رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيزيت سالم: «تبغ وشيكولاتة» تبحث عن حالة الاعتدال التى ساورت عقول أبطالها

زيزيت سالم
زيزيت سالم

تصدر قريبًا عن دار بتانة للنشر والتوزيع٬ أحدث إبداعات الكاتبة زيزيت سالم٬ رواية «تبغ وشوكولاتة»، وعن الرواية قالت «زيزيت»: «هي رواية واقعية اجتماعية، وجدت أنني أكتبها وكأنني أتبع أول الخيط في بكرة معقودة بين أصابع قطة، كتبتها من مسافة قريبة جدًا من أبطال مستنسخين من الواقع الذي يتكرر لا نهائيًا كل يوم، ومثلهم في حياة كل واحد منّا، وأعتقد أن القاريء لن يُنهي الرواية إلا وقد وجد نفسه يختار شخصًا من بين من يعرفهم ويظن أنه هو الذي وجده في "تبغ وشوكولاتة"».

وأضافت في تصريحات خاصة لــ«الدستور»: «وأظن أنني ربما أكون واشية لو قلت أن التبغ هو الرجل والشيكولاتة العذبة هي المرأة، ربما لكن مذاقات المُر والحلو تتبادل على ألسنتنا رجال كنا أم نساء، أعرف كثيرين من مرضى السكر نهمين للحلو، ونساء مدخنات شرهات».

وتابعت: «لكن إذا ما وقفت على الحياد فإن "تبغ وشيكولاتة" تبحث عن حالة الاعتدال التي ساورت عقول الأبطال لكنهم جنحوا عنها وكان دوري محايدًا في الوشاية ومحايدًا كذلك وقت الكتابة، فلقد تجردت من أن أنسخ رجل من رجل أو امرأة من أخرى، فقد وجدت أن العلاقات بين الرجل والمرأة أبدية الحيرة والقلق، وهواجس الحب الكبير أو الانفصال المروع، هو تعويذة حاولت أن أتتبع أثرها، وأتمنى أن يجد القاريء أنني حسنًا فعلت».

ومن أجواء الرواية نقرأ:"بدايات أنابيب رفيعة من مخارج عدة في جسده، نهاياتها موصولة بعدة أجهزة، ينبعث ضوء من نقطة بعيدة بزاوية الغرفة وتتسع أمامه كشاشة عرض تدور عليها أحداث حياته، كل شئ يخصه عالق خلف جدران هذه الغرفة، إلا المرأة التي عشقها، تحوم رائحتها حوله كهالة تبدد غربته، ورغم أنه يتعرف على جسده بين الأفول والتعلق بالحياة، فإنه لم يتبين وقتها أكان فوق الحياة أم تحتها؟ ولماذا عندما سحبته نقطة الضوء بعيدًا كان الظلام باهرًا إلى ذلك الحد ؛ كما لو أن مئات الفراشات استقرت على شاشة العرض تفتح دفاتر حياته ليقرأها ببطء وهو مغمض العينين.

دقات قلبها مازلت تسمعها وهي تصعد الى الدور الثالث في عمارة متهالكة في حي عابدين، هكذا وجدت نفسها في لحظة أمام نظرات "أستاذ حافظ المحامي" الذي سيعقد قرانها بحضور اثنين من الشهود اتفق معهم حسام مسبقًا للتوقيع على وثيقة الزواج، شحب وجهها وهي تردد وراءه ـ قبلت زواجك ـ وكأنها باعت نفسها لأول من طرق بابها دون ثمن يذكر حتى جذبها حسام اليه ولف ذراعيه حول خصرها مطمئنًا لها وهامسًا: مبروك يا حبيبتي.

بخوف وحذر شديدين صعدت الى بيتها وأخذت تلملم ملابسها بهدوء وصمت خشية فضح أمرها، منتهزة فرصة انشغال أمها بالمطبخ وغياب أختها ووالدها عن البيت، بخفة حملت حقيبتها وهبطت السلالم على أطراف أصابعها إلى ناصية الشارع حيث ينتظرها حسام في سيارة أجرة متجهة نحو المطار، تطير بجناحين الى أحلامها المؤجلة وحياتها الجديدة المبهرة التي ستعيشها بحرية، حرية ستضع هي حدودها وقوانينها كما تبتغيها وليس كما يراها والدها».