رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر حمل متظاهري ثورة 19 الفنان حسن فايق على الأعناق

متظاهري ثورة 19
متظاهري ثورة 19

لم يكن فنانا كوميديا فقط، إنما واحد من أهم مقاومي الاستعمار الإنجليزي لمصر بالفن، فقد استطاع الفنان الكوميدي الراحل حسن فايق تطويع فن المونولوج لمهاجمة الاحتلال الإنجليزي لمصر ما جعل الزعيم الراحل سعد زغلول يطلب من بعض أنصاره الذهاب إلى منزله خلال ثورة 1919، ويحملونه على الأعناق عندما علم بمرضه.

ولد حسن فايق 1898 بالإسكندرية، وعشق الفن منذ صغره خاصة وان والده كان صديقًا للشيخ سلامة حجازى، وظهرت موهبته في سن مبكرة، إلا أن والده عارض دخوله عالم الفن، كما أنه اكتفي بحصوله على الابتدائية ولم يكمل تعليمه ودخل مجال الفن في سن 16 عامًا عقب وفاة والده.

كان أول أدواره في مسرحية "فران البندقية" مع روزاليوسف، لينضم بعد ذلك لفرقة عزيز عيد، لكنه رحل عنها ليكون فرقته المستقلة، لينضم إليها حسين رياض، ويوسف وهبى، وعباس فارس، إلا أن ذلك كان سببًا لاضطهاد "وهبي" له فيما بعد، حينما كون هو فرقة أخرى وضم لها "فايق"، فكان يوكل له أدوارًا لا تليق به، عقابا له بعدما أطلقت الصحافة عناوينها بأن وهبي تلميذ فايق، وهو ما اضطره لمغادرة الفرقة، وانضم فايق، لفرقة " نجيب الريحاني "، في سن الـ23، إلا أن "الريحاني"، لم يكن يضع اسمه على البوسترات الدعائية، فلم يكن يعرفه الجمهور رغم نجاحه الباهر على خشبة المسرح، وعمل أيضا في فرقة جورج أبيض، وإسماعيل يس، وفرقة التليفزيون المسرحية، واشتهر فى أدوار الكوميديا من خلال الأدوار المساعدة، ومن مسرحياته "حكم قراقوش" و"الدنيا لما تضحك"، و"الستات مابيعرفوش يكدبوا"، و"إلا خمسة".

كانت موهبة حسن فايق في فن المونولوج لها طابع خاص، فقد استغل تلك الموهبة في تأليف وتلحين منولوجات تنتقد الأوضاع السياسية، وانتقاد ممارسات الاحتلال الإنجليزي لمصر، وشارك بفنه في مظاهرات ثورة 1919، فقد كان يشارك بمونولوجاته التى تثير الحماسة وتنتقد الاستعمار فى المظاهرات حتى أنه عندما كان مريضًا عام 1919 أرسل سعد زغلول عددا من المتظاهرين كي يحملوه على الأعناق، ليلقي مونولوجاته الساخرة على الثوار، وكان فايق أول من قدم عملًا فنيًا يدعو للتعايش بين المسلمين والمسيحيين أثناء ثورة 1919، وكان يحمل اسم أحمد وحنا، ردًا على محاولات الإنجليز شق الصف المصري بالحديث عن أن وجودهم حماية للأقباط في مصر.

تعرض حسن فايق للانتقاد من قبل الجمهور وبعض الصحف بسبب زواجه الثاني، فقد تزوج حسن فايق مرتين الاولى من أم بناته السيدة نعيمة صالح وظل زواجهما ما يقرب من 40 عامًا حتى توفيت ثم تزوج من سيدة تصغره بـ30 عامًا، وهو ما رفضته بناته وهاجمته الصحف، إلا أنه رد على تلك الانتقادات انه تعود على الحياة الأسرية يحتاج لمن يرعاه عقب تقدمه في السن.