر الرسمي في شارع بلفور في القدس، هل سيدفع بحادث مشابه.

نتنياهو، وابنه يائير، وسارة نتنياهو وبعض وزرائه ومحاميه، يمكنهم أن يدّعوا أن الانتخابات مزورة، وإذا رُفض الالتماس الذي سيقدمونه إلى اللجنة المركزية للانتخابات، وأيضاً المحكمة العليا لم تقبل شكواهم، سيدعون أنصارهم إلى المجيء إلى بلفور وإقامة سلسلة بشرية تمنع إخلاء المقر الرسمي لرئيس الحكومة، أو الذهاب إلى الكنيست لمنع تنصيب رئيس حكومة جديد، هذا يمكن أن يحدث في إسرائيل أيضاً.