رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بين متآمر وفاشل.. كيف استطاع أنصار ترامب اقتحام الكابيتول؟

ترامب
ترامب

كشفت الاشتباكات التي وقعت بين قوات الأمن وحشد من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب والذين اقتحموا مبنى الكابيتول فشل الشرطة والجهات الأمنية في التعامل مع الحادثة الخطيرة من ناحية، وعلى تواطؤ المسؤوليين الأمريكيين من ناحية أخرى.

وفرض تساؤلات حول أسباب ضعف نظام الأمن في الكابيتول بعد اقتحامه من قبل مئات من أنصار ترامب، في ظل حديث بعض المصادر عن وصول معلومات استخباراتية عن الاقتحام قبل تنفيذه بـ72 ساعة.

هل تواطأ المسؤولون مع الأمن؟
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن تقريرا استخباراتيا داخليا لشرطة الكابيتول حذر، قبل 3 أيام على اقتحام الكابيتول، من "سيناريو عنيف" قد يكون فيه "الكونجرس نفسه" هدفًا لأنصار ترامب الغاضبين، الأمر الذي يعمق التساؤلات حول الفشل الأمني المسجل في ذلك اليوم.

أشارت الصحيفة إلى أن التقرير المكون من 12 صفحة صدر في 3 يناير الجاري،رجح نقلا عن وحدة الاستخبارات التابعة لقوة شرطة الكونجرس أن يتدفق الآلاف من المحتجين الغاضبين إلى واشنطن مسلحين من أجل معركة.

أضاف التقرير أن المنظمين كانوا يحثون أنصار ترامب على القدوم مسلحين بالبنادق، وإحضار معدات قتالية متخصصة، بما في ذلك الأقنعة الواقية من الغاز والسترات المضادة للرصاص، إلى واشنطن يوم اقتحام الكابيتول.

ولفت إلى أن غضبهم سيتركز على أعضاء الكونجرس، وطبقًا لأجزاء من المذكرة التي حصلت عليها "واشنطن بوست"، فإن "أنصار الرئيس الحالي يعتبرون 6 يناير "الفرصة الأخيرة لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية".

ووفقا لمراقبين، فأن تجاهل التقرير الاستخباراتي من قبل أمن الكونجرس، والمسؤولين الذين عرض عليهم يعد تواطأ في أعمال العنف، وتأمر مع أنصار الرئيس الامريكي.

فشل في التأمين
أما مجلة كورييه انترناسيونال الفرنسية، تساءلت "أين كانت الشرطة؟"، مبدية الاستياءمن ضعف نظام الأمن في مبنى الكابيتول.

أضافت المجلة الأمريكية:"هل هو عدم الاستعداد أو نقص في الإرادة السياسية؟ "، ولفتت إلى تصريحات عضوة الكونجرس الديمقراطية عن ولاية نيو جيرسي بوني واتسون التي قالت خلالقها:" قبل بضعة أشهر، عندما اندلعت احتجاجات حركة حياة السود مهمة في واشنطن، لم نتمكن من التحرك بسبب الشرطة وقوات الأمن الأخرى. حسنًا، أين كانوا اليوم؟".

استياء امريكي
وعبّر عدد من النواب عن استيائهم من فشل الشرطة في تأمين الكابيتول، وتعليقا على الأداء الضعيف لقوات الأمن، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: "كيف يمكن أن يفشلوا بهذا الشكل البائس؟!. كان من الممكن أن نلقى حتفنا على أيدي الغوغاء".

وعقب الأحداث، قدّم رئيس شرطة "الكابيتول" ستيفن ساند استقالته، وقال في تصريحات إن رجاله "واجهوا سلوكا إجراميا وأعمال شغب"، وذلك رغم إعلانه قبل يوم من ذلك عن إعداده لـ"خطة قوية" تضمن الأمن أمام أنصار ترامب.

وقال ساند في تصريحات لواشنطن بوست، إنه سيكون من غير اللائق مناقشة المذكرة الاستخباراتية علانية، بالنظر إلى الطبيعة الحساسة ومخاطر كشف المصادر، لكنه أوضح أنه كان على دراية بتقارير الاستخبارات التي قال إنها وجهت التخطيط الأمني.

وأكد أنه في الأيام التي سبقت الهجوم مباشرة، راودته الشكوك حول وجود حاجة لمزيد من التدابير الأمنية، وطلب من مسؤولي الأمن الكبار الإذن بإعلان الطوارئ وتفعيل الحرس الوطني، لكنه أوضح أن هذا الطلب قوبل بالرفض.

أشار إلى أنهم اطلعوا على المعلومات الاستخباراتية، وعلموا أنه سيكون هناك حشد كبير، واحتمال وقوع بعض المشادات العنيفة، قبل أن يستدرك بالقول: "لم يكن لدينا شيء يشير إلى سيطرة حشد كبير على الكابيتول".

تجاهل السلطات النافذة للقوانين
اعتبر خبراء إنفاذ القانون أن ما حدث "يثير الدهشة"، لأن مبنى "الكابيتول" قد ترك دون حماية، مشيرين إلى عوامل ساهمت في "الفوضى".

ففي حين أن شرطة المقاطعة ووكالات إنفاذ القانون الفيدرالية الرئيسية وإدارات الشرطة المجاورة، لديها اتفاقيات لمساعدة بعضها البعض في حالات الطوارئ، لم تقدم شرطة "الكابيتول" طلبات مبكرة للمساعدة المتبادلة مع الحرس الوطني بالعاصمة أو شرطة العاصمة، وفقا لأشخاص مطلعين رفضوا الكشف عن هوياتهم، وفقا لموقع سكاي نيوز.