رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده الـ116.. تعرف على الجانب النقدي في إبداع يحيى حقي

يحيى حقي
يحيى حقي

صنفت روايته "قنديل أم هاشم" ضمن أفضل الروايات العربية الصادرة في القرن العشرين٬ والتي تعد من أوائل الروايات العربية التي تناولت معضلة العلاقة بين الشرق والغرب والفروقات الشاسعة بينهما. كما تطرقت الرواية لإشكالية العلاقة بين الدين والعلم٬ وكيف أن الشرق يغلب عليه الدين دون العلم في التعاطي مع الحياة والوجود والكون على العكس من الغرب. عن الكاتب الكبير يحيى حقي نتحدث بالتزامن مع حلول الذكرى الــ 116 لميلاده.

ورغم اهتمامه بكتابة النقد٬ وإسهامه في تأسيس النقد الانطباعي التذوقي٬ ويعتبر كتابه "خطوات في النقد" مرجعا لكل من يسعى لفهم التذوق٬ وفهم معنى الأدب٬ معنى الخلق الفني٬ بل معنى الحروف الأبجدية ومعنى اللغة الفنية٬ وربما كانت دراسته عن نجيب محفوظ بين الديناميكية والاستاتيكية ضمن كتابه الفذ "عطر الأحباب" وكذلك دراسته في نفس الكتاب عن رباعيات صلاح جاهين أهم ما كتب عن كل من الروائي الكبير والشاعر الملهم.

ويقول خيري شلبي حديثه عن الجانب النقدي في إبداع "حقي": أقول برغم هذا الاهتمام بكتابة النقد فإنه كان متحيزا للإبداع بكل ذرة في كيانه الثقافي. كان يعتقد أن الأديب المبدع الخلاق هو الأساس٬ هو السيد٬ هو الدجاجة التي تبيض الذهب كل يوم٬ وهو نحل العسل الذي يفرز للناس أكلا شهيا فيه شفاء لهم٬ ويقدم للنقاد بضاعة يتداولونها كمادة ثقافية يهتدون بها إلى ابتداع نظريات جديدة ومقاييس جديدة للأدب٬ النقد يتبع الأدب٬ والأدب مغامرة يدفع الأديب ثمنها من نور عينيه وصحته وما تجره عليه من مشاكل. وهذه المغامرة الخلاقة هي التي تولد في المجتمع روح السعي إلي التغيير نحو الأفضل٬ نحو اكتشاف عوالم إنسانية أكثر إشراقا وأمانا.

يقول يحيى حقي في مفتتح كتابه "أنشودة البساطة" وهو مقالات في فن القصة القصيرة: ليس الفن وليد نظريات٬ بل النظريات تتولد من العمل الفني٬ وليس هناك فن بل فنان. لذلك أعتقد أن الكلام النظري لابد من قوله ولكن لا فائدة منه اللهم إلا أن يكون نوعا من التثقيف يعين على إثراء الخميرة التي يصنعها الفنان في عجينته٬ ولن تتبينها داخل الرغيف. لذلك كنت أفرغ منه سريعا وأنتقل إلى قراءة النص مع صاحبه ليكون الكلام النظري منبعا منه وفي حدوده٬ وتتجلى القاعدة عند التطبيق في مكانها لا في الفراغ. وهذا ما أسميه بــ"النقد الحرفي".