رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المبادرة المثيرة للجدل.. مواطنون ينتفضون ضد «زواج التجربة والأزهر: باطل وزنا

زواج التجربة
زواج التجربة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الجدل، خلال الأيام القليلة الماضية، حول ما يسمى بـ«زواج التجربة»، والذي تدور فكرته حول أنه عقد مدني ينص على تحديد فترة الزواج لمدة معينة تكون سنة أو سنتين أو أكثر، وفق شروط يضعها الزوجان في العقد، ويمكن لهما البقاء لدى أسرهما وتحديد موعد لقاء، على أن يتم الطلاق بعد انقضاء المدة المحددة.

ونشأ الخلاف، كون هذا النوع من الزواج، يُهدد بإقامة علاقات أسرية لا تتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة، وتتنافى مع الشريعة الإسلامية في الزواج التي تتطلب تدشين بناء متكامل لإنشاء أسرة صالحة بعقد غير محدد المدة.

أطلق محامي مبادرة «زواج التجربة» خلال الفترة الماضية، مؤكدًا شرعية العقد المبرم بين الطرفين وتوافر جميع الأركان مع وضع مدة محددة قد تكون عام ين أو ثلاثة أو أكثر للتعارف تحت شعار الزواج، وفي حالة عدم التوافق يفسخ العقد مع تنازل الطرف الذي طلب الطلاق عن كافة الحقوق المادية الخاصة به لمجرد إعلانه عن رغبته في عدم استكمال الحياة.


منافية لأساس الزواج

حصل «الدستور» على أول عقد مبرم بمكتب المحامي لتجربة زواج بمحافظة الفيوم، لتكون أول حالة لـ«زواج التجربة» في مصر، وهو ما أحدث حالة من الغضب، والهجوم الكبير من المواطنين، عبر مواقع التواصل، حيث قالت مها قمصان، حاصلة على بكارليوس تجارة، إن «الزواج في أساسه قائم على الاستقرار والسكينة فالعقل الباطن بيترجم دًا فعلًا وبينعكس دا على سلوك الإنسان وبيجعله بيتصرف بسكينه وأمان وطمأنينة، لكن عندما يُقدم على شئ قائم على تجربة فيها احتمالية النجاح أو الفشل فالعقل الباطن بيتجه بشكل أوتوماتيكي للفشل، لأنه أسهل، وفاقد المسئولية، سيكون الأمر بالنسبة له مجرد استمتاع مؤقت».

وأضافت «قمصان»، أن «العقد سيكون مخالف لقوله تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها»، مشيرة إلى أن «كلمة لتسكنوا هى أساس الزواج السليم، مش العقد الشرعى بس، والسكن والأمان والاستقرار النفسي لا يقل أهمية عن عقد الزواج القانوني والشرعي، بمعنى
إن اللي اشترى شقة تمليك معاه عقد قانوني، واللي اشترى شقة إيجار جديد لمدة 3 سنوات أيضًا، لكن يختلف الإحساس النفسي والإنساني للشخصين، فأحدهما يملك شعور بالاستقرار وآخر مهدد بالطرد بعد إنقضاء المدة».

ووجهت «قمصان» سؤلًا للمحامي صاحب الفكرة: «يا ترى لو في 3 سنوات جواز لو ربنا رزقهم بطفل وبعدها انفصلوا، ذنب الطفل دا إيه، ولا يا ترى من شروط جواز التجربه إنهم ميخلفوش لحد ما يشوفوا التجربة دي هاتنجح ولا لأ ؟».

واتفق معها في الرأي محمد عبدالله، الذي أشار: إلى أن «زواج التجربة مخالف تمامًا لأسس الزواج الشرعي والتي أهمها الاستقرار والأمان والنسل.. فكيف أعيش مع طرف على سبيل التجربة، وأيضًا تكاليف الزواج حاليًا تجعل من الصعب احتمالات الفشل والنجاح والتجربة».

وأوضح «عبدالله»، أن «الزواج بهذه الطريقة قد يفتح الباب لعمليات النصب مثل إقبال الرجال والنساء على الزواج، ومن ثم ممارسة بعض أعمال التطفيش ليطلب الطرف الآخر الطلاق وبموجب العقد يتنازل عن كل الحقوق المادية، وهو مخالف للشرع أيضًا ففي حال الطلاق هناك حقوق للزوجة أقرها الشرع منها النفقة والمهر وغيرها من الأمور».


دفاع صاحب المبادرة

ودافع المحامي أحمد مهران، عن فكرته التي صدمت المجتمع، موضحًا أن «العقد شرعي وأن المسمى لا علاقة له بزواج الشخصين لمدة محددة كما تداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، و90% من الفتيات المطلقات في عمر العشرينيات ترفضن خوض تجربة الزواج مرة أخرى، لذا المسمى يأتي لتشجيع الأطراف على خوض التجربة».

ولفت «مهران»، إلى خطورة الطلاق على الأسرة المصرية، مبينًا أن «فكرة المبادرة تعتمد على وضع حلولًا تحقق التوازن ما بين الزواج المدني وحالات الطلاق، والبحث عن المشاكل التي تواجه الزوجين خلال العام الأول».

وأكد أن «عقد الزواج، وفقًا للمبادرة، شرعي رسمي على كتاب الله وسنة رسوله» على حد قوله، مضيفًا أن «الطرفين سيوقعان بجانب عقد الزواج على عقد يتضمن الشروط والمتطلبات التي يحتاجها كل طرف، والمشكلات المحتملة والمتوقعة».


باطل وزنا

حسم علماء الأزهر الشريف، الجدل حول ما أثير مؤخرًا عن مبادرة «زواج التجربة»، وموقف الشرع من هذا الزواج، وما مدى التشابه بينه وبين زواج المتعة، مؤكدين أن «هذا الزواج باطل، وما يترتب عليه بمثابة زنا، لأن الإسلام يحث على الزواج وينهى عن التبتل، لأن الزواج من سنن الأنبياء والمرسلين وآية من آيات الله سبحانه، عملا بقوله تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، فالزواج هو الأسلوب الوحيد الذي اختاره الله، من أجل التكاثر والاستمرار في الحياة».