رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستفيدو مبادرة «دراجتك صحتك» يتحدثون عن تجربتهم لـ«الدستور»

مبادرة دراجتك صحتك
مبادرة دراجتك صحتك

تعتبر مصر من الدول العربية ذات الكثافات المرورية العالية، بسبب كثرة المركبات في الطرق، لذلك تحاول وزارة الشباب والرياضة المساهمة منذ فترة في حل تلك الأزمة من خلال الاعتماد على الدراجات بديلًا عن السيارات.

وأطلقت وزارة الشباب منذ فترة مبادرة "دراجتك صحتك"، بهدف توزيع 7200 دراجة بأسعار مخفضة، وفي متناول الجميع، بالتعاون مع شركة فوري، لتسهيل الدفع على المواطنين مع إمكانية تقسيط المبلغ وتوظيف 500 شاب لتوصيل الطلبات للمنازل.

ودخلت المبادرة المرحلة الثالثة حيث أقبل الشباب بالفعل على شراء تلك الدراجات للسير بها في الشوارع والطرقات، وتخفيفًا للازدحام المروري، لتتواصل "الدستور" مع عدد من المستفيدين من المبادرة ليحكوا عن تجربتهم في المشروع الحكومي.

دراجة أنقذت حياتي
تروي نور أحمد، الطالبة بآداب جامعة عين شمس مدى استفادتها من دراجة الوزارة قائلة: "تعرضت لحادث سيارة وأنا في عامي الجامعي الأول ما أصابني بخوف من المواصلات، فكانت معاناتي في ركوب المواصلات العامة كبيرة تصل لدرجة عدم ذهابي للجامعة في أحيان كثيرة".

أضافت: "كنت أذهب إلى طبيب التأمين الصحي حتى أخبرني أنه يمكنني اقتناء دراجة هوائية من وزارة الشباب والرياضة بسعر مخفض، وهو ما سيجعلني أتغلب على خوف المواصلات العامة، فبحثت عن الموضوع وكان انطلاق المرحلة الثانية للمبادرة، واستخدمت الرابط الخاص بالمبادرة وسجلت البيانات".

وتابعت "من ضمن البيانات رقم هاتفي والبريد الإلكتروني الخاص بي وتم إرسال رسالة على البريد أنه تم قبول طلبي وسأحصل علي الدراجة في أسرع وقت، وسيتم شحنها إلى العنوان التي سبق وسجلته في الرابط، كانت مفاجئة كبيرة وبسعر أقل من السوق بمئات الجنيهات ومازالت اقتنيها حتى الآن، ذاهبة بها الجامعة".

واختتمت نور حديثها لـ«الدستور»:"رغم استغراب الشارع المصري من فتاة تركب دراجة إلا أنني أنصح فتيات الجامعة بالمشاركة، فالدراجة صحية وتجعلك أفضل جسديًا ونفسيًا، تعاملت مع جراج قريب من الجامعة لوضع دراجتي بها ما يسهل تركها بأمان وأنا خلال يومي الدراسي، لم يكن هناك أي عائق أمامي في استخدام الدراجة ولن يكون هناك أي عائق أمام أي فتاة غيري".

يوسف: الدراجة فرصة عمل آمنة
يوسف منصور، يعمل بإحدى شركات توصيل الطلبات للمنازل عن طريق أبلكيشن على الهاتف يتحدث عن تجربته مع الدرجات الهوائية: "كنت أعمل في توصيل الطلبات منذ أن أنهيت الدبلوم الفني، لكن على دراجة نارية وكانت بالنسبة لي معاناة فحوادث الدراجات النارية كثيرة، والدراجات النارية تحتاج تكاليف كبيرة للتصليح، لكن ما باليد حيلة كنت أعمل بها لتأمين مصاريفي اليومية ومساعدة والدي في بعض المصاريف اليومية".

وتابع "تعرضت دراجتي النارية لحادث سير سبّب لي خسائر كبيرة، ولم استطع صيانتها حيث إنها تحتاج 5 آلاف جنيه للتصليح فكل من أعمل لديهم يشترطون الحالة الممتازة للدراجة النارية وقد تعرضت للحادث فأصبحت بحال أقل من المقبول فأصبحت بدون عمل".

استطرد: "كنت أبحث على مواقع الشراء على دراجة نارية بالتقسيط أو ما شابه ذلك، حتى أتمكن من العودة للعمل حتى وجدت رابط الوزارة وتعرفت على المبادرة وكان هذا أملي الوحيد، لم أفكر كثيرًا في الأمر لم يكن لدى حل أخر وتوصيل بدراجة هوائية أفضل من لا شئ".

وواصل: "ذهبت للوزارة للتأكد من الأمر، تعرفت على التفاصيل حيث يمكنني تقسيط ثمن الدراجة على 3 أشهر حال أنني لا أستطيع دفع ثمنها كاش ملئت البيانات ووضعت كل الضمانات وخلال 35 يومًا استلمت الدراجة".

أضاف: "يوم استلامي للدراجة كان هناك بعض مندوبي شركات التوصيل يوزعون إعلانًا عن وظائف شاغرة كانت مثل هدية من الله لي في الحال أخذت الإعلان وقدمت على الوظيفة في شركة تجعلني أكثر أمانا يتم فيها التعيين وتوفير تأمين صحي واجتماعي ومرتب أفضل".

أيمن: الدراجة ساعدتني في الحفاظ على صحتي
أيمن مصطفى تخرج في كلية التجارة جامعة القاهرة، قال: "كان وزني 95 كجم في حين طولي 166 سم وتسببت زيادة وزني في إصابتي بمرض السكر في سن صغير ونصحني الطبيب أن أنزّل من وزني ما يقرب من 20 كجم في أسرع وقت حتى أتمكن من توازن السكر وتكون حالتي طبيعية مع المرض".

بالفعل بدأ أيمن في الركد كل يوم في الصباح الباكر على أمل نزول وزنه، وفي يوم كان يركد بحي الزمالك ووجد ماراثون الدراجات التابع لوزارة الشباب والرياضة المقام كل يوم جمعة بحي الزمالك، بالتشارك مع شركة "رايد" بحيث يقود المشاركين في الماراثون الدراجات لمدة ساعتين في الحي الراقي.

أضاف أيمن:"وجدني المسؤول عن الماراثون أنظر إليهم بدهشة فلم أكن أعلم أن هناك مثل هذه الأنشطة فتوجه إلىّ وسألني إن كنت أريد المشاركة، وبالفعل أخذت التفاصيل كاملة وبدأت المشاركة في الماراثون لكنه كان يومًا واحدًا في الأسبوع وكنت بحاجة للنزول في الوزن بأسرع وقت فنصحني مدرب الماراثون بالتسجيل على رابط الوزارة لاستلام دراجة هوائية.

استلمت الدراجة بالفعل وبدأت أقودها كل يوم في السابعة صباحًا كانت تنظم تنفسي وتساعدني في خسارة وزني وبالفعل أصبح وزني الحالي 65 كجم وهو وزن مثالي وتنظم دورتي الدموية، ما جعلني كمريض سكر آمن أحرق الدهون بشكل يسير ومبهج.

أمل: أخي يوصل طلبات مشروعى الصغير بالدراجة
أمل يحيي، صاحبة مشروع صغير للمشغولات اليدوية تصنع الإكسسوارات يدويًا تنشر على صفحتها المشغولات وتروج بين أصدقائها وأقاربها وأصدقائهم على نطاق صغير حتى تساعد في تكملة جهاز زفافها، فالحال أصبح صعبًا وتحتاج لأى دخل يساندها.

وقالت أمل:"كان الأمر صعبًا في البداية، فأنا لا أستطيع أن أوصل كل الطلبات عن طريق المواصلات فهذا يكلفني الكثير ويجعلني أوصل طلبات أقل في اليوم الواحد وهناك أماكن بعيدة يصعب علىّ الذهاب إليها فأرفض بعض الطلبات لأسباب مثل هذه، ما يعوق تكبير مشروعي وترويجه في أماكن أكثر.

سمعت عن المرحلة الأولى للمبادرة لتوزيع دراجات هوائية بكميات كبيرة من قبل وزارة الشباب وبسعر مخفض، لكن لم يكن حتى ثمنها متوفر لدى، فبحثت أكثر وسألت على الصفحة الرسمية للوزارة إن كان هناك مرحلة ثانية للتقديم فكانت الإجابة بالطبع سيكون هناك كثير من المبادرات المشابهة قريبًا.

أضافت أمل:"تمكنت من عمل جمعية مع أقاربي وجيراني بحيث أستطيع ادخار ثمن الدراجة، وبالفعل تمكنت من الحصول على ثمنها وانتظرت شهر ونصف حتي بدأت المرجلة الثانية من المبادرة وسجلت البيانات وكنت في غاية الفرحة حين استلمتها.

تعجب والد أمل حين وجد الدراجة، لكن حين عرضت ابنته عليه الفكرة بأن شقيقها الأصغر يوصل طلباتها ويوفر ثمن الشحن ويتقاسمون قيمة الشحن ومنها عمل لأخيها ودخل أكبر لها يساعدها وتوسيع نطاق المشروع لتوزع كميات أكبر فرح بنجلته كثيرًا.

بدر: انتظر الدراجة بفارغ الصبر
بدر أحمد، 26 عامًا، قال: "أنا شاب بسيط توقف في عملي في الصالة الرياضية بسبب جائحة كورونا تضرر عملي وأصبحت بلا عمل تقريبًا، فبحثت عن عمل في أماكن كثيرة ولكن الحال أصبح أصعب من الماضي حتى عثرت على المبادرة".

وتابع "الدراجات في الوزارة ثمنها أقل من الأسواق بـ 500 جنيه والدراجات صالحة لكل الفئات العمرية هذه فرصتي لإيجاد عمل حتى ولو لم يكن من الوزارة فيمكنني توصيل الطلبات في الحي الذي أعيش فيه أو لأي من الصيدليات أو المطاعم فالدرجة تفتح السبل أمام العمالة".