رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرافدين تطرح النسخة العربية لكتاب «مفهوم الفزع»

مفهوم الفزع
مفهوم الفزع

صدر حديثا عن دار الرافدين للنشر٬ النسخة العربية لكتاب "مفهوم الفزع تمرين.. سايكولوجي أوّلي في ضوء القضية الدوجمائية حول الخطيئة"٬ للكاتب الدنماركي سورن كيركگورد٬ ترجمه عن الدانماركية وقدَّمه قحطان جاسم.

كان الكتاب قد صدر لأول مرة في خريف عام 1843 كتب كيركگورد في المسودة، موضحا: "في غياب المهمة الهائلة المتمثلة في فهم جميع البشر، فقد اختار ما يرغب المرء في تسميته صبيانية وحماقة، لفهم نفسه - وجهة نظر يتم الحفاظ عليها في النسخة النهائية من المقدمة، حيث يصف المؤلف نفسه بأنه سليل الذي لم يسبق له مثيل في العالم، ولم يقم سوى برحلة داخلية داخل وعيه".

وكان كيركگورد قد اختار في البداية، أن يضع اسمه على مسودة الكتاب، إلاّ أنه غيّر رأيه ووضع بدلا من ذلك اسما مستعارا.

والاسم هو فيجيليوس هاوفنينسس، الذي يعني بالدانماركية "الكوبنهاجي اليقظ"، أي هذا الذي يراقب بانتباه ما يحيط به في كوبنهاجن. أهميته تنبع من مراقبة أفعال الناس وطريقة تصرفاتهم وكيف يواجهون الفزع.

وبحسب الناشر يعالج الكتاب بعمق مفهوم الفزع من وجهة نظر فلسفية، باعتبارها ظاهرة وجودية تنفتح على فهم سايكولوجي للإنسان، حيث يقوم بربط مجالي علم الدوجما (العقائد) وعلم النفس مع بعضهما، لاضاءة ثيمات مختلفة تدور حول الخطيئة الأصلية للإنسان، ثم اختيار الإنسان لحريته والفزع الذي يرافق الأثنين أو يسبقهما، وأخيرا كيفية غفران خطيئة الانسان.

استفاد العديد من الفلاسفة، الذين جاؤا بعد كيركگورد، من كتاب مفهوم الفزع الفيسلوف الالماني مارتن هايدجر، وخاصة في كتابه "الوجود والزمن". كما أنه هيأ الطريق، بفترة طويلة قبل سيجموند فرويد، لعلم النفس، في معالجة ومناقشة واحدة من القضايا التي تشغل الانسان، أي فزعه الدائم وعدم استقراره من شيء قد يكون في داخله أصلا، متخذا من أطروحة الخطيئة التي طرحتها الأديان أو الأساطير منطلقا لفهم هذا الفزع.

يذكر أن "سورن كيركگور" ولد في كوبنهاجن (5 مايو 1813م - 11 نوفمبر 1855م) هو فيلسوف دنماركي، ولاهوتي، وشاعر، وناقد اجتماعي، ومؤلف ديني، ويُعتبر على نطاق واسع أول فيلسوف وجودي. كتب نصوصًا نقدية حول الدين المنظم، والمسيحية، والأخلاق، وعلم النفس، وفلسفة الدين، مظهرًا في ذلك حبًا للاستعارات والسخرية والأمثال.

تتعامل الكثير من أعماله الفلسفية مع القضايا التي تناقش كيف يعيش المرء «كفرد منفرد»، مع إعطاء الأولوية للواقع الإنساني الملموس على التفكير المجرد وإبراز أهمية الاختيار الشخصي والالتزام. كان ضد النقاد الأدبيين الذين حددوا المثقفين والفلاسفة المثاليين في عصره، واعتقد أن الباحثين فهموا هؤلاء الفلاسفة: سفيدنبوري، وهيجل، ونيشته، وشيلن، وشليجل بشكل أسرع من اللازم.